تستهدف شركة «جنة الرضا» لاستصلاح الاراضى والانتاج الحيوانى، افتتاح اول مصنع لانتاج الجبن من ألبان الجاموس أوائل نوفمبر القادم، وزيادة عدد رؤوس الجاموس من ألف إلى 1500 رأس، واستكمال اعمال استصلاح وزراعة 4500 فدان بالواحات البحرية بحلول عام 2015.
وقال أمير أمين عبدالوهاب، العضو المنتدب للشركة فى حوار لـ «البورصة»، ان تكلفة مصنع الجبن مليون ونصف المليون جنيه، لانتاج انواع من الجبن الايطالى خاصة الموتزريلا، والريكوتا، والكشكفال، والاكربونى، بطاقة انتاجية 10 أطنان لبن يوميا، اعتمادا على ألبان المزرعة والمزارع الأخرى.
أشار إلى أن المشروع تم انشاؤه بالتعاون مع شركة ماكس فيردى الايطالية، على ان يتولى الجانب الايطالى تسويق المنتج سواء بتصديره لايطاليا او محليا داخل القرى السياحية مشيرا إلى ارتفاع تكلفة كيلو اللبن الجاموسى فى المزرعة إلى 6جنيهات، وهو نفس سعره فى الاسواق، مما جعل المزرعة تحقق خسارة للعام الثانى على التوالى، لا يمكن تعويضها الا بانتاج انواع من الجبن عالى الثمن.
أوضح ان المزرعة التابعة للشركة تم انشاؤها عام 2007 بطاقة 150 رأسا سنويا، ارتفعت إلى ألف رأس هذا العام باجمالى استثمارات 20 مليون جنيه، ويستهدف زيادتها إلى 1500 رأس بحلول عام 2015 باستثمارات قدرها 6 ملايين جنيه.
اشار إلى وضع الشركة لبرنامج لتحسين السلالات المحلية من الجاموس، بشراء السائل المنوى من ايطاليا لتلقيحها صناعيا، ونجحت فى انتاج 550 رأس محسن وراثيا، تنتج 3500 لتر لبن، مقابل 1800 لتر فى الجاموس البلدى، ومقاومة للظروف البيئية المصرية.
وقال ان الشركة وضعت خطة لاستصلاح 4500 فدان اعتمادا على مياه الآبار فى الواحات البحرية حتى عام 2015، بتكلفة 50 مليون جنيه، لزراعة محاصيل الأعلاف خاصة الذرة والبرسيم الحجازى والقمح والشعير، وانها قامت بتركيب 32 جهاز رى محورى.
أوضح ان تكلفة استصلاح الفدان تتراوح بين 15 و20 ألف جنيه، حيث تصل تكلفة البئر إلى 160 ألف جنيه، و160 ألفا اخرى لشراء الطلمبة وتشغيل الجهاز، و300 ألف جنيه ثمن جهاز الرى المحورى اللازم لرى 70 فدانا، اضافة لتكلفة انشاء البنية الاساسية من طرق ومعدات زراعية ومساكن للعاملين وخلافه.
أكد ان المستثمرين فى الواحات يعانون من صعوبة تقنين وضع الاراضى التى استصلحوها، حيث تصر وزارة الزراعة على اعطائهم الارض بنظام حق الانتفاع، تطلب وزارة الزراعة ألف جنيه عن الفدان، وترفض تمليكها لهم مما يجعلهم يعيشون فى وضع غير آمن لان استثماراتهم فى مهب الريح.
وقال ان الدولة لم توفر للمستثمرين اى بنية اساسية فى الواحات حيث يقومون حاليا باستصلاح 50 ألف فدان اعتمادا على انفسهم، مشيرا إلى قيام الشركة بانشاء طريق من الطفلة بطول 27 كيلو لربط مزرعتها بالطريق الرئيسى، تراوحت تكلفة الكيلو بين 70 و80 ألف جنيه، باجمالى 2,1 مليون جنيه بخلاف تكاليف استصلاح الارض.
ولخص العضو المنتدب لشركة «جنة الرضا» عملية النهوض بانتاجية الجاموس من الالبان واللحم فى ثلاثة عناصر الاول التحسين الوراثى للحيوان المصرى، مشيرا إلى نجاح ايطاليا فى رفع انتاجيته إلى 6400 لتر سنويا مقابل 1600 لتر، للسلالات البلدية، ولابد ان تتبنى الدولة برنامجا لتحسين انتاجيته لدى صغار المربين الذين يمتلكون 90% من الجاموس وتحملها تكلفة التلقيح الصناعى التى تتعدى 100 و200 جنيه، على يتم تحصيل التكلفة من الزيادة المتوقعة فى انتاجية اللبن، وعمل مشروع لانتاج طلائق محسنة محليا.
واضاف أن العنصر الثانى يتمثل فى عمل رقم قومى للحيوان من خلال شريحة تركب تحت الجلد تتم قراءتها بواسطة، ريدر لايسمح بالغش، لضمان برنامج متكامل للتحصينات يمنع ظهور أو تفشى أوبئة جديدة، بعد وفاة اكثر من 15 ألف رأس نتيجة الاصابة مرض الحمى، واستخراج شهادات نسب لكل حيوان حتى لا تختلط الحيوانات المحسنة مع البلدية، والحد من انتقال الحيوانات بين المحافظات.
اما العنصر الثالث يتعلق بتوفير اراض فى مناطق الاستصلاح لمزارع التسمين الحديثة لزراعتها بالاعلاف، وربط حصولها على ترخيص المزرعة، بقدرتها على انتاج العلف، واشتراط زيادة انتاجها من العلف قبل السماح لها بزيادة عدد الرؤوس.
وطالب بتطوير صناعة الألبان بانشاء مراكز تجميع من صغار المربين فى القري، لتسهيل عملية نقله إلى المصانع لانتاج ألبان معقمة، ووقف بيع اللبن السائب فى الاسواق، مشيرا إلى رفض الاتحاد الاوروبى استيراد منتجات الالبان المصرية خوفا من اصابتها بمرضى البروسيلا والسل اللذين ينتقلان من لبن الحيوان للانسان، ولابد من ذبح اى حيوان يصاب بأحد هذين المرضين.
طالب بانشاء اتحاد عام لمنتجى الماشية من الابقار والجاموس، يتولى وضع سعر عادل للمربين، بحيث يسلم المنتج الحيوان للمجازر الحكومية، لتتولى توزيعه على الجزارين بمعرفتها تحت رعاية وزارة التموين، بما يضمن علاقة سعرية عادلة بين الجزار والمستهلك واصدار تشريعات تمنع اغراق السوق بالمستورد اثناء نزول المنتج المحلى السوق خاصة، الالبان البودرة التى تعوق تسويق اللبن المحلى، وتقنين عملية استيراد الحيوانات الحية من الخارج بما يضمن عدم دخول امراض جديدة تؤثر على السوق المحلى، مؤكدا خطورة فتح باب استيراد اللحوم، دون توفير اعلاف رخيصة للمنتج المحلى، او سعر يعادل تكلفة الانتاج، سيقضى على الصناعة المحلية.
أكد ضرورة دعم الدولة لمشروع تسمين البتلو، بادخال سلالات عالية الانتاجية من اللبن وتوزيعها على صغار المربين، موضحا ان انتاج الجاموس البلدى يتراوح بين 6 و7 لترات لبن يوميا يمكن زيادته إلى 12 لترا بالتحسين الوراثى، وبالتالى يتوفر لدى المزارع لبن للعجل البتلو واخر للتسويق.
وقال ان حجم الجاموس فى مصر قرابة 4 ملايين رأس، تلد 1.5إلى 2 مليون رأس سنويا، يذبح اغلبها عند وزن 60 كيلو جراما لا تكفى لتغذية 150 فردا على اعتبار ان صافى اللحم منه 30 كيلو بالعظم فى الوقت الذى يمكن ان يتغذى عليه ألف فرد اذا تم تسمينه إلى 400 كيلو، تكفى 1000 فرد على اساس ان صافى اللحم فيه 200 كيلو جرام، وان الكيلو يكفى 5 افراد فى المتوسط، مشيرا إلى ان لحم الجاموس اكثر صحيا من البقرى لانخفاض نسبة الكوليسترول فيه بمعدل 50% عن البقرى وان مذاقه اكثر
قبولا بشرط تغذيته على اعلاف خضراء وجافة متجانسة، وعدم تركه للتغذيه السيئة التى تعتمد اساسا على التبن الجاف ما يؤدى إلى انتاج عجول ذات لحوم خشنة.
اشار إلى معاناة المربين من خسارة حقيقية من تسمين الجاموس، مؤكدا ان تكلفة انتاج الكيلو الحى 22 جنيها، فى الوقت الذى يباع فيه بمبلغ 21 جنيها، ليباع عند الجزار بسعر 65 جنيها، علما بان كل 2 كيلو وزن حى يعطى فى المتوسط كيلو لحم بالعظم، اى ان التكلفة الحقيقية اقل من 45 جنيها، ولايوجد مبرر حقيقى لكل هذا الفارق فى السعر.
كتبت – محمد عبد المنصف