الضعف الاقتصادي والمالي وتضارب القوانيـن عوائــق الكهرباء الضوئية
32 جيجاوات من الكهرباء تنتجها ألمانيا من الطاقة الشمسية سنوياً
لم تكن الستة أشهر الأولي من عام 2013 مميزة لقطاع الطاقة الشمسية حيث توالت الأنباء السيئة علي القطاع، فقامت ألمانيا ، أكبر منتج للطاقة الشمسية ، بتقليص نظام الدعم السخي الذي ساعد في بناء أكثر من 32 جيجاوات من الألواح الكهروضوئية، وهو ما يعادل ثلث الانتاج العالمي، قبل أن تعلن شركة «صن تك» الصينية والتي تعد أكبر شركة في العالم لإنتاج الألواح الشمسية افلاسها.
واتضح الشهر الماضي أن بروكسل كانت تتطلع إلي فرض رسوم بحوالي 47% علي واردات المعدات الشمسية من الصين إلي الاتحاد الأوروبي، وتشكل هذه الواردات واحدة من أكبر ما تستورده المنطقة.
وفي نفس الوقت، قال قطاع الطاقة الشمسية الأوروبي إن مقدار وحدات الطاقة الشمسية التي تم تركيبها في أوروبا تراجع بحدة لأول مرة منذ عقد في 2012، وهو ما أطلقت عليه نقطة تحول في سوق الطاقة الشمسية العالمي وله تداعيات عميقة في السنوات المقبلة.
ومع تحول نمو القطاع من أوروبا التي كانت طويلا مناصرة لسياسات الطاقة الصديقة للمناخ، إلي دول ذات درجات متفاوتة من إمكانات الطاقة الشمسية والإرادة السياسية لاستغلالها، قالت رابطة الصناعة الأوروبية للألواح الشمسية إن توقعات نمو السوق العالمي غير مؤكدة في 2013.
وقالت الرابطة إن العوامل التي تقف في طريق نمو صناعة الألواح الضوئية في أوروبا وحول العالم هائلة، وتتراوح بين استمرار الضعف الاقتصادي والمالي وتضارب القواعد المنظمة، كما أن الحكومات مازالت تعيد النظر في التزامها بمصادر الطاقة المتجددة والعمل علي التغير المناخي.
ورغم هذا التشاؤم، فإن 2013 قد تكون نقطة تحول لنوع أكثر طموحا بكثير للألواح الشمسية التي مازالت صناعة شابة، بسبب تزايد الحالات التي يطلق عليها «ت كافؤ الشبكات » وهي نقطة تصبح عندها الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية رخيصة بقدر الطاقة الكهربائية التقليدية.
وارتفع مقدار الكهرباء المولدة من الوحدة الضوئية من 1.4 جيجاوات فقط في عام 2000 إلي 102 جيجاوات في 2012.
وسوف تساعد هذه الشبكات الشركات علي العمل دون الاعتماد علي الدعم الحكومي للكهرباء الذي يصبح أكثر إثارة للجدل في أوروبا التي تضربها الأزمة.
كما أدي انخفاض أسعار المعدات الشمسية إلي جعل الطاقة الشمسية في المتناول أكثر من ذي قبل.
وانخفضت أسعار الألواح الشمسية بأكثر من 80% منذ 2008 بسبب الإغراق الذي شهده السوق ما أضر بشركات مثل « صن تك » بينما فتح أبواب لشركات أخري لتوريد أنظمة شمسية.
وقالت المحللة جيني تشايس من مجموعة الأبحاث « نيو إنرجي فينانس » التابعة لوكالة « بلومبرج » إن هبوط أسعار الطاقة الشمسية خلق الكثير من الفرص للحصول علي طاقة غير مدعمة حكوميا، خاصة أن الكثير من الدول يمر بفترات انتقالية وتقلل دعمها بشكل كبير مثل إسبانيا وتشيلي وهولندا التي تبني حقولاً شمسية بدون دعم.
وقالت شركة « كونرجي » الألمانية مورد أنظمة الطاقة الشمسية إنها عملت علي 15 مشروعاً شمسياً غير مدعم عبر الدولة منذ العام الماضي، وكان أولها نظام بقدرة 8 كيلووات علي سطح مطعم بقرب الشاطئ.
وتم تصميم النظام بعناية ليغطي حاجة المطعم من الكهرباء، وبالفعل بالكاد يحتاج المطعم لاستخدام الشبكة الحكومية التي تكلفه من 15 إلي 17 يورو لكل كيلووات في الساعة، أما النظام الشمسي فيكلفه 10 سنتات يورو.