قال خافيير سولانا مفوض الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي السابق إن قمع الجيش للإخوان المسلمين ليس دينيا بقدر ما هو تنافس على السلطة .
وأضاف في مقال له نشرته موقع بروجيكت سينديك أن الاخوان باعتبارهم القوة المنظمة الوحيدة التي بإمكانها تحدي الجيش، يمثلون أكبر تهديد للقوات المسلحة، كما تبين من خلال انتصار محمد مرسي ي الانتخابات التي جعلته رئيسا لعام واحد قبل الإطاحة به.
وفي تعليقه علي أحداث الشرق الأوسط وصف عزل الرئيس المنتخب بأنه انقلاب وقال إن هذا الانقلاب أثبت بالفعل أنه كان خطئا حيث يبدو ان الجيش والمؤسسات الأمنية المخيفة يعودان إلى أساليب الحكم السابقة خلال حكم مبارك الذي استمر 30 عاما، حتى أن مبارك نفسه أطلق سراحه من السجن.
وأشار في مقاله عن الشرق الأوسط أن السعودية – التي تخشى من عواقب داخلية وخيمة من تمكين الإخوان المسلمين في مصر – لا ترغب في رؤية حركة إسلامية شرعية منتخبة ديموقراطيا، لذا اتخذت موقفا قاسيا مستمرا ضد الإخوان، رغم ان الأخيرة أكثر اعتدالا منها إسلاميا.
أما إسرائيل فتمارس الضغط بطريقتين، الأولى هي دعم الانقلاب المصري والاعتراف الدولي بالنظام العسكري وبهذا هي تأمل بتحقيق استقرار أكبر بطول حدودها في سيناء، والثانية أنها تربط التقدم في مفاوضاتها مع الفلسطينيين بالأحداث في مصر وغيرها في المنطقة مثل إيران.
علق الشرق الأوسط في دوامة من عدم الاستقرار يبدو أن ليس لها نهاية ، ووضعت احتمالية التدخل العسكري في سوريا بجانب تدهور الوضع في مصر بعض الانقلاب العسكري المنطقة على شفير الهاوية.
وعلاوة على ذلك، فالمحادثات الدولية بشأن طموح إيران النووي مازال غير فاعلة، رغم التغيرات التي شهدتها الدولة منذ الانتخابات الرئاسية في يونيو.
وتتزايد التناقضات في ظل اتخاذ حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في المنطقة مواقف معارضة ومتضاربة في بعض الحالات بشأن الصراعات الأساسية في المنطقة، وازداد الأمر تعقيدا مع تأكيد الدول المجاورة أو القريبة من المناطق الساخنة على مصالحهم.
وقال سولانا إن الحرب الأهلية في سوريا أشعلت فتيل الفتنة بين السنة والشيعة في نفس التوقيت ، وهو فتيل يلف المنطقة بأكملها ويتسبب في التنافس بين السعودية وإيران، وهذا في الواقع ما يجعل السعودية تساند الإسلاميين المسلحيين في سوريا، بينما تدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد.
وعلى رأس هذه المشكلات تبقى مشكلة البرنامج النووي الإيراني دون حل، ومنذ تولي الرئيس الإيراني، جسن روحاني، السلطة في بداية أغسطس ، لم يعرب الغرب عن رغبة كافية في فتح نوافذ حوار جديدة.
وقال إن هذه غلطة محزنة نظرا لأن المفاوضات مع إيران سوف تخلق بيئة مواتية لحل بقية المشكلات في المنطقة، وعلاوة على ذلك سوف تكون المفاوضات من اختصاصات المكتب الرئاسي مما سيعطي روحاني مساحة للمناورة، كما ان وزير الخارجية الجديد، محمد جواد ظريف، معروف ومحترم من قبل جميع القادة المشاركين في المفاوضات.
ومع مراعاة الحذر، ينبغي تقدير أهمية انتخاب روحاني، كما ينبغي على الغرب في حال انفتاح نافذة من الفرص ان يستغلوها على أكمل وجه.
ومنذ ان تولى وروحاني منصبه ، استجاب سريعا لمطالب الشعب الإيراني، وتم اتخاذ خطوتين هامتين، والاولى من قبل الشعب الذي عبر عن فهمه للتحديات التي تواجهه والأخرى من رئيسه الذي شكل أفضل فريق متاح لتنفيذ برنامج إصلاحي صعب.
وفي ظل عدم اليقين السائد في الشرق الأوسط، من الأفضل للجميع أن تتصرف إيران كدولة إقليمية مهمة وليس حركة شيعية مزعزعة للاستقرار تتخطى طموحاتها ما يسمح به القانون الدولي، ولن يكون هناك مخرج من الألم الذي تعاني منه منطقة الشرق الأوسط إلا بمشاركة جميع الإطراف والتزامهم بالصحو من الكابوس وعزمهم على ذلك.