رصد الاستبيان الشهري لبنك أوف أميريكا ميريل لينش لآراء مديري صناديق الاستثمار انخفاض حيازاتهم النقدية وارتفاع حيازاتهم من أسهم السلع الأساسية وتغيُّر آرائهم الائتمانية.
حيث أوضح التقرير انخفاض متوسط الأرصدة النقدية من أعلى مستوياته خلال 15 عاماً الذي بلغت نسبته 5.6 % في شهر فبراير المنصرم إلى 5.1 % في شهر مارس الحالي.
كما حدث تحوُّل قوي إلى أسهم شركات الصناعة والطاقة والمواد الأولية والأسواق الصاعدة، بالتزامن مع أكبر قفزة شهرية تم تسجيلها للتحول إلى أسهم شركات السلع الأساسية.
كما شهد شهر فبراير ثاني أعلى تخصيص ( توظيف للأموال) في تاريخ الاستبيان للاستثمار في القطاع العقاري.
ورصد الاستبيان تغيرآراء المستثمرين بخصوص الائتمان حيث توقع 15% منهم تفوُّق عامل العائدات المرتفعة على عامل الجودة العالية للأسهم في مارس الحالي، مقارنة مع 13% توقعوا تفوُّق الجودة العالية في فبراير المنصرم. كما ارتفعت حصة حيازات المستثمرين من الأسهم في محافظهم الاستثمارية
لا تزال الأغلبية الساحقة من مديري صناديق الاستثمار تتوقع ألاّ يزيد عدد مرات قيام بنك الاحتياط الفدرالي الأمريكي برفع أسعار فوائده خلال الشهور الاثني عشر المقبلة عن مرتين، بينما يعتقد عدد قياسي منهم بلغت نسبته 35% أن السياسات المالية لا تزال مقيِّدة أكثر مما ينبغي وأن “الفشل الكمّي” أصبح أهم المخاطر الرئيسية
المراوغة بالاستثمار في الأسواق الثلاثة الأكثر استقطاباً للمستثمرين، حيث باتت عائدات الاستثمار في البيع المكشوف لأسهم الأسواق الصاعدة تفوق عائدات الاستثمار طويل الأجل في الدولار الأمريكي والبيع المكشوف للنفط.
تبدو على المستثمرين علامات الإرهاق من الهندسة المالية حيث يعتقد 16% منهم أن مدفوعات الشركات لحملة أسهمها (من أرباح أو إعادة شراء الأسهم) مرتفعة أكثر مما ينبغي، في أعلى نسبة من نوعها منذ مارس 2009.
يعتقد المستثمرون أن الأسهم الأوروبية هي الفائزة نسبياً نظراً لانخفاض مخصصات المستثمرين للاستثمار في الحيازات النقدية إلى مستويات معتدلة واستمرار اعتبار الأسواق الأوروبية المفضلة عالمياً، حيث باتت أسعار صرف اليورو الأوروبي الأرخص منذ شهر أبريل من عام 2003.
و رغم ارتفاع توقعات نمو الاقتصاد الصيني إلى أعلى مستوياتها في 4 شهور، لا يزال 26 % من المستثمرين يتوقعون ازدياد ضعف الاقتصاد الصيني خلال الشهور الاثني عشر المقبلة.
وأنتقل الأمر إلى السوق الياباني مع تزايد العزوف عن الاستثمار في الأسهم اليابانية حيث انخفضت مخصصات الاستثمار فيها إلى أدنى مستوياتها في 22 شهراً لتبلغ نسبة الذين عززوا حصتها في محافظهم الاستثمارية 15% بانخفاض عن 24% فعلوا ذلك في فبراير الماضي؟
في سياق تعليقه على هذه التطورات، قال مايكل هارتنِت، كبير المحللين الاستراتيجيين للاستثمارات العالمية في شركة بنك أوف أميريكا ميريل لينش للبحوث العالمية: “مع ارتفاع مستويات الحيازات النقدية بشكل طفيف عن متوسطها خلال 3 سنوات، لم يعد المستثمرون يرسلون إشارات البيع الواضحة التي أرسلوها الشهر الماضي”.
من ناحيته، قال مانيش كابرا، محلل الأسهم الأوروبية والمحلل الاستراتيجي لعناصر التقييم المالي الكَمّي: “أخذ المستثمرون العالميون يخففون من حدة وجهات نظرهم المتطرفة حول الأسواق الإقليمية ويعتبرون (الفشل الكمّي) أكبر المخاطر الرئيسية التي يواجهونها. إلا أنهم لا يزالون متفائلين بأداء الأسواق الأوروبية”.