«الطيب» يهدد بالاعتكاف لحين وقف نزيف الدم و«الرئاسة» تشكل لجنة تحقيق مستقلة
« البرادعي »: العنف ليس السبيل ومصر في حاجة للمصالحة مع نفسها
أمريكا تؤجل حسم قرارها بشأن المساعدات العسكرية وتطالب الجيش بأقصي درجات ضبط النفس
القوات المسلحة: لم نقتل أطفالاً وسنتخذ الإجراءات القانونية ضد المحرضين والمصالحة مع مواجهة المخربين
سعد الشاطر: « السيسي » عرض التفاوض مع « الإخوان » ورفضوا
أطلق الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر مبادرة لاحتواء الموقف السياسي المتأزم عقب أحداث دموية بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الجيش أمام مقر الحرس الجمهوري استيقظت عليها البلاد أمس، وأسفرت عن 51 قتيلاً و430 مصاباً فيما عرف بمجزرة الحرس الجمهوري.
وقال الطيب في بيان ألقاه عبر التليفزيون المصري إن المبادرة التي أعدها الأزهر تتضمن سرعة تشكيل لجنة المصالحة الوطنية خلال يومين علي الأكثر ووضع جدول زمني للمرحلة الانتقالية بحيث لا تزيد علي 6 أشهر، والعمل علي الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين نتيجة الأحداث الأخيرة.
وطالب الطيب بضرورة البدء في تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث الدموية عند مقر الحرس الجمهوري، موضحاً أنه قد يضطر للاعتكاف في منزله لحين وقف إراقة الدماء.
وقرر المستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت للبلاد تشكيل لجنة قضائية للوقوف علي ملابسات الأحداث التي وقعت أمام دار الحرس الجمهوري فجر أمس والتحقيق فيها وإعلان النتائج للرأي العام.
وأعربت رئاسة الجمهورية في بيان لها عن أسفها للأحداث المؤلمة التي وقعت أمس إثر محاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري، وأكدت ضرورة ضبط النفس وإعلاء المصلحة الوطنية واعتبارات الأمن القومي للبلاد علي كل ما عداها.
كما أكدت الرئاسة علي حرمة الدم المصري من جميع الأطياف وأن التظاهر السلمي مكفول للجميع وتحت حماية ورعاية الدولة بأجهزتها المختلفة ودون تمييز.
ودعت جميع المتظاهرين إلي عدم الاقتراب من المراكز الحيوية والمنشآت العسكرية بالبلاد، كما ناشدت جميع الأطراف الاضطلاع بمسئوليتها الوطنية في تنقية الأجواء وتحقيق المصالحة الوطنية من أجل إنجاز المرحلة الانتقالية في أسرع وقت.
من جانبه، أصدر حزب الحرية والعدالة بياناً تعليقاً علي الأحداث قال فيه «استيقظ الشعب المصري والعالم اليوم الاثنين 8 يوليو 2013 علي أصوات طلقات الرصاص الحي ضد آلاف المعتصمين السلميين أمام نادي الحرس الجمهوري وهم يؤدون صلاة الفجر في مذبحة بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معني».
وقال الحزب إن دماء الشهداء لن تزيدهم إلا إصراراً وتمسكاً وأن هذه الدماء ستكون لعنة علي الانقلابيين المجرمين ومن عاونهم ومن جالسهم ومن ساندهم.
وقالت الولايات المتحدة الأمريكية أمس إنها لن تغير برنامج المساعدات التي تقدمها لمصر فوراً، لأن هذا لا يحقق أفضل مصالح لأمريكا.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض إن الحكومة الأمريكية ستعطي الأمر ما يحتاجه من وقت لتحدد إن كان ينبغي اعتبار إطاحة الجيش المصري بالرئيس الإسلامي محمد مرسي انقلاباً وهو ما سيحدد إن كانت المساعدات ستستمر.
وأضاف كارني: لا نعتقد أن اتخاذ قرار متهور أو التحديد الآن يحقق أفضل مصالحنا.
فيما دعت الخارجية الأمريكية الجيش المصري إلي ممارسة أقصي درجات ضبط النفس في الرد علي المحتجين.
وقالت جين باسكي، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي: «ندين بشدة أي عنف أو تحريض علي العنف».
وأضافت نحث جميع المحتجين علي التظاهر سلمياً بحسب وكالة أنباء رويترز.
وقال الدكتور أحمد فهمي، رئيس مجلس الشوري المنحل إن المجزرة التي حدثت للمعتصمين السلميين يتحمل مسئوليتها الذين قادوا الانقلاب علي السلطة الشرعية، ولم يقوموا بواجبهم في توفير الحماية اللازمة للمتظاهرين السلميين.
وأدان الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور الاشتباكات التي وقعت في محيط الحرس الجمهوري وطالب بفتح تحقيق فوري فيما حدث.
وقال البرادعي عبر حسابه الخاص علي «تويتر»: «العنف ليس السبيل أياً كان مصدره ويجب إدانته بكل قوة، أطالب بتحقيق فوري مستقل وشفاف، مصر الآن في أمس الحاجة إلي المصالحة مع نفسها».
وقالت جبهة الإنقاذ الوطني أمس إنها تدين كل أعمال العنف وأي محاولة للاعتداء علي القوات المسلحة المصرية بعد سقوط عشرات القتلي في اشتباكات أمام دار الحرس الجمهوري فجر أمس.
وأضافت الجبهة في بيان لها أنها تؤكد «الإدانة القاطعة لكل أعمال العنف.. وأي محاولة للاعتداء علي المنشآت العسكرية ورجال القوات المسلحة».
كما طالبت الجبهة بتحقيق عاجل وعادل في الأحداث المأساوية التي وقعت أمام دار الحرس الجمهوري.
وقال الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية إن: « ما حدث اليوم جريمة بشعة في حق كل المصريين ».
وأعلن حزب النور انسحابه من العملية السياسية التي تلت عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي احتجاجاً علي مقتل عدد من مؤيدي الرئيس المعزول خلال فض اعتصام أمام نادي ضباط الحرس الجمهوري.
وقال المتحدث باسم الحزب نادر بكار في صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي « فيس بوك »: « لن نسكت علي مجزرة الحرس الجمهوري اليوم، كنا نريد حقن الدماء ولكنها الآن تراق أنهاراً » وتابع أعلنا انسحابنا من كل المسارات التفاوضية مع السلطة الجديدة كرد فعل أولي.
وأكد الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف عدم صحة المزاعم عن وجود قتلي وجرحي من الأطفال والسيدات في اشتباكات الحرس الجمهوري، لافتاً إلي أن كل المصابين من الرجال.
وكان صفوت حجازي، أحد مؤيدي الرئيس المعزول قد قال قبل أيام إنهم سيصعدون موقفهم، وأنهم سيخرجون د. محمد مرسي من الحرس الجمهوري أو وزارة الدفاع عبر خطوات تصعيدية لا يتخيلها أحد.
وقال مصطفي النجار، النائب السابق بمجلس الشعب عبر حسابه الخاص علي « تويتر »: «لا تزايدوا علينا فقلوبنا مكلومة ومن بين الضحايا جيران لنا وزملاء دراسة كل الدم المصري حرام سحقاً للمتاجرة بالدماء والأرواح ولعن الله المحرضين».
وقال العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث العسكري في مؤتمر صحفي أمس للتعليق علي الأحداث إن القوات المسلحة تتعامل مع الأمور بحكمة ولكن هناك حدوداً لكل شيء.
وأضاف لا يجب المساس والاقتراب من المنشآت الحيوية والعسكرية والاستراتيجية حرصاً علي مستقبل مصر.
وكشف أن جميع الصور المنشورة لقتل أطفال ونساء علي مواقع التواصل الاجتماعي ليست لمصريين، وإنما هي صور قديمة أطفال ونساء من سوريا، كذلك صور الجنود المزعوم أنهم منشقون هم لا ينتمون للمؤسسة العسكرية، لكنهم مأجورون وتم إلباسهم الزي العسكري.
وقال إن المؤسسة العسكرية ستتخذ جميع الإجراءات القانونية ضد المحرضين وهناك إجراءات سريعة لاحتواء الموقف تتم بالمصالحة الوطنية بالتوازي مع مواجهة المخربين ومثيري الفتن.
فيما قال سعد الشاطر، نجل المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين لـ«البورصة» إن الفريق عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة اتصل بعدد من قيادات الإخوان بشأن التفاوض حول خارطة المستقبل قبل أحداث دار الحرس الجمهوري أمس، لكن الجماعة رفضت، ورفض قيادات الإخوان المفاوضات قبل عودة الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية بحسب الشاطر.