يستهدف مكتب اليونيدو، بايطاليا “unido”دعم 45 فندقا فى قطاع مرسى علم بالطاقة الكهربية المولدة من الشمس حتى منتصف العام المقبل عبر منحة من وزارة البيئة الايطالية تقدر بنحو 3 ملايين جنيه.
قال فتحى سكر، خبير ترويج استثمارات بالمكتب الايطالى لمنظمة” unido”، منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية، فى حوار مع” البورصة” ان وزارة البيئة الايطالية تتعاون مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة فى برنامج دعم قطاع السياحة المصرى للتحول للطاقة النظيفة عبر برنامج “egysol ” من نهاية 2010 على أن يتم تعميم البرنامج فى جميع المناطق عقب تقييمه.
وأوضح أن مكتب اليونيدو الايطالى بمصر حدد المنحة للفنادق المصرية فى قطاع مرسى علم بنحو 500 الف دولار كبداية يعقبها انطلاق البرنامج عقب دراسة مدى النجاح فى تحويل الفنادق من الطاقة التقليدية للطاقة النظيفة.
وأكد أن برنامج egysol يتحمل نحو 25% من تكلفة تحويل السخانات للطاقة الشمسية بالفنادق فى حين تتحمل المنشأة 75 % من تكلفة التحويل، وقد تم انفاق نحو 39% من قيمة المنحة حتى الآن.
يأتى برنامج “egysol” فى اطار المبادرة المالية mif لوزارة البيئة الايطالية بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة للبيئة «unep» وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بوزارة الكهرباء المصرية وتم اطلاق البرنامج لنشر تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية فى مصر.
ويستهدف المشروع تعزيز وترويج تسخين المياه بنظام الطاقة الشمسية للمنشآت السياحية كالفنادق والمنتجعات القائمة أو تحت الانشاء فى محافظات البحر الاحمر وجنوب سيناء عبر البدء بقطاع مرسى علم كتجربة يتم تعميمها فى بقية المناطق السياحية المختلفة بالمحافظتين.
وأضاف أن المنحة تقدم نحو 25% من تكلفة التحول لأنظمة السخانات الشمسية بحيث يتم دعم تكلفة الصيانة على مدى زمنى 4 سنوات لتركيب وتشغيل وصيانة المياه بنظم الطاقة الشمسية موضحا أن الحد الاقصى للمنحة يقدر بنحو 25% و23 جنيهاً لكل متر مربع خلال عامين للصيانة و17 جنيها خلال العامين التاليين.
وأشار الى أن هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة وبرنامج الامم المتحدة للبيئة حددا شروط الحصول على المنحة والدعم الفنى للفندق للتحول الى الطاقة الشمسية، وهى بيانات متعلقة بتاريخ الانشاء وعدد الغرف ونسبة الاشغالات على مدار العام وطبيعة الاسطح وأنظمة تسخين المياه المستخدمة حاليا ومعدلات الاستهلاك من المياه الساخنة.
وقال انه تم التعاقد مع 5 فنادق فى شرم الشيخ لتقديم المنحة لها وجار دعمها فنيا، وهى فنادق باستا هوتيل طابا و سلطان جاردنز ريزورت وريال رويجينا وهيلتون فيروز وجراند روتانا، فى حين تلقى المكتب نحو 18 طلبا من فنادق بمرسى علم.
وأضاف أنه يجرى ـ حالياً ـ التفاوض مع فندقى كليب أزور، وكليب ميد، للحصول على منحة فى حين تم الانتهاء من دعم فندقين بالغردقة وفندقين بسفاجا وشرم الشيخ و 5 فنادق بمرسى علم.
وأوضح سكر أن المكتب يعمل على الدعم الفنى لقطاع السياحة المصرى الى جانب توفير شركاء استثماريين من ايطاليا فى قطاع الطاقة النظيفة، وأن نحو 17 فندقا استفادت من المنحة خلال الفترة الماضية بالقطاع.
وقال سكر ان توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية يعد من أكثر المشروعات جذبا للاستثمارات خاصة فى دول جنوب البحر المتوسط لكن عدم الاستقرار السياسى فى هذه الدول يحول دون تدفق الاستثمارات فى هذا القطاع.
وأكد أن انطلاق شرارة الثورة فى بداية 2011 أثر على الجدول الزمنى للبرنامج وأدى الى تأخره الى أكثر من 6 أشهر، خاصة أن البرنامج حصل على موافقة الجهات المسئولة فى مصر بعد جلسات تحضيرية استمرت نحو سنتين.
وأكد أن مسئولين بوزارة السياحة المصرية التقوا مسئولين بوزارة البيئة الايطالية لدراسة المشروع وتحويله الى مشروع قومى فى قطاع السياحة بالكامل، فى اطار خطة الوزارة لخفض استهلاك الطاقة الكهربية بنحو 20% خلال 3 سنوات.
وقال إن هناك تعاوناً مع جمعية “سيدا” للطاقة الشمسية وهى تابعة لـ giz بألمانيا ، وتستهدف السياحة المصرية الحصول على الدعم الفنى من هيئة المعونة الألمانية لدعم القطاع.
وأوضح سكر ان المشروع سيعمل على القضاء على مشكلة نقص السولار التى تتعرض لها الفنادق والمنتجعات السياحية خاصة فى ظل تفاقم مشكلة العجز فى المشتقات البترولية وارتفاع اسعارها فى السوق السوداء بأكثر من 3 جنيهات للتر فى المتوسط.
وأضاف ان “توافر الطاقة الكهربية عبر البدائل الحديثة بالمنتجعات السياحية سيعمل على توفير بنية قوية لهذه المشروعات فى المستقبل بما يزيد من قدرة مصر على جذب الاستثمارات السياحية خاصة فى المناطق النائية التى لا تتوافر فيها البنية التحتية القوية.
وأشار الى أن المكتب الايطالى لليونيدو بمصر وفر نحو 14 موزعاً معتمداً للأجهزة الكهربية عبر تسويقهم لمنتجات تتوافق مع معايير القياس والجودة الخاصة بالاتحاد الأوروبى kmark›، مضيفا أن تكلفة الترخيص فى برنامج “الايجى سول” بالنسبة للمورد تتراوح بين 1100 الى 2000 دولار.
وقال انه تم عقد عدة لقاءات بين القائمين على البرنامج وهيئة الطاقة المتجددة وهيئة التنمية السياحية لبحث مد الفنادق والمنتجعات بالطاقة الكهربية المولدة من الطاقة الشمسية.
وتجرى حاليا، وفقا لفتحى سكر، دراسة انشاء مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بمرسى علم على مساحة 250 الف متر ،بتكلفة 15 مليون يورو على أن يتم تنفيذه على ثلاث مراحل بطاقة كهربية 10 ميجاوات، الاولى 2 ميجا والثانية 3 ميجا فى حين تبلغ طاقة المرحلة الثالثة 5 ميجا وات، فيما يحتاج الميجاوات الى 25 الف متر مربع.
وقال إن هيئة التنمية السياحية أبدت استعدادها لتوفير الأرض الخاصة بالمشروع فى قطاع مرسى علم بمنطقة شجرة لما تتميز به من كثافة فندقية عالية مقارنة بباقى مناطق القطاع.
ويبلغ عدد الغرف الفندقية فى مرسى علم 14الف غرفة لـ 200 فندق تحت التشغيل تصل تكلفتها الانشائية الى 3 مليارات جنيه، الى جانب 13 الف غرفة تحت الانشاء.
كانت جمعية المستثمرين السياحيين بمرسى علم قد رفعت تقريرا لوزير السياحة السابق منير فخرى عبد النور بتفاقم مشكلة نقص السولار ما أدى الى توقف مولدات الكهرباء التى تعمل بالسولار بالمنطقة واظلام عدة فنادق.
وأكد سكر أن مفاوضات تجرى فى الوقت الحالى بين شركتين لتنفيذ المشروع بنظام b.o.t”” حيث سيمول الجهاز المصرفى نحو 60% من المشروع على أن تمول شركة aiem الايطالية والشركة المصرية لأنظمة الطاقة الشمسية 40%.
وقال ان مدة حق الانتفاع بالمشروع 25 عاما ويبحث الشركاء مع عدة بنوك وطنية تمويل المشروع على رأسها بنكا الاهلى والاسكندرية والبنك الافريقى للاستيراد والتصدير، مشيرا الى أن مفاوضات كبيرة جرت مع البنك الاهلى المصرى فى هذا الصدد.
وأكد أن مدة حق انتفاع المشروع للشركتين المنفذتين 10 أعوام وتحصل الفنادق على 15 عاما بالحصص وفقا للطاقة الكهربية التى تحصل عليها ويؤول المشروع الى الدولة من خلال التنمية السياحية.
وأضاف أن هناك مفاوضات تجرى بين الشركات المنفذة للمشروع وجمعية المستثمرين السياحيين بمرسى علم حول سعر الكهرباء مشيرا الى أن هناك اختلافاً حول سعر الكهرباء فى الوقت الحالى.
وأوضح أن تكلفة الكيلو وات من السولار تتراوح بين 60 و80 قرشا فى حين تصل تكلفة الكيلو وات من المحطة التى يجرى التفاوض بشأنها 110 قروش بزيادة 5% سنويا تصل الى 1.5 جنيه ما يعنى أن هناك ارتفاعا فى السعر يتجاوز 30 قرشا للكيلو وات فى الوقت الحالى .
وأشارالى أن المفاوضات التى تجرى بين الشركتين المنفذتين للمشروع والفنادق تعتمد على محورين بشأن الاتفاق على السعر الاول, وهو أن تدعم الحكومة المشروع لمدة 10 سنوات بالاعفاء الضريبى, والثانى أن تحصل الفنادق على حق الانتفاع 10 سوات بدلا من 15 وتحصل الشركتان على 15 عاما.
وقال إن منطقة مرسى علم تحتاج نحو الى 30 ميجا وات خلال 5 سنوات عبر ضخ استثمارات تصل الى 50 مليون يورو, مؤكدا أن ذلك يعتمد على الاستقرار السياسى بمصر وعودة التدفقات السياحية الدولية لمصر.
كتب – عبد الرازق الشويخي