مسكنات تجميل ميزانيات شركات السياحة فى البورصة تهدد اضمحلال قيمتها
92% نمواً فى أرباح 15 شركة بسبب بيع الأصول
«شريف»: تقييم الشركات ينخفض وسط تراجع جاذبيتها الاستثمارية
«إمام»: الوضع مرشح للاستمرار عامين.. وتراجع مستويات إنفاق السائح خطر
اتجهت إدارات أغلب شركات السياحة المقيدة فى البورصة للبحث عن مسكنات لمراكزها المالية، بعد انكماش إيرادات تشغيل الفنادق الناتج عن الأوضاع المتدهورة للقطاع الفترة الأخيرة.
وكان بيع الأراضى والأصول الخيار المتاح لدى غالبية الشركات، لكنه ينذر بانخفاض قيمة تلك الشركات بسبب تقلص حجم أصولها.
ورصدت «البورصة»، المراكز المالية المجمعة لشركات القطاع السياحة المقيدة فى البورصة عن عام 2015، التى أوضحت تحقيق 15 شركة إجمالى إيرادات بقيمة 7.87 مليار جنيه عام 2015 مقابل 6.5 مليار جنيه عن العام الأسبق 2014، بزيادة 21.3%.
ولكن صافى الربح المحقق من الشركات يكشف عن فجوة هائلة، وبلغ معدل نموه 92%، حيث كسبت الشركات 780.6 مليون جنيه، مقابل 406.6 مليون جنيه عن عام 2014، والتى تحققت بفضل مبيعات الأراضى والأصول الأخرى.
كانت شركتا رواد السياحة ومصر للفنادق أقل الشركات من حيث الأداء المالي، وحققتا خسائر فى النشاط، فيما تمكنت أوراسكوم القابضة من النمو بإيراداتها بنحو 19.7%، أما المصرية للمنتجعات، فلم تشعر بأوجاع القطاع، وحققت إيراداتها أعلى نسبة نمو فى القطاع بلغت 419%، مسجلة 372.6 مليون جنيه بنهاية 2015، مقابل 71.8 مليون جنيه العام الأسبق.
وكانت شركة مصر للفنادق ضمن أبرز الأمثلة التى حققت أرباحاً رغم تدهور إيراداتها، بفضل بيع بعض الأصول، حيث سجلت خسائر فى النشاط العام الماضى بنحو 6.5 مليون جنيه على الرغم من تحولها للربحية خلال نفس الفترة بأرباح 84.2 مليون جنيه، مقابل خسائر بـ14.46 مليون جنيه عن العام الأسبق، وذلك لتحقيقها أرباحاً رأسمالية بـ17.1 مليون جنيه، وإيرادات وأرباح غير عادية بـ94.1 مليون جنيه، بعد تسوية وقف أرض فى الأقصر مع الحكومة، علاوة على اتجاه أوراسكوم للفنادق لبيع أراضٍ فى الجونة.
فرّق أبوبكر إمام، رئيس قسم البحوث فى بنك الاستثمار برايم القابضة، بين شركات السياحة التى تعتمد فقط على متحصلات تشغيل الفنادق التى تمتلكها، وأخرى تمتلك أصولاً وتتجه لبيعها لتحقيق أرباح رأسمالية من بيع الأراضي.
وأكد أن العديد من الشركات تلجأ، حالياً، إلى بيع أصولها للخروج من مأزق انعدام السيولة، وهو ما بات واضحاً فى شركات رمكو ومصر للفنادق والمنتجعات السياحية.
وضرب المثل بشركة «المصرية للمنتجعات السياحية» التى تمتلك محفظة أراضٍ ضخمة فى سهل حشيش، لذا يعد الاتجاه لبيع الأراضى مخرجاً جيداً لتجميل المركز المالى وسط أزمات عزوف السياحة العالمية عن مصر؛ نتيجة الأحداث الأخيرة التى أدت إلى انخفاض إيراداتها من التشغيل الأساسى.
وقال «إمام» عن الشركات الـ«One way» التى تعتمد خزائنها على إيرادات تأجير الخدمات الفندقية، إن أداءها السلبى مرشح للاستمرار، وذلك بسبب الأزمات التى يمر بها القطاع من عزوف للسياحة العالمية، التى تؤدى إلى خسارة السائح ذات مستويات الأنفاق المتدنية.
وذكر أن ابرز الوجهات السياحية فى مصر التى تتركز حولها الفنادق باتت شبه مهجورة، فمنطقة آثار العلمين، والبحر الأحمر، وسيناء أصبحت شبه خالية من السائحين الأجانب، ومن ثم يكون من الصعب تحصيل الإيرادات.
أضاف: «تتجه بعض الشركات إلى تنويع مصادر إيراداتها لتكون فى مأمن نسبياً من عواصف القطاع، ولاسيما بورتو القابضة، فبجانب مشروعاتها السياحية، فى الساحل الشمالى ومرسى علم، يكون لها امتدادات فى مشروعات عقارية وتجارية أخرى تحقق توازناً فى الإيرادات، ومن ثم مواجهة الاضطرابات المتكررة للقطاع.
وقال نورالدين شريف، المحلل المالى بشركة «مباشر إنترناشيونال» لتداول الأوراق المالية، إن شركات السياحة تختار بين مصدر إيرادات ممتد لسنوات عن طريق الأصل الموجود والتى فى أغلب الأوقات ما تكون أراضى عبر استغلالها وإقامة مشروعات عليها، أو تحقيق ربح رأسمالى فورى من البيع.
وذكر أن شركات قطاع السياحة ربما تنعم بالتأثير الإيجابى على مركزها المالى المتهالك بدعم من التدفقات النقدية القوية من بيع الأصول، إلا أن تقييم الشركات سيتضرر بشكل ملحوظ خلال السنوات التى تلى بيع الأصول، ومن ثم تنخفض قيمتها.
وتابع: «ربما يحدث توازن بين تراجعات السوق التى تخفض قيمة الأسهم على شاشات التداول، وانخفاض قيم الشركات نتيجة انكماش أصولها، ومن ثم حال اتجاه السوق للارتداد وتحقيق نمو قوى لن تكون أسهم شركالت قطاع السياحة فى وضع تنافسى جيد، مقارنة بالشركات الأخرى التى قصفتها التراجعات صوب مستويات قيعان سنوية وجعلتها مستهدفاً للاستثمار قصير الأجل وفقاً لخبراء السوق».
وأضاف أن إدارات الشركات عليها رصد توقعات تحرك القطاع خلال السنوات القليلة المقبلة، إلا أن 2016، لن تكون أفضل حالاً وفقاً للمؤشرات الحالية من عزوف الدول عن إمداد مصر بالوفود السياحية.