نجحت عصابات الهاكرز فى اختراق مئات الآلاف من الأجهزة فى أكثر من 150 دولة حول العالم، بعد العثور على ثغرة فى أنظمة ويندوز لتشغيل الكمبيوتر فى وثائق مسربة للمخابرات الأمريكية التى فضلت عدم الإبلاغ عنها لتستغلها فى أنشطة التجسس الخاصة بها.
فى المقابل، استغل القراصنة مجهولو المكان حتى الآن الثغرة فى السيطرة على أنظمة الحاسوب فى عدد من المنشآت الحيوية كالتأمين الصحى فى بريطانيا والبريد والسكك الحديدية فى الصين وشركة صناعة السيارات الفرنسية (رينو) وغيرها.
ومن خلال فيروس «الفدية»، يتم تشفير الملفات على الكمبيوتر ويعرض القراصنة إعادة الملفات مقابل مبلغ يصل لحوالى 300 دولار، ما يعنى أنهم على وشك تحقيق ربح يتخطى نصف مليار دولار.
وبعد أن تحقق ما كان الحديث عنه قبل 10 سنوات ضرباً من الخيال بات الشغل الشاغل للعالم هو مواجهة هذا التحدى على مستوى الشركات، وكذلك على مستوى الحكومات فى وقت تحول فيه الإنترنت لساحة حرب عالمية ثالثة تحاول الدول المعادية استخدامها فى إلحاق الأضرار بخصومها وبأقل التكاليف بالنسبة لها، هذا فى حال إذا تمكنت من صد هجوم انتقامى.
ويرى الخبراء، أن تصاعد هذه المعارك له آثار مدمرة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، فانقطاع الكهرباء مثلاً عن لندن، واحدة من أكثر المدن أمناً فى العالم، لثلاثة أيام متتالية، يعنى أن القراصنة أرسلوها عندما هاجموا شبكة التوزيع إلى آتون جحيم من الفوضى. فإذا كانت ساحة المعركة فى الفضاء الافتراضى فإن الخسائر تكون على أرض الواقع.
الملف التالى يناقش تصاعد المخاطر وسبل حماية الشركات الحلقة الأضعف فى الصراع لنفسها.
القدرة التدميرية للهجمات السيبرانية على الاقتصاد والحكومات والمجتمع