أعلنت الشركات الصناعية بالولايات المتحدة عن اعتزامها ضخ استثمارات بأكثر من 90 مليار دولار للاستفادة من رخص استخراج الغاز الطبيعى من التربة الصخرية.
وتعد شركات البتروكيماويات والطاقة والأسمدة والصلب من بين الشركات الذين تعهدوا بالقيام باستثمارات بمليارات الدولارات أو يدرسونها استناداً على قدرتهم على تحديد مصادر الطاقة الرخيصة والمواد الأولية.
وأثار هذا الاتجاه فى الاستثمارات الأمريكية نحو استخراج الغاز من التربة الصخرية القلق بين الشركات الصناعية فى أوروبا بشأن عدم القدرة على المنافسة فى القطاعات المعتمدة على الطاقة، لذا أعلنت الحكومة البريطانية أنها تستعد لإطلاق استخراج الغاز من التربة الصخرية لعله يساعدها على إنعاش الاقتصاد المحتضر.
وقال جريج جارلاند، مدير شركة «فيليبس 66» الأمريكية للكيماويات والتكرير، إن الانتعاش فى إنتاج الغاز والبترول يعد بمثابة تغير ضخم للاقتصاد، وإن هذه الثورة تخلق فرصاً كبيرة لزيادة القدرة التصنيعية مما له أكبر الأثر على نمو الاقتصاد وخلق فرص عمل.
وقدرت شركة «داو كيميكال» أن إجمالى قيمة الاستثمارات التى تم الإعلان عنها فى خلال العامين الماضيين بحوالى 90 مليار دولار أو أكثر، بينما أعلنت الشركة عن خطة استثمار خاصة بها بقيمة 4 مليارات دولار فى مصانع بتروكيماويات.
وأطلق التقدم فى تقنيات الحفر الأفقى والتكسير الهيدروليكى الذى يستخدم الماء لتكسير التربة الصخرية سراح احتياطيات الغاز الطبيعى غير المستغلة والتى لم يكن من الممكن الوصول إليها من قبل بأسعار مقبولة.
وانخفض سعر الغاز الطبيعى فى الولايات المتحدة لأدنى مستوى منذ 10 سنوات فى ابريل الماضي، ورغم تعافيه قليلاً بعد ذلك عند مستوى 3.30 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، فمازال تحت أعلى مستوى وصل إليه فى 2008 عند 13 دولاراً.
كما أن أسعار الغاز فى الولايات المتحدة أقل من أوروبا وآسيا حيث يباع الغاز الطبيعى المسال بحوالى 16 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وتتركز أكبر الاستثمارات فى الولايات المتحدة فى مصانع البتروكيماويات التى تستغل سوائل الغاز الطبيعى مثل الإيثان الذى ينتج من آبار الغاز والبترول.
وانخفض سعر الإيثان فى الولايات المتحدة من حوالى 80 سنتاً للجالون بداية هذا العام إلى أقل من 23 سنتا حالياً، ويستخدم الإيثان كمادة أولية فى صناعة البلاستيك والمنتجات الأخري.
ومنذ مطلع 2010، ارتفع الإنتاج الصناعى فى الولايات المتحدة 12% بينما تراجع فى الصين 3% وفى بريطانيا 3% وفى اليابان 6%.
وارتفع الإنتاج الصناعى فى ألمانيا بنسبة 11% خلال نفس الفترة، ولكن الشركات الصناعية الألمانية مثل «باير» و«بى أيه إس إف» يحذرون من فقدان التنافسية أمام منافسيهم الأمريكيين على مدار العقد القادم بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.
وأثار هذا الانتعاش فى إنتاج الغاز لدى الولايات المتحدة جدلا حول كمية الغاز التى يجب أن تصدرها واشنطن كغاز مسال والكمية التى يجب الاحتفاظ بها لمصلحة الصناعة داخليا.
وأوضح تقرير لوزارة الطاقة الأمريكية هذا الشهر أنه حتى صادرات الغاز الطبيعى المسال غير المحدودة لن يكون لها سوى تأثير ضعيف على أسعار الغاز الأمريكي.
اعداد – رحمة عبد العزيز