تؤكد البيانات المتواترة لقطاع التكنولوجيا أننا نعيش نهاية عصر الكمبيوتر الشخصى مع تنامى الإقبال على شراء الهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحى التى تنتجها شركات أسست نجاحها على أكتاف الكمبيوتر الشخصى مثل «ديل» و«إتش بى» ومايكروسوفت.
وبحسب تقرير لوكالة الأنباء الاقتصادية بلومبيرج فإن شركة ديل حققت تراجعاً 10% فى مبيعات الكمبيوتر الشخصى، بينما هبطت عائدات مبيعاته فى شركة «إتش بى» 6% خلال الربع الثالث من عام 2012.
وتمثل هذه الخسائر تناقضاً واضحاً مع بيانات الثمانينيات من القرن الماضى التى شهدت صعود نجم شركة مايكروسوفت التى أسسها بيل جيتس وشركة ديل التى أسسها مايكل ديل بعد أن نجحت فى تقديم منتج يوفر جهد الشركات ووقتها لاتمام عملياتها التجارية وإدخال تحديثات يسرت من استخدام التكنولوجيا الحديثة فى ذلك الوقت. ويعانى الكمبيوتر الشخصى بسبب كبر حجمه وسعره بالنسبة للأجهزة الحديثة الأقل حجماً وسعراً التى انتشرت فى السنوات الأخيرة.
وقال إريك جوردون، خبير فى كلية التجارة فى جامعة ميتشجان الأمريكية إن صانعى أجهزة الكمبيوتر الشخصى مستسلمون لمصيرهم حيث يدور التاريخ دورته الطبيعية، مشيراً إلى أن رد فعل بعض الذين ينكرون التطورات الجديدة يشبه أولئك الذين اندهشوا من العاملين فى قطاع السيارات الذين لم يصدقوا أنفسهم وهم يحاولون ربط العجلات الأربع عند اختراعها للحصان الذى سيقوم بجرها.
لكن الذى يخفف الألم فى هذه المحنة أن شركات الكمبيوتر الشخصى لها نصيب جيد من سوق الأجهزة المتطورة الجديدة، فمثلاً شركتى ديل وإتش بى تنتجان بالفعل كمبيوتر لوحى، بينما شركة مايكروسوفت تنتج برامج مناسبة للأجهزة الحديثة والهواتف الذكية.
وتحتل الشركات الثلاث مراتب مختلفة خلف آبل وجوجل وأمازون دوت كوم بالنسبة للكمبيوتر اللوحى، بينما تتمتع مايكروسوفت بوضع أفضل بالنسبة للهواتف الذكية بعد آبل وجوجل.
هبطت شحنات الكمبيوتر الشخصى بنسبة 8.3% فى الربع الثالث من العام الجارى، مقارنة بالربع الأول من العام نفسه بحسب شركة جارتنير التى تراقب السوق الدولى للحواسب، التى توقعت أن يسجل القطاع أول تراجع على المستوى السنوى منذ عام 2001 الذى أعقب انفجار الفقاعة التكنولوجية مع انهيار أسهم شركات التكنولوجيا فى البورصات الكبرى.
اعداد – ربيع البنا