تدرس شركة فيليبس مصر وشرق أفريقيا تأسيس مصنع لإنتاج أجهزة الإضاءة بالتعاون مع مستثمر محلى وتتجه الشركة إلي اتخاذ مصر مركزا اقليميا للتوسع فى دول حوض النيل وفتح مكاتب جديدة فى ثلاث دول أفريقية جديدة هى كينيا وغانا ونيجيريا وقال تامر أبوالغار، مدير عام شركة فيليبس مصر وشرق أفريقيا ان الشركة تأثرت بالثورة خاصة أنها تعتمد في عملها علي التعاون مع الحكومة أوالقطاع الخاص فى تنفيذ المشروعات والقطاعان تأثرا بالثورة ولم تنفذ الحكومة مشروعات جديدة منذ أكثر من عامين.
أضاف فى حوار لـ «البورصة» أن عودة الاستثمارات والاستقرار يأتيان ضمن منظومة متكاملة ترتبط بوجود أمن يعيد الهدوء لتعود العجلة للدوران مرة أخرى، وأن العام الحالى أفضل من السابق فى حركة المشروعات والاستثمارات فى مجالات متعددة منها الطبى وهو ما يبعث على التفاؤل.
قال ان أزمة الطاقة تعود إلى زيادة الطلب عن الإنتاج ولكنه لا توجد رؤية متكاملة تندرج ضمنها جميع الحلول للأزمة وكل وزارة تعمل منفردة لحل المشكلة.
وعن قرار وزير الصناعة بوقف استيراد اللمبات العادية، أوضح مدير عام فيليبس أن القرار ظاهره جيد وباطنه سلبى وأن المشكلة تتمثل فى أن السوق المصرى منقسم إلى نصفين، الأول الاستيراد وهو يراقب من جانب الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات ودورها مفعل من خلال الاختبارات اللازمة والنصف الآخر هو التصنيع حيث يمكن لأى شخص استخراج بطاقة استيرادية ويفتح رخصة مصنع والسوق الفترة الماضية بدأ فى التحول إلى اللمبة الموفرة.
وطالب بإغلاق مصانع التجميع خاصة بعد أن استورد العديد من التجار خطوط إنتاج من الصين بسعر منخفض، حيث إن أغلب دول العالم توقفت عن العمل باللمبات العادية، ولذلك سيعود السوق المصرى مرة أخرى إلى اللمبات العادية غير الموفرة للطاقة بعد المجهود الذى بذل الأعوام الماضية لتحويل المستهلك إلى اللمبات الموفرة، مؤكداً أنه لايوجد أى تأثير للقرار على الشركة لانها توقفت عن العمل فى اللمبات العادية وتسير فى منتجات الترشيد للمبات الموفرة ولمبات led.
وأضاف أن فيليبس الهولندية تعمل فى مصر منذ 83 عاماً وفى المجال الطبى والإضاءة والأجهزة المنزلية وتعرضت للتأميم بعد ثورة يوليو، لافتاً إلى أن الشركات متعددة الجنسيات تركز على متغيرات الأسواق وكان للشركة مصنع كشافات إضاءة فى مصر فى 2008 واستهدف تلبية احتياجات محددة فى ذلك الوقت وبانتهاء الهدف توقف عن الإنتاج.
وأشار إلى أن فرع الشركة بمصر مسئول عن دول حوض النيل بإعتباره مركزا اقليميا لشرق أفريقيا.
مضيفاً ان الشركة تعمل على نقل نقطة تجميع المنتجات من هولندا إلى أحد موانئ المنطقة الحرة بالبحر الأحمر لخدمة منطقة شرق أفريقيا وتنتظر موافقة هيئة الاستثمار ولكن التغييرات الكثيرة فى مصر حالت دون ذلك.
وقال ان النقطة ستعمل على ثلاث مراحل الأولى الإضاءة والثانية الأجهزة المنزلية وتلبى احتياجات كينيا والسودان حتى تنزانيا وستبدأ بنقط تجميع بسيطة ثم تزيد إلى خدمات مضافة على المنتجات بعد ذلك، ومن الصعب تحديد استثمارات الشركة فى مصر لأنها تتعامل مع العميل مباشرة من الخارج عن طريق شحن طلباته أو نقطة تجميع.
وأوضح أن الفترة القادمة ستكون أفضل والشركة أعدت خططا لزيادة الاستثمار فى مجال نقل التكنولوجيا وتدرس تأسيس مصنع أجهزة إضاءة بالشراكة مع مستثمر محلى وكذلك دراسة تصنيع الأجهزة المنزلية فى وقت لاحق.
أضاف أن الشركة لديها مراكز اقليمية بالقارة السمراء فى مصر والمغرب وجنوب أفريقيا وسوف تفتح 3 مكاتب جديدة فى كينيا وغانا ونيجيريا العام المقبل مع التوجه إلى تقسيم أفريقيا لمناطق أصغر حتي تصبح الشركة قريبة من جميع الأسواق الأفريقية.
قال ان قارة أفريقيا تعاني عجزاً فى الطاقة يصل فى المساحة مابين مصر وجنوب أفريقيا من 40 إلى 50% من الاحتياجات وهو ما فجر مشاكل سياسية مثل سد إثيوبيا التى تهدف توليد الطاقة منه.
أوضح أن شركة فيليبس أعدت حلولا كثيرة لمشاكل الطاقة سواء عن طريق توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية واستخدام الطاقة الخضراء فى المبانى الحكومية أوالفنادق لافتا إلى أن كل دولة لها حلول خاصة مثل كينيا التى تهتم بالسياحة وتركز على الطاقة الخضراء ويفضل الكثير من السياح الفنادق الصديق للبيئة.
وأضاف أن الكثير من الشوارع بأفريقيا مظلمة وتعانى من عدم توفير كهرباء وهو ما ينتج عنه الإنفلات الأمنى وتتوقف التجارة والصناعة ليلاً وللتغلب على ذلك قامت فيليبس بتجميع تكنولوجيا الليد مع الطاقة الشمسية لإضاءة الشوارع ليلا مضيفاً أن أفريقيا تنفق نحو 20 مليار دولار للإضاءة بالكيروسين سنوياً ولو استثمرت ربع ماينفق فى الطاقة النظيفة سوف تحل الكثير من مشكلات الطاقة.
وأوضح أن كينيا تسير جيدا فى التحول للطاقة النظيفة وكذلك السوادن بدأ فى استخدام الطاقة الشمسية وتكنولوجيا الليد وبالمثل جنوب أفريقيا التى سبقتنا كثيرا وكانت تعاني مشكلة انقطاع الكهرباء لنحو 3 ساعات يوميا فى كل منطقة واشترت الحكومة 22 مليون لمبة ليد تم تركيبها فى المكاتب والمنازل مجانا وحقق ذلك وفرا فى الكهرباء والأموال أكثر ما سينفق على محطة كهرباء جديدة.
وقال إن الدخل السنوى لشركة فيليبس وصل إلي 22 مليار يورو العام الماضى يستخدم 7% من هذا الدخل فى الأبحاث والتطوير والشركة توصلت إلي العديد من براءات الاختراع منها فى اللمبات الليد التى بدأت فى طرحها للمستهلك بالسوق المصرى منذ 3 أسابيع بالأسواق الكبيرة بعد انتشارها فى المبانى الإدارية الكبيرة والفنادق.
وأشار إلى عدم وجود وعى كاف من جانب المستهلك عن الـ «ليد» حاليا فى ظل التوجه إلى اللمبة الموفرة مؤكداً أن اللمبة الليد عمرها الافتراضى يتراوح بين 15 و20 سنة وسعرها 4 أضعاف اللمبة الموفرة ومن ايجابياتها أيضاً أنها توفر من 80 إلى 90% من الكهرباء ولا تبعث أى اشعاعات حرارية وتقلل استهلاك التكييف 25%.
وأوضح أن الشركة تناقش مع المسئولين بوزارة الكهرباء حلول ترشيد الطاقة فى المنازل والشوارع ولكن لابد من رؤية عامة تربط بين جميع مبادرات وحلول الترشيد.
أشار إلى أن مصر لا تهتم كثيراً بالطاقة الشمسية حيث تنتج نحو 98% من الكهرباء من الشبكة الممتدة إلى جميع الأماكن مضيفاً أن الطاقة الشمسية ليست بديلا ولكنها حل وفى نفس الوقت التكلفة المبدئية لبناء نظام كامل للطاقة الشمسية مكلف مقارنة بتوصيل كابلات وأسلاك الكهرباء طالما لديك شبكة.
أوضح أن الشركة نفذت مشروعا لتحويل ملعب كرة قدم للعمل بالطاقة الشمسية فى المقطم وتركز حالياً على الشوارع وهناك مناطق مثل الوادى الجديد تسطع بها الشمس معظم ساعات اليوم وتعاني من عدم وفرة كهرباء وتنفيذ مشروعات طاقة شمسية بها أمر ضرورى.
أوضح أن الشركة نفذت إضاءة لمعبد «هيبس» بالوادى الجديد باللمبات الليد والسياح يذهبون إليه ليلاً بعد اقتصاره طوال السنوات الماضية على الزيارة نهاراً فقط وسبق للشركة إنارة البر الغربى فى أسوان وبرج القاهرة وقامت بترشيد الطاقة لعدد كبير من المصانع بعد دراسة كاملة لحجم استهلاك الطاقة بالمصنع ووضع الحلول اللازمة.
وفيما يخص قطاع الأجهزة الطبية، قال أبو الغار ان الشركة نفذت استثمارات مرتبطة بالتأمين الصحى وتعمل مع القطاع الخاص فى مستشفيات ومراكز ومعاهد صحية وتنافس على مشروع المستشفى الجامعى بالإسكندرية.
وأضاف ان الشركة افتتحت مكتبين فى الإسكندرية وأسيوط بمجال الأجهزة الصحية خاصة بعد أن شهدت منطقة الاسكندرية والدلتا توسعات كبيرة فى المراكز الطبية والمستشفيات وتعمل على تلبية احتياجاتها مع تنفيذ الصيانة اللازمة للأجهزة مضيفاً أنه فى مجال الأجهزة المنزلية يتم التركيز على البيع التجارى عبر شبكة كبيرة من الموزعين.
وأكد أنه لا توجد نية لتصنيع اللمبات الموفرة داخل مصر والشركة تتخذ مناطق محددة على مستوى العالم فى الإنتاج لتتمكن من إنتاج كميات ضخمة بجودة عالية وبسعر منخفض مضيفاً أن أقل إنتاج لمصنع جديد 100 مليون لمبة والسوق المصرى وأفريقيا لاتستهلك تلك الكمية مستبعداً الدخول فى شراكة محلية فى إنتاج اللمبات الموفرة.
قال ان أرباح فيليبس العالمية وصلت إلى 167 مليون يورو فى الربع الأول من 2012 وحققت5.9 ملياريورو مبيعات لافتاً إلى عدم وجود بيانات دقيقة لحصة الشركة من السوق المصرى.
تأسست شركة فيليبس عام 1891، عندما أسس أنتون وجيرارد فيليبس شركة Philips & Co. فى أيندهوفن بهولندا وبدأت عملها بتصنيع مصابيح من خيوط الكربون، ومع بداية القرن العشرين أصبحت إحدى أكبر شركات التصنيع فى أوروبا.
وبدأ أول مختبر أبحاث لشركة فيليبس بإطلاق أول ابتكاراته فى مجال تقنية الأشعة السينية والراديو فى ظل الثورة الصناعية فى أوروبا التى شكلت حافزاً مهماً لذلك.
حوار/ محمود صلاح الدين