قالت الرابطة الأوروبية لمستخدمي الخدمات المالية إن الادخار من أجل التقاعد بمثابة «لعبة خاسرة» لمئات الملايين من المواطنين الأوروبيين حيث تدمر الرسوم العالية والضرائب قيمة المعاشات.
وقال ويليام براش، المدير العام للرابطة، لجريدة الفاينانيشال تايمز، إن المدخرين من أجل المعاشات لا يتمتعون بأرباح حقيقية لذا لا طائل من تخصيص مدخرات لهذا الشأن.
واستشهدت جماعة الضغط لصالح المستثمرين بحالة صندوق التقاعد البلجيكي الذي خسر حوالي خمس قيمة الوعاء الادخاري للمتقاعدين بعدما انخفض أداؤه عن مؤشر الأسهم/ السندات الأساسي بنسبة 40% بين 2000 و2012.
وأوضح براش أن هذه الخسارة لم تكن نتيجة الأداء الضعيف للأسواق الرأسمالية وإنما تعود أساسا إلي العمولات المدفوعة إلي الوسطاء والتي لا يكشف عنها الصندوق إلي المساهمين فيه.
وأوضحت بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن صناديق التحوط حول أوروبا حققت أرباحاً سلبية تعادل 1.6%- في المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية.
وأضافت الرابطة أن هذه البيانات أثارت مخاوف جادة، مشيرة إلي أن البيانات الحقيقية قد تكون أسوأ بكثير حيث لا تأخذ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في حساباتها الرسوم أو الضرائب. وفحصت الرابطة الأرباح الحقيقية لمدخري المعاشات بعد خصم الضرائب في فرنسا وإسبانيا والدنمارك في أول مرحلة من مراحل تحليل يشمل أوروبا بأكملها.
ففي فرنسا، حققت صناديق المعاشات الخاصة التي تقدمها شركات التأمين علي الحياة والتي تبلغ أصولها 1.4 تريليون يورو أرباحاً 0.8% سنويا بعد خصم الضرائب في الفترة بين 2001 و2011.
كما عانت الصناديق في إسبانيا من أرباح سلبية بنسبة 1.5%- سنويا ما بين 2002 و2011. بينما يعد مدخري المعاشات في الدنمارك هم الوحيدون الذين حققوا أرباحا حقيقية إيجابية، بلغت 2.7% سنويا في المتوسط ما بين 2007 و2011، وساعدها علي ذلك كفاءة صندوق المعاشات الأكبر في الدولة «إيه تي بي».
وقال براش إن النظرة المستقبلية لمدخرات المعاشات «كئيبة» نظراً لأن الأرباح المتوقعة من أسواق السندات إما منخفضة أو سلبية، بالإضافة إلي زيادة الضرائب علي المدخرات في معظم الدول الأوروبية، كما لا يظهر في الأفق أي انخفاض ذي معني في رسوم وعمولات صناديق المعاشات.