يعجبني وعي أهالي الضبعة الرافض لإقامة محطة نووية قبل إعادة الدراسات المتعلقة بالآثار البيئية. فإذا أيدت الدراسات تنفيذ المشروع فساعتها فقط سيتفاوضون حول بقية المطالب الخاصة بالتعويضات ونزع الملكية. وهي من المرات القليلة التي يظهر وعي يتعلق بالشأن الصحي بين جموع من المصريين.
شباب الضبعة استخرج من الانترنت معلومات عن تأثير دفن النفايات والعمر الافتراضي للمحطات ومدة التخلص من أضرارها ولهذا يرفضها غالبيتهم ويتمنون أن تؤيد الدراسات مخاوفهم.
وبصراحة أنا معهم في هذه المخاوف ولدي تساؤلات أكثر حول الغرض من الطاقة النووية. هل هي لمباهاة الأمم؟ أعتقد أننا تأخرنا في هذا كثيرا.
هل هي من أجل إيجاد حلول للطاقة الزائلة؟ أهلا وسهلا ولكن هناك حلول أخرى من الشمس والرياح التي هي أقل تكلفة على المدى البعيد.
أنا لا أسعى لإثارة البلبلة فاختلاف العلماء اﻷجلاء حول ملائمة الضبعة كموقع من عدمه كفيل بإثارتها بين أهل مصر كلهم. فعندما يتحدث عالم عن خطورة الموقع فعلى صانع القرار أن يستمع. ﻷن الخطورة هنا نتائجها كارثية.
أما السؤال حول التكلفة فيجب ألا يقتصر على حساب الإنشاءات والمعدات وإنما يجب أن يدخل فيه تكلفة تأمين الموقع المطل على البحر بعرض 15 كيلومتر عسكريا من قبل القوات المسلحة، لأنه عنصر إضافي سيترجم إلى ملايين سنويا.
وفي نفس الوقت من حقنا أن نتساءل ونحث وزارة الكهرباء على دراسة بدائل أخرى قد لا تكلفنا الا الفتات
اذا دمجنا تجربة المغرب في إنشاء محطة طاقة شمسية مع دول الاتحاد اﻷوروبي مع تجارب وزارة البترول في عقود التنقيب ﻷمكن التوصل لصيغة مغرية للشريك اﻷجنبي في إقامة محطات الطاقة الشمسية وفي نفس الوقت لا تكون مجحفة مثل بعض اتفاقيات التنقيب.
ألمانيا تسعى لتوليد غالبية الطاقة من مصادر طبيعية فأين سيجدون 3500 ساعة سطوع للشمس سنويا إلا في دول جنوب المتوسط. فما المانع من مخاطبتهم للاستثمار مقابل نصف الطاقة المولدة أو أكثر أو أقل. ماذا يضيرنا إذا حاولنا بجدية؟ ألا تتخيلون حجم الاستفادة؟ وانعدام اﻷضرار البيئية التي تؤرق إخوتنا في الضبعة؟
هناك من يحلم بالمناصب ويدافع عنها ولو على حساب الموازنة والبشر وهناك أيضا من يهدم بمعاول العلم محاولات النهوض بالبلد لا لسبب سوى أنه خارج الدائرة. وبين هؤلاء وهؤلاء هناك من يصدقك القول في وقت كثر فيه المرضى النفسيين في هذا المجتمع. اللهم احفظنا