حذر المستثمرون فى الأسهم من خطورة شطب الشركات من بورصات اليونان وأيرلندا والدول الطرفية الأخرى فى منطقة اليورو، ما قد يمنع مديرى الصناديق من الشراء فى الشركات المدرجة فى هذه الدول.
وكشفت جريدة «الفاينانشال تايمز» فى تقرير لها ان أربع شركات من اليونان واسبانيا والبرتغال وايرلندا طلبوا من محاميهم نقل سوق تداولهم الاساسى إلى لندن، وجاء ذلك بعدما أعلنت شركة «كوكاكولا»، أكبر شركة يونانية من حيث حجم الأسهم فى السوق، انها تخطط لترك بورصة اليونان، محاكية فى ذلك عدد من الانفصالات البارزة من بورصة أيرلندا إلى لندن.
ويقول مديرو الصناديق أن عمليات الشطب قد تؤدى إلى تآكل أحجام التداول فى بورصات المناطق الطرفية وان الشركات المدرجة فيها تعانى نقصا فى الثقة فى اقتصاداتها الداخلية.
وأوضح بول سكوايرز، مدير التداول فى شركة «أكسا» ان تأثير ذلك على السيولة مقلق، لأنه مع جفافها يصبح الدخول إلى أسواق رأس المال أو الخروج منها أكثر تكلفة مما يؤثر على القرارات الاستثمارية.
وقد تضطر صناديق الاستثمار التى لا تعمل سوى فى منطقة اليورو إلى بيع ممتلكاتها فى الشركات التى تتخذ من بورصة لندن سوقا رئيسيا لها.
ومن ناحية أخرى، ستصبح الشركات التى تتحول لبورصة لندن مؤهلة لأن يستثمر فيها الصناديق البريطانية، فقد ارتفعت أسعار أسهم شركة «سى آر اتش»، شركة مواد بناء فى دبلن، بنسبة 4% فى اليوم الذى انتقلت فيه إلى لندن، كما ان الانضمام لهذه البورصة يجعل عملية اصدار أسهم جديدة أكثر سهولة.
قال مارتن أوستن، شريك فى «فريشفيلدز بركاوس درينجر» للاستشارات، إن لندن تتمتع بمجموعة كبيرة من المستثمرين ومديرى الصناديق ما يسهل عملية زيادة رأس المال.
وقال صندوق استثمارى فى لندن إن فقدان الشركات فى بورصات مثل دبلن يعد أمراً كبير، لأنها تتسبب فى تقليل السيولة ما له أثر سلبى على شركات السمسرة فيما يتعلق بتكرار نفس الأسهم وبالتالى تنخفض جودة الأسهم المتداولة.
وأكدت ايليش بيرن، من بورصة أيرلندا إن احجام التداول لم تتأثر بشكل سلبى فى كل الأحيان، فتداول أسهم شركة «سى آر اتش» فى دبلن، التى احتفظت بها الشركة كسوق ثانوية، ازداد منذ انتقالها إلى سوق لندن.
وأشار لويس لاجينا، مدير تنفيذى فى شركة «NYSE Euronext» للخدمات المالية فى لشبونة، إلى ان الشركات البرتغالية تدرس إدراج أسهمهما بالخارج الا انها سوف تبقى سوقها الاساسى فى لشبونة.
ويهدد هروب الشركات مكانة أسواق منطقة اليورو الطرفية بين مؤشرات الأسهم العالمية التى تعتبر مصدرا رئيسيا لاحجام التداول واهتمام المستثمرين.
وكشف نيكوس بروفيريس، نائب مدير تشغيل فى مجموعة «هيليكس» التى تدير بورصة آثينا، ان المستثمرين الأجانب مازالوا يشكلون 50% من أحكام التداول، وانه من المنتظر ان تستخدم شركة «كوكاكولا» سوق آثينا كسوق ثانوي.
ويمكن الانتهاء من عملية نقل الادراج إلى لندن خلال أقل من شهرين بفضل نص قانون فى الاتحاد الاوروبى يسمح للشركات المتداولة فى بورصة داخل الاتحاد لمدة 18 شهرا بأن تندرج فى بورصة أخرى دون اصدار جديد.
اعداد – رحمة عبد العزيز