احباط بين الشركات فى ” اشترى المصرى ” بسبب ضعف الإقبال رغم الخصومات و التخفيضات

تراجع أعداد الزوار لإنشغال المواطنين بالإستفتاء و توقعات بمبيعات أقل من العام الماضى

و إتفقت أراء عدد من الشركات المشاركة في المعرض ، علي أن إنشغال المواطنين فى الاستفتاء و الظروف السياسية والإقتصادية السيئة وضعف الدعاية للمعرض وارتفاع قيمة الإيجارات ، لم تمكن الشركات من تحقيق أهدافها من المعرض بزيادة حجم مبيعاتها .

قال طارق طرابية صاحب شركة السلام لصناعة الأثاث ان الاقبال علي المعرض هذا العام ضعيف للغاية بسبب الظروف السياسية الحالية رغم ان الخصومات بلغت أكثر من 25% بعكس العام الماضي الذي وصلت خصوماته لـ10% فقط وشهد اقبال كبير .

واضاف طرابية ان الشركة كانت تستهدف مبيعات بنحو 50% من حجم المعروض ، إلا أن تراجع الاقبال يشير إلى أنه لا يمكن تحقيق سوى 2% من المستهدف .

و أشار إلى أن العارضين وضعوا أمالا كبيرة على أن يساهم هذا المعرض فى حل مشكلة  التراجع في الإنتاج والأرباح الفترة الماضية ، لافتا إلى تراجع الإنتاج لدى شركته بنحو 60% نتيجة ضعف الإقبال بنحو 95%.

قال طرابية إن قيمة ايجار مكان لعرض منتجاته بالمعرض بلغ 50 الف جنيه الأمر الذي لم يحدث العام الماضي حين كانت الدولة تدعمه بشكل كامل .

وأشار مصطفي حسين صاحب شركة الموحدين للأثاث ان الأقبال سيئ جدا نتيجة ضعف الدعاية للمعرض ، كما ان الأحداث التي تشهدها مصر الان لعبت دور كبير في ذلك مضيفا ان رتفاع قيمة الايجارات وقلة المبيعات تعد صدمة للمشاركين.

واضاف ان الشركة كانت تستهدف مبيعات بقيمة 500أالف جنيه ، نظرا لما حققه معرض اشتري المصري العام الماضي ، الا ان تراجع الأقبال والانتاج بنحو 50% يشير إلى أن المبيعات قد يصل الي 100 الف فقط هذا العام  وهو ما يعد نجاح لنا في ظل هذه الظروف .

وفي السياق ذاته أكد عبدالمعز توفيق مسئول المبيعات بشركة صيدناوي علي ضعف الأقبال بسبب الأحداث السياسية السيئة وموسم الإمتحانات التي تشهده المدارس في الفترة الحالية مضيفا انه كان يجب أقامة المعرض بعد الإستفتاء علي الاقل .

واشار توفيق ان صيدناوي تستهدف تحقيق مبيعات بنحو 2 مليون جنيه في هذا المعرض الا ان الظروف الحالية تشعرنا بالخوف وتجعل أشد المتفائلين لا يتوقع تحقيق اكثر من 60% من المستهدف.

واضاف  ان صيدناوي كشركة توزيع لمنتجات مثل ايديال وتكنوجاز ويونيفرسال  تعد وسيط بين المنتج والمستهلك مضيفا ان في حالة زيادة أسعار احد هذه المنتجات تلجأ الشركة الي توزيع منتجات بديلة كما أن ارتفاع اسعار المنتجات الفترة الماضية أدي الي تراجع الأقبال علي الشراء من صيدناوي بنحو 40% كما فضلا عن التراجع في القوة العمالية .

من جانبه أكد احمد يحيي مدير المبيعات بشركة مصر للبترول أن الاقبال متوسط بالمقارنة بنفس الفترة العام الماضي , وارجع ذلك الي قلة الدعاية التي كانت تنتشر العام الماضي , كما ان حالة الركود الاقتصادي التي تشهده البلد تلك الفترة سبب رئيسي في ضغف الإقبال.

واضاف يحيي ان مصر للبترول كانت تستهدف مبيعات بـ50 الف جنيه خلال مدة المعرض الا ان الظروف الحالية لا تنبأ بأكثر من 25% من المستهدف .

وأشار يحيي الي أن تواجد الشركة في المعرض ليس بهدف البيع فقط فالتواجد الدائم في مثل هذه المعارض والترويج ومعرفة الناس بالمنتجات الجديدة تمثل اهم الأولويات من المشاركة مضيفا ان الشركة تشهد تراجع في معدلات الانتاج الفترة الحالية الأمر الذي ينعكس بشكل واضح علي المبيعات والأرباح .

فيما أكد عبدالرحمن احمد مسئول المبيعات بشركة المصنوعات المصرية  _احد شركات قطاع الأعمال المتخصصة في بيع منتجات مصانع القطاع العام_ أن الأقبال زاد هذا العام عن السابق مشيرا الي ان الظروف السياسية مازالت مؤثرة بنسبة 40%.

كما اعلن عبدالرحمن ان الشركة تقدم خصومات كبيرة في هذا المعرض تصل لـ45% مؤكدا ان الخصومات التي تقدمها شركات قطاع الأعمال حقيقية بالاضافة الي جودتها العالية معربا عن اماله في اعطائها مزيد من الاهتمام الحكومي حتي تظل في المرتبة الأفضل.

واضاف عبدالرحمن ان الشركة تستهدف مبيعات بقيمة 100 الف حنيه من خلال المعرض الذي توقع ان يحقق  40% من اهدافه, مؤكدا ان الشركة هذا العام تشهد تراجع في المبيعات بشكل عام بنسبة 50% عن العام السابق الذي حقق مبيعات بقيمة 240 الف جنيه .

وقال محمد الشربيني مسئول المبيعات بشركة مصر للغزل والنسيج ان الاقبال ضعيف جدا بسبب الظروف السياسية الراهنة  الا انه علي ثقة ان يحقق المعرض نحو 75% من المستهدف فالخصومات علي المنسوجات والأقطان تصل لـ15% والاسعار تبدأ من 7 جنيهات مشيرا الي ان الانتاج في الشركة مستمر وفي زيادة مستمرة.

 ووصف ممدوح احمد مشرف مبيعات شركة ايمكو للصناعات المعدنية اقبال الجمهور علي المعرض بالضعيف ،وقال ان المعرض منذ افتتاحه يشهد اعداد قليلة من الجمهور  بسبب الاضطراب السياسي الذي تشهده مصر في الفترة الحالية  حسب رأيه .

وذكر احمد ان تزامن اجراء الاستفتاء مع موعد تنظيم المعرض أثر بشكل كبير علي اقبال الجمهور مقارنة بالاعداد الهائلة التي شهدها المعرض في مارس الماضي لدرجة ان موظف المعرض اثناء معرض مارس لم يكن يجد وقت للراحة في اشارة لتزايد الاقبال.

واكد احمد ان وسائل الدعاية لمعرض “اشتري المصري” لهذا العام هي وسائل محدودة  مقارنة بالمعارض التي اقيمت في الفترة الماضية علي الرغم من أن العارضين يتحملون تكلفة ايجارات هذا العام بخلاف العام الماضي حيث كانت المساحات متاحة بالمجان للشركات العارضة.

واشار احمد الي ان الشركة تستفيد من تواجدها بالمعرض  حتي لو لم تحقق المستهدف من المبيعات من خلال  تواجد منتج الشركة بين الجمهور بشكل دائم  وهو ما تسعي اليه الشركة واصفا هذا التواجد بالمكسب التسويقي الذي لايقل جدوي عن الارباح المالية .

واوضح احمد ان الشركة تقرر خصومات علي منتجاتها في المعرض تصل الي 25% بهدف ترويج المنتج لاسيما ان الفترة الاخيرة شهدت حالة ركود للمنتجات بشكل عام لذا تلجا الشركات الي تخفيض قيمة السعر بهدف جذب العميل للشراء وتنشيط حركة السوق الراكدة .

وتاكيدا علي تراجع معدلات البيع لشركته قال احمد ان شركته تستهدف مائة الف جنيه مبيعات خلال فترة هذا المعرض في حين ان المستهدف من معرض شهر مارس الماضي بلغ مليون جنيه .

وعن مبيعات الشركة ذكر احمد الي ان ايمكو حققت مبيعات بلغت 5 مليون جنيه خلال العام الماضي بينما تستهدف الشركة 10 مليون جنيه خلال العام المقبل .

من جانبه قال امير مشعل مسئول  مبيعات شركة الامبراطور لتصنيع الملابس أن المعرض خلال هذه الدوره لا يعمل بنفس طاقته  المعتادةفي  الدورات السابقة حيث أن الاقبال علي المعرض لا يتعدي 30% من حجم الجمهور المستهدف .

وأرجع مشعل ضعف الاقبال الي التوتر السياسي الذي يؤثر علي القوة الشرائية بطبيعة الحال بالاضافة الي الي ان المعرض لم ينل حظه من الدعاية علي عكس الدورات السابقة  حيث ان حملة الدعاية للمعرض جاءت متأخرة علي حد قوله .

واشار مشعل الي ان المعرض هذا العام يشهد غيابا ملحوظا لقوات الشرطة حيث ان تامين المعرض يقتصر علي موظفي امن تابعين للهيئة المنظمة للمعرض وطالب بضرورة تواجد الامن تحسبا لاي طاريء .

واضاف الي ان الشركة تقدم خصومات علي منتجاتها  تصل الي 40 % بغرض دفع حركة البيع التي تتأثر بانخفاض معدلات الاقبال خاصة ان الشركة تتوقع تحقيق 40% فقط من حجم مبيعاتها المستهدفه خلال هذا المعرض لذلك تلجأ الي تطبيق هذه الخصومات كوسيلة اغراء للعميل.

قال هشام الشلقاني مدير عام شركة النساجون الشرقيون للسجاد ان المشاركة في المعرض تأتي من منطلق التواجد في المعارض لكي يكون منتج الشركة متصل بشكل دائم بالعميل .

واضاف انه كذلك  لتلبية رغبة العميل في الحصول علي منتج عالي الجودة باسعار مخفضة وذلك من خلال اقرار خصومات علي المنتجات حيث تباع هذه المنتجات خارج المعرض بدون تطبيق هذه الخصومات حسب رايه .

وذكر ان الشركة تعرض باقي طلبيات الشركة التي تصدر للخارج في اشارة الي جودة المنتجات التي تعرضها الشركة

وذكر ان الاقبال منخفض مقارنة بالمعارض الاخري التي أقيمت في ماس الماضي أو معرض اشتري المصري الاول الذي اقيم بعد الثورة مباشرة .

وفي سياق متصل وصف محمد نجم مدير شركة سجاد برادو الوقت الذي يقام فيه المعرض بالخاطيء خاصة انه ياتي في ظل انشغال المواطنين بعميلة الاستفتاء علي الدستور  وقال ان الظروف السياسية القائمة لاتبشر بتحسن احوال المعرض وزيادة اعداد الجمهور في الايام القادمة.

واضاف ان اقامة المعرض تاتي لهدف تنشيط حركة المبيعات لدي الشركات العارضة لاسيما أن معظم هذه الشركات تقدم منتجات مصرية 100% ،وذكر ان شركته تفعل نظام للخصم يبلغ 40% لكن المستهلك مش موجود حسب وصفه.

ولفت نجم الي ارتفاع قيمة ايجار المساحة المخصصة لشركته هذا العام حيث بلغت قيمة الايجار 23الف جنيه لمساحة 200 متر في حين ان هذه المساحات كانت متاحة بالمجان في العام الماضي مع الوضع في الاعتبار اتساع الفارق بين الاقبال خلال  العام الماضي واقبال هذا العام .

واشار نجم الي أن شركة برادو للسجاد تستهدف من 600 الي 700الف جنيه مبيعات  خلال فترة هذا المعرض الا ان المتوقع تحقيقه من هذه النسبة لن يتعدي 25%من حجم المبيعات المستهدف .

من جانبها اكدت مسئولة مبيعات شركة النيل للزيوت والمنظفات ان الاقبال علي المعرض لهذا العام ضعيف جدا حيث ان الاحداث الساسية وتطوراتها اثرت علي حجم الاقبال حسب قولها .

وذكرت ان شركة النيل للزيوت تستهدف مبيعات بقيمة 20 الف جنيه خلال الدورة الحالية للمعرض  في حين انها تتوقع مبيعات تبلغ ربع هذه القيمة .

، واوضحت ان منتجات شركتها متواجدة في السوق لكنها تفتقد حملات اعلانية تعرف المستهلكين بها لاسيما انها تنتج احد اقدم منتجات التنظيف في مصر وهي منجات “سافو “للتنظيف.

وقال محمد صبري مسئول مبيعات بشركة الشمعدان للصناعات الغذائية  ان الواقع السياسي غير المستقر اثر بشدة علي معدلات تواجد الجمهور في معرض “اشتري المصري”.

 وذكر ان هذا النوع من المعارض كان يتم الاعلان عنه قبل قيامها  بفترة زمنية طويلة لكن هذا لم يحدث في حالة هذا المعرض حيث لم يظهر الاعلان  عن وجود معرض الا قبل وجوده بايام قليلة واوضح الي ان ضعف الدعاية أثر علي معدل اقبال الجمهور .

وقال صبري أن الهدف من تواجد شركته في المعرض ليس اجراء عمليات بيع او شراء  بشكل اساسي بقدر الرغبة في تحقيق تواجد 30 منتج  للشركة بشكل دائم بين الجمهور .

واشتكي صبري من قيمة الايجار التي ارتفعت هذا العام حيث وصل سعر المتر لايجار المتر حوالي 280جنيه   مشيرا الي أن الدولة كان ينبغي عليها عرض المساحات بالمجان في ظل ضعف الاقبال وبالتالي تراجع معدلات البيع للشركات العارضة .

 من جانبه قال محمد ابراهيم رئيس الإدارة المركزية بأرض المعارض ومدير معرض اشتري المصري إن العام الماضي شهد اول معرض تحت عنوان اشتري المصري بناء علي الفكرة التي طرحها الأعلامي عمرو أديب وقد تم عرض الفكرة النهائية علي وزير الصناعة الذي أبدي موافقته عليها.

واضاف ابراهيم ان معرض العام الماضي كان مدعوم من الدولة بشكل كامل الأمر الذي أتاح للعارضين أمكانية الترويج لمنتجاتهم مجانا ولكن هذا العام الوضع اختلف فقد قامت الدولة بدعم 70% فقط من التكلفة الكلية للمعرض علي ان يتحمل العارضين الـ30% الباقية مؤكدا علي ان الدعم يشمل المنتجات المصرية بالكامل والأسر المنتجة والمشروعات الصغيرة والجمعيات الأهلية.

أكد ابراهيم ان سعر ايجار المتر في المعرض مقدر بنحو 700 جنيه يدفع منها العارض 210 فقط اي ما يعادل 30% من قيمته وتتحمل الدولة الباقي, وفيما يخص الدعاية فالمعرض يسير وفقا لخطة دعائية  واضحة تمثلت في اعلانات في الجرائد الرسمية بدأت يوم 8 ديسمبر واعلانات تذاع علي مدار الساعة في راديو مصر بالاضافة الي اعلانات الشوارع والكباري ورسائل الموبيل التي ستبدأ اليوم مضيفا ان الإستجابة تبدو ضعيفة بحكم الظروف الراهنة ولكن الأيام المقبلة ستشهد تكثيف للدعاية.

واضاف ان وزارة الداخلية هي من يحدد زيادة أفراد الأمن من عدمه والهيئة من جانبها استعانت بشركات حراسات خاصة لزيادة التأمين والحماية فضلا عن وحدات الإطفاء والإسعاف المتوفرة طول ايام المعرض.

أشار ابراهيم الي أن هناك 142 شركة مشاركة في المعرض في مجالات الأثاث والصناعات الهندسية والكيمائية والأحهزة الكهربية وصناعات النسيج والمفروشات والجلود والسجاد والقطاعات الغذائية.

واضاف ان المعرض هذا العام جيد ومثالي ولا ينقصه سوي زيادة الإقبال ككل المعارض السابقة وتوقع ان يزيد الإقبال الفترة المقبلة خاصة ايام العطلات الرسمية التي تشهد اقبال كبير من جميع الفئات العمرية ورواج للمنتجات التي يوفرها المعرض.

وفي نفس السياق أكد ابراهيم أن الاسعار هذا العام تراجعت بشكل كبير عن الأعوام السابقة بسبب الظروف الإقتصادية السيئة كما ان الخصومات وصلت لأقصاها هذا العام .

كتب: مصطفي فهمي واحمد العادلي