« الكل يترقب مظاهرات 30 يونيو ».. والاستثمار يبحث عن الاستقرار الأمني والسياسي
مليار دولار حجم التبادل التجاري مع كندا في 2011.. والميزان التجاري لصالح مصر بـ773 مليون دولار في 2012
الغرفة نظمت 11 بعثة لرجال الأعمال بين البلدين العامين الماضيين
الاتفاق علي إقامة معمل لتنقية الذهب في مصر بدلاً من سفره للخارج
قرض الصندوق ليس هدفاً في حد ذاته.. وهو شهادة لقدرة الاقتصاد علي التعافي
4 مليارات دولار حجم الاستثمارات الكندية في مصر والعامان الماضيان لم يشهدا حالة تخارج واحدة
رفع الدعم عن الطاقة للمصانع لن يقلل من جاذبية مصر للاستثمارات المباشرة
ننسق مع وزارة السياحة للترويج داخل السوق الكندي.. ونجحنا في رفع حظر السفر لمصر
قال الدكتور فايز عزالدين، رئيس الغرفة التجارة الكندية في مصر والشرق الأوسط إن مصر تعاني عدم وجود رؤية وخطط مستقبلية تنقذها من الأوضاع الحالية، وأن كل الحكومات الحالية والسابقة اشتركت في تغييب استراتيجية قوية تنتشل مصر من الظروف الاقتصادية الراهنة.
وأكد عز الدين في حوار لـ«البورصة»، أن حكومة الدكتور هشام قنديل لا يتوافر لديها الكفاءة لمواجهة الأزمات التي تواجه الوطن سواء بالنسبة للمستثمر أو المواطن فليس هناك رؤية اقتصادية لهذه الحكومة تستطيع أن تجدها في عملها في الشارع.
وقال: لا أخفيك سراً أن الكل يترقب 30 يونيو وما سيحدث بعدها وعندما أتكلم مع أي حد يقول لي انتظر لما يعدي 30 يوينو.. نحن في حالة ترقب والاستثمار لا يحب عدم الاستقرار.
وأوضح أن الاستقرار الأمني والسياسي يعطي قوة لمصر في جذب استثمارات مباشرة خاصة من الدول الأوروبية التي لديها فائض في رأسمال المال وتبحث عن أسواق ناشئة تضخ فيها استثمارات جديدة.
وأشار إلي أن مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي للحصول علي قرض 4.8 مليار دولار كانت شاقة، لافتاً إلي أن “القرض في حد ذاته ليس هو الهدف وإنما يمثل شهادة لقدرة الاقتصاد المصري علي التعافي وجذب استثمارات والحصول علي قروض أخري”.
وأضاف: نحتاج لهذه الشهادة لنيل ثقة الاقتصاد العالمي مشدداً علي أنه دون استقرار في الشارع المصري لن يكون هناك استثمار.
وطالب عزالدين الحكومة بإعادة النظر في دعم الطاقة للصناعة علي أن يتم ذلك تدريجياً وليس فجائيًا.
وأوضح أنه إذا أرادت الدولة رفع سعر البنزين والطاقة بالنسبة للمصانع أو المواطن فلابد من إعلامه بذلك وعلي أن يتم تدريجياً فلا يعقل أن يتم رفع السعر بـ 400% فالمصانع وضعت تكلفتها القديمة في برامج تسويق منتجها ما يحملها خسائر باهظة وفقا لاسعار الطاقة الجديدة.
وقال: إن رفع سعر الطاقة بالنسبة للقطاع الصناعي لن يقلل من جاذبية مصر للاستثمار المباشر فسعر الطاقة مرتفع في كل دول العالم فالمستثمر يبحث عن الأسواق الجديدة التي تستطيع أن تمثل منفذاً لمنتجه.
وأضاف بالنسبة لدعم السلع الغذائية فهذه المشكلة موجودة منذ أن ولدت..!! ولابد من حلها عبر اصلاح المناخ الاقتصادي ورفع متوسطات الأجور زيادة الانتاج، مشيراً إلي أن ذلك كله يستلزم وجود رؤية شاملة لكل سياسات الدولة.
وأوضح أن رفع الدعم عن المواطن لا يمكن أن يتم دون رفع الاجور…المنظومة كلها بحاجة للتغيير لابد من أن يشعر المواطن بتحسن في دخله لقبوله رفع الدعم عن السلع الغذائية.
وأشار عزالدين إلي أن هذه أخطاء متوارثة من حكومات عملت علي فترات سابقة فهي ليست وليدة الفترة الحالية حيث لا يوجد رؤية سياسية قوية للمستقبل…قطر لديها رؤية..قطر 2020.. قطر2030 ونحن لا شيء.
وأكد: “الوزير الجديد لا يكمل ما بدأه الوزير السابق ما يجعلنا ندور في دائرة لا تنتهي نحتاج رؤية تنفذها حكومات لا تتغير بالأشخاص ولا حتي بالحكومات “.
وقال إنه مع التصالح مع رجال الأعمال ولكن التصالح يكون متي لم يكن هناك شبهات جنائية، مؤكداً أن التصالح يصب في مصلحة الدولة ومناخ الاستثمار فالدعاوي القضائية ضد رجال الاعمال خلال الفترة الماضية جمدت الارصدة في البنوك الأوروبية.
وأوضح أن هذه الارصدة يصعب استردادها لتكرار نقلها من بنك لآخر وتعاملات شركات الاوفشور فكل سوابق الدولة أكدت صعوبة استعادة الاموال.. والتصالح مع رجال الاعمال يعد الاصلح.
قال عزالدين، إن حجم التبادل التجاري بين مصر وكندا خلال عام الثورة 2011 تجاوز المليار دولار وهو رقم لم يتحقق في السنوات السابقة وكان مفاجئا حيث كل التوقعات تؤكد انخفاضه.
وأضاف أن العلاقات التجارية بين كندا ومصر قوية جدا إلا أنها حققت انخفاضاً خلال العام الماضي حيث بلغ التبادل التجاري 950 مليون دولار.
وقال عز الدين “حتي خلال العام الماضي كان الانخفاض قليلاً بالنظر الي الظروف الحالية والضبابية التي يعيشها الاقتصاد المصري منذ عامين مشيرا إلي أن الميزان التجاري مال لصالح مصر خلال 2012 حيث حقق 18% نموا “.
وتوقع عزالدين تنامي مؤشرات الميزان التجاري مع كندا لصالح مصر خلال 2013 موضحاً أن السوق الكندي يترقب الاستقرار داخل مصر.
وأكد أن تحقيق نمو في الميزان التجاري لمصر يشير إلي قدرة الاقتصاد المصري علي التعافي فهو أمر مبشر طالما كانت هناك رؤية قوية لدي صانع القرار الاقتصادي وتوافر الاستقرار الأمني والسياسي.
وأوضح أن مصر صدرت لكندا خلال العام الماضي بقيمة 773 مليون دولار، مشيراً إلي أن غالبية هذه الصادرات ذهب خاص بمنجم السكري فضلاً عن مواد غذائية ومنسوجات قطنية وسماد من مصنع أجريوم وأشار إلي أن ذهب مصنع السكري يتم تنقيته في المعامل الحديثة.
وأضاف أنه علي الرغم من أن مصنع أجريوم مصنع كندي وكان يشترط تصدير كامل انتاجه لكندا فإن المصنع يصرف جزءاً من انتاجه داخل السوق المحلي المصري لحاجته إليه.
قال عز الدين ” الغرفة كثفت من برنامج عملها خلال العامين الماضيين خاصة مع بداية العام الجاري حيث وفرت الغرفة 11 بعثة بين البلدين لرجال أعمال للتعرف علي الفرص التجارية الجديدة.
وبحسب عز الدين فإن دور الغرفة مهم جداً لرجال الاعمال المصريين، حيث يتم تعريفهم بالفرص التجارية في السوق الكندي والقوانين الحاكمة للنشاط علي أن يعقب ذلك تحديد مواعيد مع الطرف الاخر واتحادات التجارة والصناعة.
وقال إن الاستثمارات الكندية في مصر تتجاوز 4 مليارات دولار مشيرا إلي أنها في قطاع التعدين والبتروكيماويات والتعمير مؤكدا أن سياسة الغرفة في الوقت الحالي المحافظة علي هذه الاستثمارات وعدم تخارجها من مصر.
وأكد أنه لم يخرج أي استثمارات كندية من مصر خلال العامين الماضيين بسبب نوعية الاستثمارات الموجودة في مصر، حيث إن غالبيتها استثمارات في قطاع التعدين.
أوضح دور الغرفة حل المشاكل التي تواجه هذه الاستثمارات من مشاكل طاقة وعمالة كما تتواصل مع الجهات التنفيذية بصفة دورية لوضع الحلول التي تواجه المستثمر الكندي بما يعود بالنفع علي مصر وكندا.
قال عزالدين: ننسق مع وزارة السياحة داخل مصر ومع ممثل الوزارة في كندا لرفع التوافد خلال العام الجاري واستعادة الحركة السياحية القوية لعودة التوافد إلي 10 آلاف سائح كندي بدلاً من 52 ألف العام الماضي.
وأوضح أن الغرفة نجحت خلال أبريل الماضي في استضافة كبري شركات المنظمة للرحلات السياحية والكتاب السياحيين في الصحف والمجلات المتخصصة وعمل برنامج تعريفي لهم بالسياحة المصرية في الاقصر والغردقة وشرم الشيخ حتي يتم نقل الصورة الحية في الواقع للمواطن الكندي.
وفقا لوزارة السياحة يهتم الوافد الكندي بالسياحة الثقافية في الأقصر وأسوان والقاهرة يتراوح معدل اقامته بين اسبوع و9 أيام ويتجاوز انفاقه الـ80 دولاراً في الليلة الواحدة.
وبحسب رئيس الغرفة كان للزيارة أثر كبير لدي المواطن الكندي متوقعاً ارتفاع التوافد السياحي خلال العام الجاري، لكن ذلك يرتبط بالامن والاستقرار السياسي داخل مصر.
وقال: سوف ننسق مع مكتب مصر للطيران في كندا ومكتب وزارة السياحة للترويج لزيارة مصر، مؤكداً أن استضافة مصر للشركات الكندية سيكون له أثر جيد لدي المواطن الكندي.
وكان هشام زعزوع قد طلب من رئيس الغرفة التجارية الكندية الترويج للسياحة المصرية في كندا عبر المصريين المقيمين هناك وتوفير اتصالات مع شركات الطيران الشارتر للدخول في اتفاقات ثنائية معها.
ودشنت مصر للطيران خطاً مباشراً بين القاهرة ومدينة تورنتو خلال الاسبوع الماضي بعدد رحلات 4 رحلات أسبوعياً علي متن طائرة بوينج 777/300 بسعة ركابية 346 راكباً.
وأكد أن الغرفة نجحت في رفع حظر السفر الذي فرضته الحكومة الكندية علي مواطنيها لزيارة مصر، مشيراً إلي أن الغرفة لديها علاقات قوية مع الحكومة واتحادات التجارة والصناعة الكندية.
بلغت نسبة الارتفاع في أعداد السائحين الكنديين الوافدين إلي مصر خلال عام 2012 “1.8%” مقارنة بعام 2011 و شهد الربع الأول من عام 2013 نمواً طفيفاً في أعداد السائحين 04%.
وعن جاذبية مصر للمستثمر السياحي الكندي قال إن المستثمرين الكنديين يفضلون ضخ أموالهم في قطاعي التعدين والبتروكيماويات في مصر، مشيرا إلي أن الغرفة عقدت مؤتمرا عن الاستثمار في التعدين في مارس الماضي وجذب عدد كبير من المشاركين من مختلف شركات التعدين في العالم.
وأوضح أن كندا وحدها تضم 50% من شركات التعدين علي مستوي العالم مؤكدا أن مصر تمتلك موارد هائلة في الثروة المعدنية وكندا تمتلك التكنولوجيا.
وأضاف أنه تم الاتفاق علي اقامة معمل لتنقية الذهب في مصر بدلا من سفره لكندا إلا أنه أكد أن ضخ استثمارات تعدينية جديدة يتوقف علي ضخ المستثمرين المصريين أولاً، فالمال يبحث عن الاستقرار.