تمكن عدد من الشركات الخليجية الكبرى، خلال سنوات وجيزة، من اقتحام سوق الكرة الأوروبية، الأكثر متابعة حول العالم وتتبارى فيه الشركات العالمية لإظهار إمكانياتها وقدراتها المادية والتسويقية الضخمة.
وجاءت ركلة البداية من قبل إمارة أبوظبي الغنية بالموارد النفطية، والتي أسست مجموعة أبوظبي المتحدة للاستثمار والتطوير، في صيف 2008، بغرض الاستحواذ على نادي «مانشستر سيتي» الذي كان مملوكا لرئيس الوزراء التايلندي السابق تاكسين شينواترا.
وتطورت المجموعة الإماراتية سريعا، وزادت من معدلات السيولة التي ضختها في قطاع الكرة الأوروبية والعالمية، وأسست ” مجموعة سيتي” التي باتت تمتلك مجموعة من الأندية تحت مظلتها، تضم أندية «مانشستر سيتي»، و«مانشستر سيتي سيدات»، و«نيويورك سيتي»، و«ملبورن سيتي»، و«ملبورن سيتي للدوري الممتاز»، و«ملبورن سيتي سيدات»، و«يوكوهاما مارينوس»، فضلاً عن أندية فرعية أخرى.
وقدرت مؤسسة براند فاينانشيال قيمة قطاع الكرة الأوروبية بنحو 22 مليار دولار، وتستحوذ الدوريات الخمسة الكبرى على 50% منها بما يعادل 11 مليار دولار، فيما يبلغ حجم الأندية العشرين الكبرى 25% من القيمة الإجمالية لقطاع الكرة الأوروبية، بما يعني 5.5 مليار دولار.
وأدى الاستثمار الذي ضخته مجموعة أبوظبي المتحدة للاستثمار والتطوير في نادي مانشستر سيتي إلى حصول فريق الكرة بالنادي على درع الدوري الإنجليزي بعد 3 أعوام فقط، حيث فاز به في مناسبتين هما موسم 2011/2012، و2013/2014، وارتفعت قيمة النادي إلى 905 مليون دولار في عام 2016 ، ليصبح رابع أغنى أندية العالم، مقارنة بقيمة تناهز 500 مليون دولار.
ودخلت شركات الطيران الخليجية مضمار رعاية الأندية الأوروبية الكبرى ، وباتت تتنافس مع بعضها البعض على الفوز برعاية أفضل وأرقى الأندية، التي تتمتع بأعداد ضخمة من المشجعين المتحمسين، حيث فازت شركة طيران الإمارات برعاية أندية ريال مدريد وأرسنال وإيه سي ميلان وباريس سان جيرمان، فضلا عن مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي، فيما حصلت الخطوط الجوية القطرية على حقوق رعاية نادي برشلونة الأسباني، بينما يحظى مانشستر سيتي برعاية شركة طيران الاتحاد.
وأدت عقود الرعاية التي وقعتها شركات الطيران الخليجية مع الأندية الأوروبية الكبرى إلى إرتفاع قيم علاماتها التجارية بشكل ملحوظ، حيث زادت قيمة العلامة التجارية لطيران الإمارات 17% في السنة الماضية إلى 7,74 مليار دولار، لتصبح أعلى علامة تجارية في قطاع الطيران العالمي، بينما قدرت قيمة علامة طيران الاتحاد، بنحو 1,56 مليار دولار بارتفاع 8%، بينما صعدت قيمة العلامة التجارية للخطوط الجوية القطرية 26% في العام الماضي لتسجل 3.494 مليار دولار.