فى الحى المتاخم للمنشية واللبان يمتد الجمرك بأبوابه المعروفة حتى شاطئ رأس التين مروراً بمسجد المرسى أبوالعباس، ورغم المعالم المهمة التى يضمها وورش صناعة السفن فإن ساكنيه يعانون مثل أهالي الإسكندرية وفى احدى حاراته «البلقطرية» تمتد المنازل المتصدعة فى كل مكان تربط حدود المنشية مع الجمرك لترسم صورة مشتركة لنفس المعاناة.
الحاج محمود حسين، أحد سكان «البلقطرية» بالجمرك يتهم وزارة الإسكان بأنها باعت قضيتهم بسبب اهمالها فى حماية ارواح السكان من زلزال المنازل المنهارة شهرياً وعدم الزام اصحابها بالترميم أو الهدم مع توفير وحدات بديلة للسكان، يقول انه يسكن فى منزل من دورين لا يعرف متى انشئ ويدفع 30 جنيهاً ايجاراً شهرياً، لكنَّ التصدعات تنتشر فى جسده بسبب العقار المجاور الذى ارتفع الى 15 دوراً وتسبب فى تصدعات لجميع المنازل المحيطة به.
أضاف أنه حاول البحث عن مسكن آخر بعد حصوله على مكافأة المعاش فاكتشف أن أقل شقة نصف تشطيب تصل إلى 180 ألف جنيه ومتر الأرض بـ 5 آلاف جنيه والإيجار الجديد من 800 إلى ألف جنيه فقرر توفير المبلغ لتزويج ابنته الوحيدة.
تابع أن صاحب المنزل حاول ترضيتهم بمبلغ مالى مقابل ترك الشقة، فطلبوا منحهم غيرها بعد هدم العقار واعادة بنائه فرفض، وقال انه سيبيع الأرض لأحد المستثمرين وأصر على عدم ترميم البيت رغم صدور قرار من الحى بذلك أو ازالته لخطورته على ارواح السكان.
سعيد على يسكن فى شقة بأحد العقارات بشارع البحرية بباب 14 بحى الجمرك أشار إلى منزله الذى يتوسط الشارع الذي انشئ منذ ما يقرب من 220 عاماً، هجره معظم السكان منذ 5 سنوات وبقى هو مع ساكن اخر ومستأجرى الثلاثة محلات التى تقع أسفل العقار.
يقول إن صاحب المنزل كان يريد هدمه واعادة بنائه دون تعويض السكان ولكنهم رفضوا وتبادلوا الدعاوى القضائية فى المحاكم التى لم يفصل فيها حتى الآن ومن ترك المنزل استطاع توفير مأوى آخر لكنه مازال يدفع الإيجار فى المحكمة لضمان حقه فى المنزل.
غريب حسين، رجل مسن تجاوز الستين من عمره، عامل فى اسطبل خيول يقع اسفل المنزل الذى يستأجر فيه حجرة واحدة بـ 20 جنيهاً شهرياً المنزل مكون من 12 حجرة موزعة على دورين جدرانه متصدعة يستخدم السكان زوايا حديدية لتدعيمها قبل أن تنهار على رؤوسهم .
عم غريب يقول: إن صاحب البيت عرض عليهم اكثر من مرة تركه وعندما يوافقون يتراجع فى وعده بحجة أن سعر الأرض ـ حالياً ـ غير مناسب، منتظراً أن يرتفع الفترة المقبلة قبل هدمه، مشيراً إلى عدم قدرتهم على المعارضة لأنهم غلابة ولايملكون اموالاً لرفع قضايا فى المحاكم.
أضاف ان السكان سبق أن اعتصموا امام المحافظة للحصول على وحدات سكنية ولكن لم يستجب احد ففضوا الاعتصام وعادوا الى عملهم ومنزلهم المنهار.
يصل سعر متر الأرض فى حى الجمرك إلى 7 آلاف جنيه وتتعدى الوحدة مساحة 150 متراً الـ300 ألف جنيه والإيجار الجديد يبدأ من 1000 جنيه شهرياً فى العقارات المنشأة حديثاً بسبب الطبيعة السياحية للمنطقة وقربها من شاطئ رأس التين وقربه من مسجد المرسى أبو العباس وورش صناعة السفن.
سمير صالح يسكن فى عقار بمنطقة باب عشرة بالجمرك انهار جزء من منزله فهجر السكان النصف المنهار وبقى هو ومستأجر اخر يقطن فى الطابق الذى يليه فى انتظار سقوط المنزل على رؤوسهم أو ترميمه.
يقول سمير انه مستأجر لشقة فى الطابق الثانى ومحل اسفل العقار يستخدمه فى تصليح الأدوات الكهربية ويدفع ايجاراً شهرياً 60 جنيهاً للاثنين، وعندما انهار جزء من المنزل اصدر الحى قرار هدم ولكن صاحب البيت رفض كما انه لم يستجب للمساهمة فى ترميمه وطلب منهم اخلاءه دون مقابل.
ويتابع أن سعر متر الأرض فى الحى يتراوح بين 3 و7 آلاف جنيه والوحدة مساحة 100 متر تتعدى الـ100 ألف جنيه أما الإيجار الجديد فلا يقدر على دفع ثمنه لأنه يبدأ من 800 جنيه شهرياً.
خاص البورصة