ارتفاع معدل الإقبال على المخاطر والقدرة على تحملها
يسعي المستثمرون إلى أهداف استثمارية أكثر تحديدًا للتقاعد وزيادة معدل الدخل
يتوقع المستشارون الماليون في الإمارات تحقيق نمو سنوي بمعدل 24% في أعمالهم في العام المقبل، ويجدون في التعامل مع العوامل النفسية للمستثمرين أحد أكبر التحديات التي تواجههم. ووفقًا لدراسة استقصائيّة عالميّة جديدة أجرتها شركة ناتكسز العالمية لإدارة الأصول، فقد أشار 86% من المستشارين الماليين الإماراتيين أن 90% من سلوك المستثمرين وردود فعل العملاء إزاء التغيرات التّي يشهدها السوق هي من أكبر التحديات التي يواجهونها في سبيل تحقيق النجاح. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة استقصائيّة أخرى أجرتها شركة ناتكسز العالمية لإدارة الأصول على المستثمرين الأفراد، أن 89% من المستثمرين الأفراد في منطقة الخليج يتخذون قرارات استثماريّة تعتمد على ’الحدس‘، في حين أن 63% منهم لا يملكون خطة مالية واضحة.
ويعلق جون هيلر، الرئيس التنفيذي لدى شركة ناتكسز العالمية لإدارة الأصول في الأميركتين وآسيا، قائلًا ’’عندما يتخذ المستثمرون قرارات مبنيّة على ’’الحدس‘‘ أو العواطف، فهم بالتالي يقللون من احتمالات تحقيق أهدافهم الماليّة. ولا يمكن للمستشارين الماليين التحكم بالأسواق، إلاّ أنهم قادرون على تفادي ردود الفعل السلبيّة من خلال إيجاد محافظ مالية متينة ومرنة ضد الظروف المختلفة التّي تؤثر على السوق. ومن المهم أيضًا اتفاق المستشار المالي مع العملاء على الإجراء الأنسب في الظروف المختلفة وقبل حدوث أي أحداث ومتغيرات من شأنها التأثير على الأسواق. وهذا يساهم في عزل العواطف التي قد تؤثر على القرارات الاستثمارية‘‘.
ويتجنب المستشارون في المنطقة ومختلف أنحاء العالم عن تقسيم المحفظة الاستثمارية على النحو التقليدي 40/60 فيما يتعلق بإدارة المخاطر، والتوجه نحو نماذج أكثر استدامة تتماشى مع توجهات الأسواق ومستوى التعقيد الذي تمتاز به. ولدى سؤالهم عن مدى ملاءمة هذا التقسيم مع الأهداف الاستثمارية، وافق 26% من المستشارين الإماراتيين ووافق 12% منهم بشدة، وهذا يتماشى مع الإحصاءات العالميّة. ويعتقد 55% من المستشارين الماليين في الإمارات أن الطرق التقليدية في تنويع المحافظ وهيكلتها لا بد من استبدالها بطرق جديدة أكثر تجددًا وابتكارًا من أجل تحقيق أفضل النتائج.
ونتيجة لذلك، نجد أن توجه المستشارين الماليين لوضع استراتيجيات قائمة على تحقيق الأهداف ودعم العملاء على تطوير خطة مالية متسقة، ومواصلة استثماراتهم والتركيز على تحقيق أهداف طويلة الأجل قد أصبح أكثر شيوعًا، ويحفز 73% من المستشارين الماليين عملاءهم على تحديد عائد مستهدف، كما يشجع 69% منهم عملاءهم على الاستقلال عن السوق. ويوافق على ذلك سبعة مستشارين من أصل عشرة على المستوى العالمي.
وأشار مات شيفر، المدير التنفيذي لقسم التوزيع الدولي لدى شركة ناتكسز العالمية لإدارة الأصول قائلاً: ’’إن تحفيز العملاء على اتخاذ قرار بمعزل عن العواطف أمر هام للغاية، فهذا يدعم أهداف المستثمرين الأفراد في المنطقة لتحقيق النمو المستدام على المدى الطويل. وإلى جانب التحلي بالثقة، فإن ذلك يعد أمرًا بالغ الأهمية لنجاح كل من المستشارين الماليين والمستثمرين‘‘.
إن المستشارين الماليين يدعمون العملاء في تحديد أهداف التقاعد والتوقعات المتعلقة بالدخل التقاعدي، حيث يحثّ 79% من المستشارين في الإمارات عملاءهم على تحديد أهداف الادخار، واتباع منهج مستقل عن متغيرات السوق ومحدد على المدى الطويل. ويركز 60% من العملاء في دولة الإمارات على التخطيط للتقاعد كأحد أهم الأولويات، بينما يطلب 78% منهم منتجات تمنح دخلًا ثابتًا، وإلى جانب الولايات المتحدة، فإن الإمارات كانت أحد الأسواق التّي كان هذا الطلب أهم أولوياتها.
وقد بحثت الدراسة الاستقصائيّة التّي أُجريت مع المستشارين الماليين في العام 2014 المنهجية المتبعة التّي يتحلون بها إزاء مجموعة من المواضيع مثل تطوير الأعمال وهيكلة المحافظ )تشمل عوامل التقلبات والمخاطر والدخل) وخدمة العملاء، وتقديم المشورة، وإدارة الوقت وتحديات الاستثمار.