الياميش يعاني الآثار السلبية لأزمة الدولار ورفع التعريفة الجمركية
%20 ارتفاعاً في أسعار اللحوم المستوردة بسبب تراجع المعروض
40 مليون جنيه فاتورة استيراد فوانيس 2013 مقابل 400 مليون العام الماضي
بدأت الأسواق استعدادها لاستقبال شهر رمضان المعظم علي الرغم من تأثرها بالأحداث السياسية الحالية، حيث سيطرت حالة من الركود علي أسواق السلع الرمضانية الغذائية منها أو الموسمية مثل الياميش، وذلك بعد موجة التخزين، الذي سبقت 30 يونيو الماضي، التي قد حددتها حركة تمرد للخروج فيها إلي الشوارع لإسقاط الرئيس مرسي.
قال خالد عبدالكريم، تاجر ياميش وبلح بسوق الساحل، إن هناك نقصاً في المعروض من البلح داخل السوق في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، وأن الكميات المطروحة بالأسواق متبقية من محصول العام الماضي، وأن التراجع في هذا المعروض نتيجة منطقية لتقدم شهر رمضان عن موسم البلح، الذي يبدأ عادة في نهاية أغسطس من كل عام، وأن البلح يحتاج نحو شهرين لتجفيفه.
وقدر حجم التراجع الذي يشهد المعروض من البلح في الأسواق بنحو 45%، مشيراً إلي أنه تم خلال العام الماضي طرح نحو 250 طناً من البلح بسوق الساحل من محافظات صعيد مصر، علاوة علي كميات اضافية من أنواع البلح إنتاج الواحات وسيوه، وأن أسعار البلح شهدت ارتفاعا هذا العام بنحو 50% مقارنة بالعام الماضي، وأن أسعار البلح ارتفعت بسبب نقص المعروض.
وأشار عبدالكريم إلي أن أسعار كيلو البلح الشعبي تتراوح بين 12 و14 جنيهاً بنحو 10 جنيهات العام الماضي، بينما تتفاوت الأسعار تبعا للجودة بين 15 و17 و20 جنيهاً للبلح الجنديلا و35 جنيهاً للبلح السكوتي، وأن تلك الأسماء هي الأسماء الأصلية للبلح، خلافاً للأسماء التجارية التي يتم من خلالها التداول في الأسواق، وأن أبرز الأسماء خلال العام الماضي «ارحل» و«المخلوع» و«شفيق يا راجل».
من جانبه، قال رجب العطار، رئيس شعبة العطارة، إن الإقبال علي الياميش تأثر بتظاهرات الـ30 من يونيو خاصة أن الطلب كان دوما يشهد تزايدا ملحوظا في الأسبوع السابق لحلول الشهر الكريم كل عام، وهذا ما لم يشعر به التجار إلي الآن، وأن أسعار الياميش ارتفعت العام الحالي بنحو 60% نتيجة ارتفاع سعر الدولار، خاصة أن الياميش يتم استيراده من دول متعددة كإيران والولايات المتحدة الأمريكية.
ورجح أن تلجأ غالبية الأسر إلي تقليل الأصناف والكميات التي تقوم بشرائها مقارنة بالأعوام السابقة لكي تتغلب علي مشكلة ارتفاع الأسعار، وأنها ستركز علي المكونات الأساسية في صنع الحلويات كالزبيب وجوز الهند، اللذين لا تزيد أسعارهما علي 15 جنيهاً للكيلو، وبالتالي لا تمثل عبئاً علي الأسر مقارنة بالأصناف الأخري مرتفعة السعر مثل الكاجو والفستق والبندق واللوز، التي تتجاوز سعرهم الـ80 جنيهاً.
وتوقع العطار زيادة الطلب أيضا علي المشروبات والعصائر الطبيعية مثل الخروب والعرقسوس والكركديه والتمر الهندي، لتزامن شهر الصيام مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وعلي الجانب الآخر، توقع مستوردون ارتفاع أسعار اللحوم في شهر رمضان المقبل بسبب ارتفاع سعر الدولار بالإضافة إلي تراجع اللحوم المستوردة خلال العام الحالي.
وقال حسن حافظ، عضو رئيس رابطة المستوردين للحوم الاثيوبية، إن ارتفاع سعر الدولار أدي إلي تراجع معدلات استيراد اللحوم بنسبة 80% خلال العام الحالي، بسبب ارتفاع سعر الدولار، ما أدي إلي ارتفاع تكلفة النقل بنحو 30%، وأنه لم تصل أي شحنات من اللحوم المستوردة من إثيوبيا والسودان حتي الآن، وأنه من المنتظر وصول أول شحنة بداية شهر رمضان، وتتكون هذه الشحنة من 3 آلاف رأس من الأبقار، و2000 رأس من الجمال.
وأضاف أن الكميات التي تم استيرادها العام الماضي تقدر بنحو 31 ألف رأس من الابقار والجمال خلال الموسم الرمضاني، وأن هذا التراجع في المعروض يذهب إلي إمكانية زيادة أسعار اللحوم الإثيوبية والسودانية خلال رمضان بنسبة 20%، ليصل سعر الكيلو الجملي إلي 40 جنيهاً مقارنة بنحو 28 جنيهاً العام الماضي، وارتفاع سعر اللحوم البقري ليصل سعر الكيلو إلي 45 جنيهاً مقارنة بـ35 جنيهاً في الموسم الرمضاني الماضي.
وأوضح علاء رضوان، رئيس رابطة مستوردي اللحوم، إن كميات اللحوم، التي تم استيرادها لتلبية احتياجات شهر رمضان تقدر بنحو 30 ألف طن من اللحوم الهندي والبرازيلي، مشيراً إلي ارتفاع الأسعار بنحو 10% مقارنة برمضان الماضي بسبب ارتفاع الأسعار العالمية للحوم وارتفاع سعر الدولار، حيث ينتظر ارتفاع سعر كيلو اللحم من هذه الأنواع من 30 إلي 45 جنيهاً.
من جانبه توقع عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، ارتفاع معدلات الإنتاج الداجني خلال شهر رمضان المقبل، لتصل إلي 2.2 مليون طائر مقابل 1.8 مليون طائر في الوقت الحالي، خاصة أن الدواجن تشهد زيادة في الطلب عليها خلال الأسبوع الأول من رمضان.
وتوقع ارتفاع سعر الدوجن خلال الأسبوع الاول من الشهر إلي 16 جنيها للكيلو سعر المزرعة مقابل 14 جنيهاً في الوقت الحالي، علي أن تعاود الأسعار الانخفاض بعد ذلك حتي تصل إلي مستوياتها الحالية أي نحو 14 جنيهاً للكيلو سعر المزرعة.
وأكد بركات زكي، عضو شعبة الادوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، أن التجار بدأوا طرح الفوانيس في المحلات منذ منتصف شهر شعبان الحالي، لكن الملاحظ أن هناك تراجعا ملحوظا في استيراد الفوانيس خلال العام الحالي، نظرا إلي ارتفاع سعر الدولار وتخطيه حاجز الـ7 جنيهات، وأن إجمالي ما تم استيراده من الفوانيس لم تتجاوز قيمته 40 مليون جنيه مقارنة بنحو 200 مليون جنيه العام الماضي.
وعن أسعار الفوانيس، أشار بركات إلي أن الأسعار تتراوح بين 15 و25 جنيهاً، لتصل إلي 45 و65 جنيهاً للفانوس، بينما تبدأ أسعار الفوانيس الصاج المصنعة محلياً التي تباع للفنادق والمقاهي من 50 جنيهاً وتصل إلي 300 جنيه للفانوس الذي يبلغ ارتفاعه 1.5 متر.
وفي سياق متصل، اشتعلت المنافسة بين تجار المواد الغذائية «البقالين» والمجمعات الاستهلاكية للحصول علي النصيب الأكبر من مبيعات شنطة رمضان، حيث شهدت التعاقدات علي الشنطة مع المجمعات انتعاشة ملحوظة خلال العام الجاري من قبل المؤسسات والهيئات والأفراد.
قال عماد عابدين، سكرتير شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، إن الشنطة الرمضانية تتفاوت في أسعارها تبعا لمكوناتها حيث إن المستهلك يختار محتويات الشنطة وفقاً لامكانيته المادية، متوقعاً تراجع الطلب علي الشنط الرمضانية هذا العام نظرا إلي تراجع القوي الشرائية للمستهلك.
وأضاف أن الطلب علي الشنط الرمضانية من قبل الهيئات الحكومية والجمعيات الخيرية والأفراد يكون في غالبه خلال شهر شعبان، لكن ارتفاع أسعار السلع أدي إلي تراجع الإقبال علي الشنط خلال الموسم الحالي، كما أضاف أن أسعار السلع، التي تحتويها الشنطة جاءت كالتالي، كيس المكرونة زنة 350 جراماً يتراوح بين 150 و2.25 جنيه، كيلو السكر بين 5 و5.5 جنيه، وبالنسبة لسعر كيلو الأرز فيتراوح بين 4 و4.5 جنيه، فيما تراوح سعر زجاجة الزيت بين 9 و10.5 جنيه، وعلبة المسلي النباتي بين 11 و13
جنيهاً.
وأشار سكرتير شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية إلي أن أسعار الشنط الرمضانية خلال العام الحالي شهدت ارتفاعاً قدره 15% مقارنة بالعام الماضي، وذلك نظراً إلي ارتفاع أسعار مكوناتها من السلع الغذائية والياميش بسبب أزمة الدولار.
من جانبه قال أحمد يحيي، رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية إن أسعار محتويات شنطة رمضان شبه مستقرة بخلاف أسعار الياميش التي ارتفعت مؤخراً بنسبة تتراوح بين 70 و80% بسبب أزمة الدولار ورفع التعريفة الجمركية، وأن تحديد الكم المطروح من الشنط الرمضانية لكل تاجر عن طريق معدلات الطلب خلال العام السابق، علاوة علي التعاقدات الجديدة مع الأفراد والشركات وغيرهم.
وأوضح سامي علي، عضو مجلس إدارة النيل للمجمعات الاستهلاكية، أن الشركة بدأت في طرح الشنط الرمضانية داخل أفرع النيل للمجمعات الاستهلاكية مع بداية شهر شعبان، وأن تعاقدات الشركات علي الشنط الرمضانية بدأت منذ أسبوعين.
ولفت إلي أن الشركة طرحت شنط رمضان بأسعار مناسبة، حيث يبلغ سعر الشنطة نحو 34 جنيهاً، وأن الشركة تلقت أغلب التعاقدات من القطاع العام بنحو 50 ألف شنطة بخلاف طلب الأفراد، وأن العام الجاري لم يشهد أي زيادة علي الطلب.