بذكائه المعهود أغلق محافظ البنك المركزى طارق عامر باب الشائعات حول بقائه فى منصبه من عدمه، خاصة بعد الأزمة الصحية التى ألمت به واضطر لإجراء جراحة بألمانيا.
المحافظ النابه استغل انعقاد أحد المؤتمرات الاقتصادية وعلى غير عادته شارك فى افتتاح المؤتمر بالأمس ليؤكد للجميع أنه موجود وصحته جيدة، وأنه مستمر فى منصبه، ولا شك أن غياب المحافظ عن الساحة فى هذه الأيام الصعبة وبعد قرار التعويم أطلق العنان للجدل حول المحافظ الذى أصبح من أهم الشخصيات الاقتصادية فى تاريخ مصر باتخاذه قرار تعويم الجنيه وما تبعه من سياسات وإجراءات مازالت تلقى بظلالها على كل شىء فى مصر، ولذلك لم يعط المحافظ لنفسه فرصة لقضاء فترة النقاهة عقب إجراء الجراحة بقدمه، بل عاد سريعاً لأنه يدرك ما ينتظره من شائعات وحكايات فأراد أن يرد رداً عملياً فوقف فى مؤتمر المشروعات الصغيرة التى عقدته الزميلة «الأموال» على قدميه يتحدث ليؤكد أنه بخير وأنه عاد ليستأنف نشاطه ويواصل إصلاحاته ويواجه المتربصين به وسياساته وليؤكد أن محافظ البنك المركزى المصرى موجود فى منصبه وأنه بصحة جيدة.. وهذه رسالة أن البنك المركزى ماضٍ فى سياساته وأنه لا رجعة فيما تم من إصلاحات، وطارق عامر ليس كسابقيه من محافظى البنك المركزى هو شخصية ديناميكية عملية يميل للجرأة فى اتخاذ القرارات، ولا يحب أن يكون بعيدًا عن الأضواء، ولذلك كان ذكياً فيما قال فى مؤتمر الأمس بالنص عن حالته الصحية «أنا رجلى كويسة ومخى شغال» لم يزد فى تفاصيل حالته الصحية، ولكنه باختصار أدرك أن هناك شائعات حول صحته وحول بقائه فى منصبه من عدمه، فرد على كل ذلك بحضوره المؤتمر.
وأثبت للجميع أنه يتمتع بمساندة من القيادة السياسية وتحديدًا فى الآونة الأخيرة التى صاحبت غيابه عن البلاد لأسباب شخصية وصحية، ولذلك ففى الفترة المقبلة ستجده يفتح ملفات كثيرة لعل أهمها مصير سعر الفائدة فى اجتماع الخميس المقبل واحتواء التضخم الذى تجاوز معدله الـ%31 والأهم أن ينفذ سياسات من شأنها تحريك الاقتصاد وتشجيع سياسات التشغيل وإنقاذ مبادرة الرئيس السيسى بشأن تمويل المشروعات الصغيرة التى لا يتم تنفيذها بالشكل المرجو منها، نتيجة عدم إدراك بعض قيادات البنوك لأهميتها وتساهل البعض فى البنوك فى تفعيلها.
وأرجوه ألا ينظر فقط إلى أداء البنوك فى هذه المبادرة عبر التقارير ويسأل عبر معاونيه وموظفيه أن ينزلوا إلى البنوك ويسألوا عن تنفيذ هذه المبادرة ويستطلعوا رأى الشباب ومن يطلب تمويلًا من هذه المبادرة.
سيادة المحافظ حمداً لله على سلامتك وسلمت قدماك وسلمت يداك وسلمت مصر واقتصادها من كل سوء.