الشريف: وزارة التخطيط بدأت فى إنشاء وحدة فى كل وزارة لتنفيذ الاستراتيجية
العمل استغرق 5 أشهر وشارك فيه 200 شخص وادعاءات النسخ من خطط سابقة عارٍ من الصحة
الاستراتيجات السابقة فشلت لأنها كانت مرتبطة بأشخاص ولم تكن مستدامة
«لوجيك» تستهدف الانتهاء من إعادة هيكلة مرفق الكهرباء مايو المقبل وتقليص فاقد الكهرباء فى الشبكة إلى 8%
نفى محمد الشريف، الرئيس التنفيذى لشركة «لوجيك» للاستشارات، التى أدارت اللجنة التى وضعت استراتيجية مصر 2030 أن تكون الاستراتيجية التى اطلقها رئيس الجمهورية الشهر الماضى منسوخة من خطط أخرى سبق إعدادها.
وقال لـ«البورصة» إن الادعاءات بأن الاستراتيجية نسخة مستوحاة من نصوص دراسات سابقة كلام عارٍ من الصحة وفريق الإعداد عكف على مراجعة جميع الاستراتيجيات السابقة لمصر، وهذه المرة الأولى التى تُنشئ فيها مصر استراتيجية دولة متكاملة، وعمل عليها 200 شخص لمدة 5 أشهر.
أضاف أن فريق العمل حدد أسباب عدم الأخذ بالاستراتيجيات السابقة لكونها ارتبطت بأشخاص، كما أنها لم تكن متكاملة ولا مستدامة، لكن استراتيجية 2030 تهتم بجميع القطاعات، وهذا لا يعنى أن الحالية لم تشتمل على بعض أهداف الخطط السابقة.
وقال إن دور الشركة تمثل فى الإعداد للورش وإدارتها لإعداد 9 من 10 محاور فى الاستراتيجية، واعتمد فرق العمل على عدة خطوات، بدايتها الاتفاق على رؤية شاملة لكل قطاع، ثم تحديد الأهداف لاستراتيجية ومؤشرات قياس الأداء.
وأضاف الشريف أن توضيح التحديات والبرامج والمبادرات والمشروعات اللازمة لتحقيق الأهداف والمؤشرات كانت الخطوة التالية.
وأوضح أنه تم وضع رؤية تصورية لقطاع الطاقة على أساس ضمان الاكتفاء منه، وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية ومشاركة القطاع الفعالة فى الدخل القومى.
وأشار الشريف إلى أن قطاعات الاستراتيجية عددها 10، تمثلت أبرزها فى التعليم، والطاقة، والإسكان، والصحة، والابتكار، والشفافية، وكفاءة مؤسسات الدولة، والثقافة، والبيئة، والتنمية العمرانية.
وأوضح أن كل فريق عمل داخل اللجنة مسئول عن قطاع محدد، وأن هناك فريق عمل واحد مسئول عن جمع النتائج من كافة الفرق ومتابعة تطوراتها أثناء إعداد الاستراتيجية.
وتابع: «الخطوة الثانية تمثلت فى تحديد أهداف الاستراتيجية للوصول لرؤية عامة تم تحديدها فى الخطوة الأولى، وأن فرق العمل بعد ذلك استهدفت تحديد مؤشرات الأداء لكل قطاع.
وأكد الشريف أن الاستراتيجية حددت 3 مستويات لمؤشرات الأداء، الأول فى مؤشرات أداء النتائج، والثانى مؤشرات المدخلات وأخيراً مؤشرات المخرجات.
وتمثلت الخطوة الرابعة فى تحديد التحديات التى ستواجه كل مؤشر، وتم هيكلة التحديات على محورين أساسيين، أولهما توضيح مدى تأثير التحدى، والثانى قدرة التحكم فيه، كما أن المرحلة الخامسة تمثلت فى تحديد البرامج.
واعتمدت الاستراتيجية على عدة برامج كخطوة خامسة فى إعداد الاستراتيجية كبرامج إعادة الهيكلة وإعادة نصوص القوانين وتطوير البنية التحتية، مشيراً إلى أن دور «لوجيك» تمثل فى التنسيق وإدارة الحوار بين فرق العمل المختلفة، وتحضير التقارير للاجتماعات المتلاحقة.
وتابع الشريف: «الاستراتيجية بُنيت لتُظهر مقومات النجاح لكل قطاع، فكان العمل فى وضع خطة قطاع الطاقة بتحديد كيفية ضم القطاع الخاص للمنظومة وتقليص دور الحكومة لتكون منظمة فقط».
وأكد أن الاستراتيجية تستهدف لتقليص دعم المحروقات، على أن يتم تحديد مستحقى الدعم داخل البرنامج.
وتستهدف الاستراتيجية زيادة كفاءة شبكة نقل الطاقة وتوزيعها، لخفض الفاقد إلى 8% فقط مقابل 15% حالياً، وتم تحديدها بناء على مقارنات مع دول أخرى وضعها خبراء المجال.
وأشار إلى أن «استراتيجية 2030» خطة قومية تمتلكها الدولة، ستبنى فيها خطط تطوير القطاعات الأخرى وفقاً لها وليس العكس، لأنها ليست استراتيجية مشروعات.
وقال الشريف إن «لوجيك» قدمت تقريراً لوزارة التخطيط بعد الانتهاء من وضع ملامح الاستراتيجية، يوصى بوجود جهة قوية تقوم بمتابعة تنفيذ الاستراتيجية كمرحلة ثانية بعد الإعداد، للتأكيد على أن أهدافها تنفذ على أرض الواقع.
وطالب التقرير بأن تكون الجهة مالكة لسلطات تتيح لها القدرة على متابعة أداء الحكومة، باعتبار أن الحكومة جهة منفذة، وترفع الجهة تقاريرها لمجلس النواب بصفته مُراقبا لأداء الحكومة، كما سترفعها لرئاسة الجمهورية.
وأوضح الشريف أن هذه الجهة لا يجب أن تكون هيئة الرقابة الإدارية، لأن الأخيرة منوطة بمراجعة الفساد فى الشركات التى تمتلكها الحكومة، أما غيرها من الجهات الأخرى فلها أدوار محددة بسلطات معينة.
وأكد أن الجهة التى يطالب بها يجب عليها مباشرة العمل فى الاستراتيجية فقط، وأن تمتلك سلطات أعلى من الحكومة لمراقبة أعمال التنفيذ وليس تخصيص الأراضى، أو التنفيذ الفعلي.
وأضاف أن نجاح الحكومة فى إنشاء هذه الجهة سيكون مع جديتها فى تطبيق الاستراتيجية، فيما تعكف وزارة التخطيط حالياً على دراسة الأمر، وأنها بصدد الإعلان عن تفاصيلها خلال شهرين على أقصى تقدير.
وأكد أن نجاح الجهة فى مراقبة تنفيذ الاستراتيجية يعتمد فى الأساس على عوامل أبرزها دعم أعلى سلطة فى الدولة متمثلة فى الرئاسة، فضلا عن تعيين أعلى الكفاءات من القطاع الخاص والحكومة بها.
وأشار الشريف إلى أن لوجيك حضرت عدة اجتماعات بحضور وزير التخطيط لتحديد آليات تنفيذ الاستراتيجية وهوية الجهة الجديدة، ووجدت ضرورة لإنشاء وحدة للاستراتيجية فى كل وزارة، وهو ما بدأت «التخطيط» بتنفيذه.
وقال إن الاستراتيجية اعتمدت على قطاع الخدمات كأبرز قطاعات مساهمة فى زيادة النمو الاقتصادى بحلول عام 2030، والتى من المتوقع أن تصل إلى 60%.
وأوضح أن المرحلة الثانية من إعداد الاستراتيجية تتمثل فى وضع خطط تفصيلية متلائمة مع الموازنة العامة للدولة بوضعها القائم منذ بداية كل عام مالى والاهتمام بالخطط القطاعية.
وأجرت شركة «لوجيك» للاستشارات الإدارية نحو 500 دراسة على مدار عملها فى السوق المصرى منذ 20 عاما، وبدأت العمل مع القطاع الحكومى منذ عامين فقط.
وتعمل «لوجيك» حالياً مع عدد من شركات القطاعين الخاص والعام لإعادة هيكلتها إداريا، من خلال توجيه أعمالها لأسواق تتناسب معها لتحقيق معدلات ربحية أعلى سنويًا.
وأكد الشريف أن الشركة تُجرى إعادة هيكلة حاليا لمرفق الكهرباء تستهدف الانتهاء منه فى مايو القادم، كما أنها بصدد الإعلان عن عمل دراسات استشارية لشركتين فى القطاع العام الأسبوع القادم.
كما تعمل حالياً مع الحكومة فى مشروع تطوير الخدمات الحكومية على عدة مراحل، فضلًا عن إنشاء وحدة استراتيجية بوزارة البترول، بجانب مشروع «GROW IT» مع وزارة الاتصالات، بالإضافة إلى 10 مشاريع أخرى مع شركات عالمية ومحلية فى مجالات إعداد الاستراتيجيات وإعادة الهيكلة.
وتدرس «لوجيك» إضافة قطاع الاستشارات المالية خلال الفترة المقبلة، بجانب استهداف مضاعفة أعمالها مع نهاية العام الجارى والتوسع خارج مصر.