مركز «اعتدال» تتويج لجهود وزارة الخزانة وعمل أجهزة المخابرات
قالت مجلة ذى اتلانتيك الأمريكية، إن خطاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الرياض يمثل تحولاً إيجابياً عن خطابه السابق إزاء العالم الاسلامى والسؤال هو ما هى الإجراءات التى ستتبع ذلك؟
واعتمد المرشح الرئاسى ترامب نبرة حادة وغير دقيقة ضد الإسلام واستخدم تعبيرات مثل الإرهاب الإسلامى الراديكالى واقترح حظر جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وترى المجلة، أن سياسة أمريكا فى المنطقة فى مرحلة ما بعد باراك أوباما تدعو للتفاؤل حتى لو كان من غير المرجح أن ينتج تحسناً كبيراً فى الأسباب الجذرية للتحديات الاقتصادية والديموغرافية والسياسية الأوسع فى المنطقة.
وركزت رؤية ترامب الجديدة على تقدير الحاجة إلى إقامة شراكات محلية ودولية مع المجتمعات الإسلامية، ورؤية حقيقية لهزيمة المنظمات الإرهابية أو أيديولوجياتها.
وتؤكد الرؤية، أن مكافحة الإرهاب ليست معركة بين مختلف الأديان أو الحضارات وأن الإسلام هو أحد الديانات العظيمة فى العالم وعلاوة على ذلك، اعترف بأن أولئك الذين عانوا أكثر من غيرهم على يد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية لم يكونوا فى الولايات المتحدة أو أوروبا، بل فى العالم العربي، وباختصار، تحدث عن شراكات تقوم على المصلحة المشتركة والأمن المشترك بدلاً من شيطنة دين عالمى.
لكن المجلة أكدت، أن الأهم فى هذا السياق هى الخطوات الإدارة الأولية نحو تحويل هذا التحول الخطابى إلى إجراءات ملموسة هى خطوات جيدة.
هذه البذور من التقدم الرئاسى ونجاح ترامب من خلال ما اسماه هو الواقعية المبدئية فى إيجاد تربة للتعاون على العكس من أوباما الذى اعتبره الحلفاء فى المنطقة ضعيفاً فأكد على خطر إيران المشترك والإرهاب رغم غياب التركيز على حقوق الإنسان وإرساء الديمقراطية، والمواضيع ذات الصلة.
ويعكس التوسع فى مبيعات الأسلحة المخطط سابقا والإنهاء السريع للصفقات التزام أمريكا الدائم بالأمن السعودى كما أن إضفاء الصبغة الرسمية على برامج تمويل مكافحة الإرهاب فى مركز إقليمى متعدد الأطراف مثل مركز «اعتدال» ومقره الرياض هو تتويج حكيم لسنوات عديدة من العمل من قبل وزارة الخزانة الأمريكية واجهزة المخابرات.
وتعتبر خطوات مكافحة التأثير الإقليمى الخبيث لإيران هى أكثر أهمية وهذا أمر متوقع، نظراً للصراع الأكثر تعقيداً وخطورته على الاتفاق النووى والحروب بالوكالة بين السنة والشيعة فى اليمن وسوريا.
ومع ذلك، فإن هذه الخطوات التكتيكية لن تؤدى إلى نتائج طويلة الأجل، ويمكن أن تؤدى لنتائج عكسية فى غياب استراتيجية أكبر.
ويجب أن تشمل هذه الاستراتيجية إصلاحات تتعلق بالدفاع من شأنها توسيع مبيعات الدفاع المهمة وتعزيز التحالفات الأمريكية التى واجهت تحديات من المنافسة الجيوسياسية العالمية والأعمال التجارية. وتطلب الاستراتيجية المتوازنة برامج مساعدة ذات قيمة مماثلة للقدرات غير العسكرية التى لها نفس القدر من الأهمية فى مكافحة الإرهاب، ولاسيما أنشطة المخابرات والشرطة والتعليم والإصلاحات الاقتصادية لمعالجة المزيد من الدوافع الأساسية نحو التطرف العنيف.
وأخيراً فإن أى استراتيجية متوازنة تتطلب استمرار الشراكات الوثيقة لتوسيع وتحسين فعالية برامج مكافحة الإرهاب عبر الإنترنت.