دفع الانتشار الواسع لشركات وصناديق الاستثمار المباشر فى المنطقة إلى التساؤل عن جدوى وجود البنوك الإسلامية فى ظل عمل هذه الشركات التى يراها البعض اقرب إلى تحقيق المقاصد الشرعية، من إعمار الأرض والمحافظة على المال وغيرها من المقاصد.
وتجمع الشركات التى تعمل فى مجال الاستثمار المباشر الاموال وتقوم بتوظيفها، ولا يقتصر دورها على مجرد الوساطة المالية التى تقوم بها البنوك، وتقوم تلك الشركات بتأسيس شركات وشراء حصص فى شركات قائمة وتطويرها لتحقيق عائد منها، فيما ينتظر البنك الإسلامى وجود عميل بحاجة إلى المال لتنفيذ فكره.
ويرى خبراء فى المصرفية الإسلامية انه لا مشكلة فى وجود النوعين معا، وهما يقدمان خدمات يحتاجها السوق، خاصة فيما يتعلق بالادخار وتمويلات الافراد التى لا تقدمها شركات الاستثمار المباشر، ويعتقدون انه لابد من حدوث تكامل بين هذين النوعين من الخدمات المالية.
قال محفوظ محمد، مسئول بأحد البنوك الإسلامية إن نشاط شركات وبنوك الاستثمار الاقرب للصيغة الإسلامية لكونه قائما على فكرة اعمار الارض من خلال اقامة استثمارات جديدة، لذا لابد من الاعتماد عليها كآلية فعالة فى دعم الاقتصاد الإسلامى ولكنه لا يمكن الاستغناء أو تهميش دور التمويل البنكى المتوافق مع احكام الشريعة الإسلامية، نطرا لكون جميع القطاعات والشركات ايا كانت تتطلب تمويلات شرعية كى تستمر وتتوسع، مؤكدا ضرورة التكامل وتفعيل دور بنوك الاستثمار بجانب التمويل البنكى.
اضاف محمد ان نشاط بنوك الاستثمار الإسلامى قائم بمصر بالفعل ولكن دون وجود وعى وطلب عليه، مؤكدا انه الانسب للتوسع فيه حاليا، الامر الذى سيؤدى إلى تطوير خدمات الصيرفة الإسلامية.
ومن جانبه، قال رئيس قطاع الفروع الإسلامية بأحد البنوك العامة ان نشاط شركات الاستثمار الانسب لدعم الاقتصاد الإسلامى بشكل سريع ولاسيما جوانب الاستثمار طويلة الاجل، لافتا إلى ضرورة وجود تكامل بين هذه الشركات والبنوك التى تقدم انشطة التمويل الإسلامى كى تكون هناك منظومة قوية ومتكاملة، مشيرا إلى اهمية التمويل لجميع القطاعات والمجالات.
اضاف ان هناك بعض المعوقات التى تحد من قدرة شركات الاستثمار المباشر على دعم الاقتصاد الإسلامى ابرزها احتياجها رؤوس اموال ضخمة ودراسات جدوى قائمة على انتقائية استثمارية، مشيرا إلى ان نشاط شركات الاستثمار قائم على فكر إسلامى ولكن واقعه الراهن غير مهتم بمدى شرعية الانشطة التى تعمل فيها تلك الشركات وعدم وجود شبهات مالية.
ويرى محمد البلتاجى، رئيس الجمعية المصرية للتمويل الإسلامى ان دور شركات الاستثمار مهم لدعم الاقتصاد الإسلامى ولكنه يتطلب تكثيف الاهتمام لدى المستثمرين بأهميته وتراجع مخاطره، مؤكدا ضرورة تدعيمه بالتمويل الإسلامى كى يحقق اهداف التنمية المرجوة، مؤكدا ان الفترة المقبلة ستشهد اهتماما واضحا وكبيرا بنشاط بنوك الاستثمار الإسلامية عقب تزايد الوعى بالقطاع وتشجيع الحكم القائم حاليا للاقتصاد القائم على عمليات شرعية بعيدة عن تجارة الديون التى تسببت فى العديد من الازمات، متوقعا ان تعود الاستثمارات المباشرة مرة اخرى من خلال انشطة بنوك الاستثمار الإسلامية.
اضاف البلتاجى ان الاعتماد على بنوك الاستثمار الإسلامية يسهم ايضا فى نمو معدلات الارباح مقارنة بالاعتماد على اساليب المرابحات التقليدية لافتا إلى انه تم تأسيس أول بنك استثمار إسلامى عام 1997 وهو بنك فريد بين البنوك الإسلامية ويحقق اعلى العوائد الربحية، وذلك لتخصصه فى عمليات الشريعة الإسلامية المتوافقة مع طرق توظيف الاموال والاستثمارات فى العقار والاراضي.
اكد البلتاحى ان المشروعات التى تقوم بها بنوك الاستثمار الإسلامية بامكانها ان تنافس مشروعات كبرى ذات علامات تجارية معروفة لارتفاع معدلات ربحيتها دون تحمل اعباء تكلفة كبيرة كالمعتادة.
كتبت – أسماء نبيل