عاشت أسواق الديون الأوروبية أوقاتاً هي الأصعب منذ الازمة المالية العالمية مع تفاقم الديون السيادية لدول منطقة اليورو ، وقد احتجبت الدول الأكثر تضرراً من المشكلات الأخيرة عن سوق السندات بصفة خاصة.
لكن الأنباء السارة جاءت مع نهاية الربع الأول من العام الجاري حيث تتجه معدلات الاصدار للسندات السيادية في منطقة اليورو إلي تحقيق أفضل أداء لها خلال 3 أشهر منذ دخول أوروبا في ازمتها الاخيرة حيث تجنب المستثمرون المخاوف ازاء اسواق الائتمان في منطقة العملة الأوروبية الموحدة واستجابوا بشكل كبير لشراء السندات.
ومنذ مطلع العام الجاري باعت حكومات منطقة اليورو سندات بقيمة 28.2 مليار يورو بحسب بيانات مؤسسة ديلوجيك وهو ضعف ما تحقق في نفس الفترة من العام الماضي حيث كانت الأزمة الأوروبية علي اشدها، وهي أفضل بداية سنوية خلال الربع الأول من كل عام منذ 2010.
ووعد البنك الأوروبي المركزي الأسبوع الماضي بالتدخل في اسواق السندات في الدول المتعثرة لمواجهة مخاوف تفكك منطقة العملة الموحدة وهو ما انعش التداول داخل أسواق القارة الأوروبية.
وتراجع العائدات علي السندات بفعل انخفاض تكلفة الاقراض في إيطاليا وإسبانيا وساعد ايرلندا والبرتغال وهما الدولتان اللتان تنفذان حاليا برنامج انقاذ للعودة إلي اسواق اصدار السندات.
قال جيمي استرلينج خبير في بي إن بي باريبا ان المستثمرين يبحثون عم العائدات بجانب الاستقرار النسبي في أوروبا وهو ما جعل البيئة مواتية لنشاط السندات السيادية التي تكون مضمونة من خزانة الدول.
وأصدرت ايرلندا منذ مطلع العام سندات بقيمة 7.5 مليار يورو جمعتها خلال شهري يناير ومارس وهي تتمتع الآن بانخفاض تكلفة الاقراض لادني مستوي في 7 سنوات بينما اصدرت البرتغال سندات لأول مرة منذ مايو 2011 عندما طلبت الحصول علي دعم أوروبي لانقاذ اقتصادها المتعثر حيث جمعت 2.5 مليار يورو في مزاد شهد طلبا بلغ أكثر من 12 مليار يورو.
وقالت وزيرة الخزانة البرتغالية ماريا بويس البوكوركو ان الحكومة تنتوي الاستمرار في هذا النهج للعودة تدريجيا لسوق السندات خلال 2013 للاستفادة من الفرص المتاحة فيه.
ويشعر المستثمرون والصيارفة بالدهشة من المرونة التي ابدتها منطقة اليورو خاصة الدول الطرفية رغم المشكلات السياسية مثلا في ايطاليا في اعقاب نتائج متقاربة في الانتخابات العامة بين الاحزاب المتنافسة فضلا عن تدهور مفاجئ للأوضاع المالية في قبرص التي حصلت علي موافقة أوروبية للحصول علي خطة انقاذ طارئة.
وفي تأكيد لهذا التحسن في ثقة المستثمرين فإن بعض الصيارفة بدأوا محادثات بناءة مع المسئولين في اليونان للعودة هي الأخري إلي اسواق السندات في الوقت المناسب.
وقد استفادت الشركات في الدول الطرفية ايضا من نشاط سوق السندات السيادية وباعت سندات بقيمة 31.9 مليار يورو والتي فعلا حققت أفضل أداء لها في ثلاثة اشهر منذ 2011.
اعداد – ربيع البنا