يرى بعيون المستثمرين الأجانب كونه واحداً منهم، قد لا يكون مديراً لمشروع خاص ولكنه يرأس أحد اهم البنوك المتعددة الجنسيات العاملة في مصر.. هو اندرو لونج، الرئيس التنفيذي لبنك إتش إس بي سي مصر، الذي اكد في حوار مع «البورصة» جاذبية السوق المصرى، وان مجموعة HSBC متمسكة الى حد كبير بالاستمرار في مصر واستكمال توسعاتها واستثماراتها على مستوى جميع القطاعات.
لونج قال إن بنك «إتش إس بى سى» مصر مستمر فى السوق ويعمل وفقاً لفكر طويل الأمد ورؤيته لمصر ليست على المدى القصير، ويحتفل هذا العام بمرور 30 عاماً على تواجده فى مصر.
مستمرون فى مصر ونواصل التوسع الجغرافي وافتتحنا مؤخرا 3 افرع جديدة ونستهدف افتتاح فرعين جديدين قبل نهاية العام، بالإضافة الى الاستمرار فى طرح منتجات جديدة.. فخطط البنك لم تتغير عن فترة ما قبل الثورة» قال أندرو لونج.
أضاف ان مصر مرت بمرحلة مهمة فيما يتعلق باختيار رئيس الجمهورية ويتبقى لها تشكيل البرلمان الجديد ووضع الدستور، وبعدها سيتضح الموقف المالي للمستثمرين وسيعودون مرة أخرى للسوق المصرى.
«اغلاق البنك لفرعين في شرم الشيخ والغردقة لا يعنى انسحابا من السوق، فقد تم اغلاقهما بسبب تأثر قطاع السياحة وفى اطار اعادة الهيكلة، كما أن فرع «أركان» بمدينة القاهرة الجديدة، الذى تم افتتاحه مؤخرا تعد مساحته ضعف حجم فرعي شرم الشيخ والغردقة مجتمعين».. بحسب الرئيس التنفيذي لبنك إتش اس بي سي مصر.
أوضح ان عدد الفروع لا يعد مقياساً لاستثمارات البنوك، خاصة أن البنوك بدأت تعتمد على تقديم الخدمات التكنولوجية والتي يستثمر فيها HSBC بشكل ضخم، فقد بدأ البنك تطبيق خدمة الموبايل بانكنج بين الموظفين تمهيداً لاتاحتها لجميع العملاء خلال شهر أكتوبر، ويخطط أيضا لافتتاح فرعين جديدين قبل نهاية العام الجاري بعد موافقة الجهات الرقابية.
قال اندرو لونج ان البنك سيتوسع فى تمويل عدة قطاعات اقتصادية خلال الفترة المقبلة خاصة السياحة والبترول والغزل والنسيج والزراعة، لأن فرص الاستثمار فى تلك القطاعات ستكون جيدة مستقبلا خاصة قطاع السياحة، حيث تعد مصر من الدول المهمة في هذا المجال لما تتميز به من طبيعة خلاقة، على حد قوله.
واضاف ان بنك إتش إس بي سي مصر عقد لقاءات كثيرة مع مستثمرين أجانب لحثهم على ضخ استثمارات في مصر، خاصة فى أدوات الدين الحكومى، كما عقد اجتماعا خلال الفترة الأخيرة مع البنك المركزى ووزارة المالية وبعض المستثمرين لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة.
«يستهدف البنك دعم الاقتصاد المصري ويسهل لعملاء مجموعة HSBC العالمية المتواجدين في 80 دولة على مستوى العالم الاستثمار فى مصر، ويوفر لهم الدعم اللازم لضخ استثمارات جديدة».. قال لونج.
وتمتلك المجموعة نحو 2000 فرع في الصين تعمل على تسهيل التبادل التجاري ودعم الاستثمارات بين البلدين.
«المستثمرون الأجانب بدأوا فى العودة إلى السوق مرة أخرى بالإضافة الى مستثمرين آخرين يرغبون فى دخول السوق المصرى، وتشكل استثمارات المستثمرين الأجانب 20٪ من حجم السندات التى طرحتها الحكومة باليورو بالإضافة الى استثماراتهم فى الأوراق الحكومية التى تم طرحها بالجنيه المصرى.
اضاف: كان هناك قلق من خفض قيمة الجنيه ولكن المسئولين المصريين أعادوا الطمأنينة للمستثمرين.
وعبر أندرو لونج عن تفاؤله الكبير بالاقتصاد المصري، حيث يتابع دخول أموال حقيقية البلاد ومستثمرين يستعدون لطرق ابواب الاستثمار فى مصر، ورغم ضعف عدد المستثمرين مقارنة بعامى 2009 و2010 الا أنه يعد مؤشرا جيدا فى ظل الوضع الحالى، من وجهة نظره.
ويوظف البنك السيولة الزائدة فى أدوات الدين الحكومى، ولن يغير استراتيجيته، وفقا لرئيسه التنفيذي، بعد تراجع الفائدة على أذون الخزانة خلال الفترة الأخيرة، لان العائد عليها لايزال مرتفعا بنسب تتراوح بين 2.5 و 3% عن فترة ما قبل الثورة.
يرى أندرو لونج أن تقديم الصرافة الإسلامية فى مصر يعتمد على شهية وإقبال السوق والعميل المصري، فقد تم إدخال الصرافة الإسلامية في العديد من الدول، وسيطرت الصرافة الاسلامية على الخدمات المصرفية للأفراد في المملكة العربية السعودية، مقارنة بـ 50% فقط للخدمات المصرفية للشركات، وبنك HSBC لديه الخبرة الطويلة فى مجال الصرافة الإسلامية خاصة فى السعودية وماليزيا.
أكد لونج أن وضع بنك HSBC مختلف تماما عن البنوك التى أعلنت اتجاهها لبيع فروعها بمصر.
وقال الأزمة الأوربية هى السبب الأساسى وراء اتجاه بعض البنوك الأجنبية إلى بيع وحداتها فى مصر لتوفير السيولة اللازمة، بينما ميزانية مجموعة HSBC العالمية تعد من أقوى الميزانيات بالعالم، كما أن المجموعة لديها مركز مالى قوي ورأسمال ضخم ولا يوجد أى دافع لبيع أصول البنك بمصر» ودلل على ذلك بافتتاح البنك لثلاث فروع مؤخرا ما اعتبره مؤشرا قويا على الاستمرارية والمنافسة.
أضاف أن البنك يهتم بالإستثمارات طويلة الأجل ولا يبنى قراراته على الأحداث التى تمر بها البلاد وتعتبرها الإدارة مؤقتة وقصيرة الأجل، ويعد العام الجارى هو الثلاثين على تواجد بنك إتش إس بى سى فى مصر، واستغل البنك الأوضاع الانتقاليه التى تمر بها البلاد والتى تمثلت فى مرحلتى الانتخابات الرئاسية وانتظارا لانتخابات البرلمان، وقام بالاستثمار في موظفيه من خلال توفير دورات تدريبية لهم ودراسة بعض المنتجات الأخرى وتطوير بعضها ليتناسب مع المرحلة القادمة ومتطلباتها.
قال الرئيس التنفيذى للبنك انه تم ضخ سيولة بقيمة 100 مليون دولار فى رأسمال البنك خلال العام الماضي، مما يجعله في غير حاجة لزيادة جديدة في الوقت الحالي ، وإن كان مع تحسن الاقتصاد قد يستلزم الأمر زيادة أخرى، والمجموعة على أتم الاستعداد لضخ أى سيولة فى حال طلبها البنك.
أضاف أن معدلات التوظيف القروض والسلفيات لودائع العملاء بالبنك تراوحت بين 45% و46%، ويستعد البنك لتلبية أى طلبات تمويلية طالما أثبتت دراسة الجدوى جدارة تلك المشروعات، حيث يمتلك وفرة فى السيولة طويلة وقصيرة الأجل.
لاحظ لونج ارتفاعا في معدلات الإقراض للأفراد والشركات خلال الستة أشهر الأخيرة مقارنة بالعام الماضى، متوقعا تزايد معدلات الطلب بمجرد استقرار الأوضاع الاقتصادية بشكل عام.
وقدر عدد موظفي HSBC بنحو 2400 موظف، كما بلغ عدد ماكينات الصراف الآلي 257 ماكينة، ويجري البنك دراسات وأبحاثا دورية كل سته أشهر لتحديد متطلبات السوق، وهناك وسيلتان لتطوير ماكينات الـATM، إما من خلال إضافة تحديثات بالماكينات الحالية أو الانضمام الي شبكة أضافية للربط بالبنوك الاخرى.
ويتفاوض HSBC، وفقا لأندرو لونج، مع بنوك أخرى وشركات حول المشاركة في تمويل مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص «PPP»، ووصف مشروعات البنية التحتية كالغاز والكهرباء والبترول بأنها الرهان الرابح خلال الفترة المقبلة والبنك لديه محفظة ضخمة تؤهله للتوسع في تمويل تلك المشروعات.
من جهة أخرى، رأى أندرو لونج أن قرار البنك المركزى تخفيض الاحتياطى الإلزامى من 14% إلى 10% لم يكن مؤثرا بشكل واضح على أعمال البنك، نظرا لارتفاع معدلات السيولة ببنك HSBC مصر، بينما كان للقرار تأثيره الايجابي على البنوك التي تمتلك محافظ قروض صغيرة.
من ناحية أخرى، رأى الرئيس التنفيذي لـبنك «اتش اس بى سى مصر» أن الأزمة الحقيقية التى تواجه الاقتصاد المصري والحكومة هو عجز الموازنة العامة الناتج من تزايد الاعتماد على الاستيراد خاصة للسلع الأساسية مقابل تضاؤل معدلات التصدير، حيث تصدر مصر سلعا ومنتجات كمالية ذات حرفية عالية كالأثاث والمنتجات اليدوية، وشدد على ضرورة رفع الضرائب وهو ما تم بالفعل على الشركات وتقليل معدلات الدعم.
واكد لونج أن حصول مصر على قرض صندوق النقد الدولى سيساعد على مواجهة العجز المتفاقم وتحسين الوضع الاقتصادي، وسيكون بمثابة بوابة لعودة الثقة فى الاستثمار المصرى مرة أخرى ودليل على قدرة مصر على سداد ما هو مستحق عليها.
واعتبر إخراج مؤسسات التصنيف الائتماني العالمية مصر مؤخرا من قائمة الترقب السلبية الطويلة الأجل أمرا جيدا، ولكن مازال هناك تخفيض فى تصنيفها الائتماني.
وفي السياق السابق، أكد لونج على قدرة مصرفه على مواجهة التأثيرات السلبية لانخفاض التصنيف الائتمانى للبلاد، نظرا لارتفاع سيولته ورأس المال.
وعن إمكانية تطبيق قانون الضرائب الأمريكى، أكد اندرو أن اى بنك لديه تعاملات بالدولار لابد أن يستجيب للقانون الأمريكى، ويقتصر تطبيق قانون الضرائب الأمريكى على الإفصاح عن اسم وعنوان العميل الأمريكي دون التطرق إلى أى معلومات أخرى خاصة بالحساب، مؤكدا على ان نسبة الضرائب المفروضة على العملاء هى علاقه قانونية بين العميل والدولة التابع لها.
نفى اندرو وجود أى حسابات في HSBC مصر لعملاء من النظام السابق، وأنه يلتزم بجميع تعليمات البنك المركزى والتي تلزمه بتجميد اى حساب للعملاء الصادرة ضدهم أحكام قانونية.
كتبت – أسماء نبيل وناصر يوسف