وأضافت بلومبيرج نقلاً عن مركز بحوث الاقتصاد والأعمال في بريطانيا سي – أيي – بي آر بالتعاون مع معهد المحاسبين المعتمدين في بريطانيا وويلز ان اقتصاديات الدول الخليجية من المتوقع أن تشهد تباطؤاً العام الجاري ليتراجع معدل النمو الاقتصادي بالمنطقة من %6 في 2012 ليصل إلى %4.8 العام الجاري.
وأوضح التقرير أن ذلك يرجع إلى معدل الزيادة الكبيرة في الإنفاق الحكومي في دول المنطقة خلال العامين الماضيين بنسبة تزيد بدرجة كبيرة على سرعة النمو.
ومن جهة أخرى، فان التوسع الكبير بالاقتصاديات الخليجية في الإنفاق العام يوفر حوافز على المدى القصير غير أن هناك تساؤلات بخصوص المدى البعيد كما أن هناك مخاطر من نجاح استخدام النفط والغاز الصخري كمصدر للوقود في الغرب ودول أخرى بالإضافة إلى توقعات بتراجع الطلب على النفط وإزاء هذه المخاطر فانه قد يتعين على دول الشرق الأوسط خفض ميزانياتها بسرعة كبيرة.
وتعليقا على ذلك قال المحلل الاقتصادي محمد السالم إن التوقعات بتباطؤ نمو الاقتصاد السعودي في عام 2013، يعود للهبوط المتوقع في إنتاج النفط بعد ارتفاعه بنسبة 5.5 في المائة العام الماضي.
وأضاف أن العديد من بيوت الخبرة الدولية تتوقع انخفاض ناتج النفط السعودي في عام 2013 بدرجة كبيرة، إلى 9.5 ملايين برميل يومياً مقارنة مع 9.8 ملايين إنتاج برميل يومياً في عام 2012، مما سيؤثر سلباً على توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للعام الحالي.
وقال: إن زيادة معروض النفط وضعف الطلب العالمي عليه في ظل تباطؤ الأسواق الأوروبية، بعد تخفيض”أوبك” تقديراتها للطلب على نفطها يمثل تحديا للمملكة خلال العام الحالي .
ولفت أن استمرار الإنفاق الحكومي يمثل دعما رئيسياً للاقتصاد المحلي بعد تأكيدات وزير المالية بان المملكة قادرة على مواصلة المستوى الحالي من الإنفاق الحكومي في المدى المتوسط وأبعد من ذلك، مع السعي على خفض الديون إلى الصفر، بعد أن وضعت المملكة ميزانية قياسية بقيمة 820 مليار ريال لعام 2013 بزيادة 19%عن حجم ميزانية 2012.
فيما قال المحلل الاقتصادي نايف العيد بأن التحذيرات التي أطلقها تقرير بلومبيرغ للمملكة والدول الخليجية بوجود المخاطر على الدول الخليجية بنجاح استخدام النفط والغاز الصخري كمصدر للوقود في الغرب ودول أخرى يثير المخاوف الإقليمية من الآثار السلبية على مستقبل شركات البتروكيماويات، بالرغم من امتلاك منطقة الخليج 20% من إجمالي احتياطات الغاز المؤكدة في العالم، لكنها تسهم فقط بنسبة 11% من الإنتاج العالمي .
وقال إن المؤشرات الدولية تشير إلى أن إنتاج الغاز الصخري يمثل قلقاً لدى المنتجين الدوليين على المدى الطويل بأن لا يكون الغاز الصخري مربحاً عندما تكون أسعاره اقل من المستوى الحالي، مشيرا إلى تأكيدات ارامكو بأنه ليس لدى المملكة اكتشافات في مجال الغاز الصخري حاليا نظراً لارتفاع تكلفته مقارنة بتكلفة إنتاج الغاز من المصادر التقليدية ما يجعل آفاق الغاز السعودي غير التقليدي غير جذابة حالياً.