الوسيط يجب أن يتصف بصفات أساسية ثلاث لتخصص والذكء والمرونة
ﻻ بد من إيجاد الموصل الذكي والذي هو الأداة التي تحول العالم الثالث إلى اﻷول
العالم يسبح فى بحر من الأفكار والحلول المتاحة، مع خليط هائل من العبقرية البشرية والذكاء الاصطناعى AI، ونعيش العولمة بفكر التكنولوجيا الحديثة التى حولت مليارات البشر إلى قرية صغيرة بها إتاحة تامة للمعلومات بمعظم تفاصيلها.
إذاً ما الذى يمنع قليل الحيلة من تنفيذ الحل المتاح للجميع، وما الذى يمنع قليل الخبرة من محاكاة المميز، وما الذى يمنع العالم الثالث ليلحق بالعالم الأول، أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات واضحة قابلة للتطبيق لتوصلنا إلى الحل لتنمية مجتمعاتنا.
لتوضيح الفكرة أطرح سؤالاً متكرراً على ألسنة الجميع وهو، ما الذى ينقص لنحدث الطفرة المرجوة Disruption؟، لدينا أكفاء ولدينا قيادة وطنية تعمل دون توقف، ولدينا شعب يحب بلده، ويعشق ترابه، فما الذى ينقصنا لنحقق الطفرة التى نحلم بها جميعاً؟
قد تحصل على كل مكونات بناء المنزل، فتشترى الرمل والأسمنت والحديد والزلط، ولكنك لن تسطيع بناء حائط واحد دون الوسط interface المائى الذى يدمج المكونات معاً لبناء قوى وشامخ.
الوسيط يجب أن يتصف بصفات أساسية ثلاث؛ التخصص والذكاء والمرونة. ولكى لا نحول المقالة إلى مجرد سرد للأفكار، فإنى أضرب مثلاً بسيطاً لما يمكن أن يحدث على أرض الواقع.
علينا أن نبحث عن الوسيط المناسب لكل صناعة، وقد نصل إلى وسيط عالمى Universal adaptor.
وقبل أن نخوض فى التفاصيل علينا أن نتساءل هل الوسيط هو مجموعة مميزة من البشر؟ هل الوسيط هو أداة إلكترونية متطورة؟ هل الوسيط هو المال؟ هل الوسيط هو السلطة والقوة؟ ما هى الصفات المثالية لهذا الوسيط الذكى الذى فى غيابه لا يقوم بناء قوى، وفى وجودة يتحول المستحيل إلى حل واقعى وفورى.
لا بد من إيجاد الموصل الذكى، والذى هو الأداة التى تحول العالم الثالث إلى الأول خلال فترات قصيرة جداً. هذا ليس “هذيان”، ولكنه قد يكون موجود بالفعل، ولكنه ربما يكون ممنوعاً عن عالمنا «الثالث والرابع».
لقد ابتكر الإنسان منذ القدم فكرة الوسيط؛ لأن طبيعته تمنعه من أن يتخيل الحياة بدونه، ولهذا علينا البحث بدقة عن الوسيط العملى وليس الوسيط الروحى الذى ارتضاه الإنسان وآمن به.
ما الذى يدفع أى شخص للسهر والكفاح ليصل إلى البطولة والتميز، بينما أخوه لا يستطيع فعل نفس الشىء بالرغم من وجودهما فى نفس الوسط وتعرضهما لنفس الحوافز، لا بد من أن هناك عوامل خفية أخرى متعددة أو لا بد من أن هناك وسيطاً غير مرئى وغير محسوس.
قد يكون الوسيط هو ببساطة القدرة على استشراف المستقبل، وهو الماء الذى يربط كل المكونات معاً، ويبدو أن الحوافز فى معظمها تفاعلات داخلية والحدس intuitions الذى يلعب دوراً كبيراً فى تحريك عدد ضخم من الأفراد، ما هو إلا ترجمة لرد فعل العقل لتوقعات المستقبل المختلف.
إذاً ما الذى ينقصنا لنتطور وننمو «دولاً وشركات»، هل ينقصنا المستشرفون Forecaster الحالمون، وهل فعلاً الدول تنمو وتزدهر من خلال الحالمين. كاليفورنيا حالياً هى مهد التطور والابتكار؛ لأنها بلد الحالمين، وجدوا فيها البيئة المناسبة لهم، البيئة المناسبة لعقولهم وخيالهم وأحلامهم، فاجتمعوا بهذه البقعة من الأرض، ونشروا منها كل هذا الحجم الهائل من الإبداعات والأفكار.
ابحثوا عن الحالمين المصريين، ووفروا لهم ما يحتاجون دون تدخل منكم، هم يفكرون بطريقة مختلفة تماماً عنكم، فلن تفهموهم ولن يتقبلوكم، فهم بطبيعة تفكيرهم مختلفون تماماً عقلاً وفكراً وطموحاً وحباً وكل شىء، هم خلق آخر من خلق الله، خلقهم الله على هذا الشكل لنهتدى بهم للتطور وللحياة الأفضل