وزير الصناعة: الفحم يوفر 450 مليون متر مكعب يومياً من الغاز يمكن استغلالها فى الكهرباء والتصنيع
الحكيم: 600 مليون دولار استثمارات مصانع الأسمنت للتحول للعمل بالفحم
«عبدالنور» ينتقد موقف الوزارة ويؤكد أن «الصناعة» و«الاستثمار» ستواصلان الضغط لقبول الفكرة
خوسيه ماريا: استخدام الفحم «حتمى» فى مصانع الأسمنت ومستعدون لقبول جميع الشروط والتكاليف
أبوبكر: «البيئة» تبالغ فى تخوفها لعدم استيعابها للموضوع
تصاعدت موجات الرفض ضد اعتراض وزارة البيئة على استخدام الفحم فى توليد الطاقة اللازمة لصناعة الفحم أو استغلالها فى محطات توليد الكهرباء، فى ظل العجز الذى تعانى فيه المصانع من نقص إمدادات الغاز ما دفعها لتخفيض طاقتها الإنتاجية.
وانتقد منير فخرى عبدالنور، وزير التجارة والصناعة، موقف وزارة البيئة الرافض لاستيراد الفحم واستخدامه فى توليد الطاقة للصناعة، مؤكداً أن وزارتى الصناعة والاستثمار ستواصلان الضغط على وزارة البيئة لقبول الفكرة، فى اطار خطة الحكومة لتوفير مصادر بديلة للطاقة.
أكد الوزير خلال لقائه أمس الأول مع جميعة رجال الأعمال أن هناك وسائل للتحكم فى منع التلوث الناتج عن استخدام الفحم، مشيراً إلى أن %85 من مصانع الأسمنت فى العالم تستخدم الفحم وأن بعضها يوجد داخل المدن السكنية، وأنها تطبق معايير واشتراطات لحماية البيئة.
وشدد على ضرورة استخدام الفحم فى صناعة الأسمنت، مشيراً إلى أن وزارتى الصناعة والكهرباء فى تشاور مستمر مع وزارة البيئة للموافقة على استخدام الفحم كمصدر للطاقة لهذه المصانع خاصة أنه سيعمل على توفير نحو 450 مليون متر مكعب من الغاز يومياً يمكن الاستفادة منها فى توليد وإنتاج الكهرباء أو توجيهها للأغراض الصناعية والتجارية.
وأضاف الوزير أن الحكومة تعمل من خلال وزارة الكهرباء على طرح مشروعات لاستخدام المصادر الجديدة والمتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، لافتاً إلى أن مباحثات تجرى حالياً لانشاء محطات نووية لتوليد الكهرباء للقضاء على نقص الطاقة وتوفير الكميات اللازمة من الطاقة للتنمية الصناعية.
قال خوسيه ماريا، العضو المنتدب للشركة العربية للأسمنت، لـ «البورصة» انه لابد من الاسراع فى استيراد الفحم واستغلاله فى توليد الطاقة لمصانع الأسمنت، مشيراً إلى أن أمريكا وكندا ودول أوروبية متقدمة تستخدم الفحم، ويمكن دراسة تجاربها واعادتها فى مصركما حدث فى المغرب، مشيراً إلى أنه لايعتقد أن تشريعات حماية البيئة فى مصر لن تكون أقوى منها فى الدول الغربية المتقدمة.
وأبدى ماريا، استعداد الشركات لتحمل جميع تكاليف استيراد الفحم وتطبيق المعايير التى تضعها وزارة البيئة ومراقبتها لهم، مؤكدا أنه على الوزارة وضع الشروط والمعايير والزام المصانع بها وليس الرفض من حيث المبدأ.
و أكد أن استخدام الفحم أصبح أمرا حتميا وحاجة ضرورية لاستمرار تشغيل المصانع وليس رفاهية.
وقال فرناس الحكيم مسئول العلاقات الحكومية فى الشركة العربية للأسمنت إن النتيجة المترتبة على استمرار رفض وزارة البيئة لاستخدام الفحم أن ” المصانع ستغلق “، موضحا أن المصانع تعمل بأقل كثيرا من معدلات إنتاجها الطبيعية وأنها لاتزيد معدلات فى بعض المصانع عن %30 من الطاقة الإنتاجية.
و قال ان صناعة الأسمنت تمثل %2 من الناتج المحلى الاجمالى، مشيراً إلى أن الأسمنت فى مصر ينتج فى 21 شركة مصرية تمتلك 24 مصنعا ويعمل بها نحو 50 ألف عامل مباشر و200 ألف بشكل غير مباشر.
واضاف أن توجيه الغاز والمازوت إلى إنتاج الكهرباء للقضاءعلى ازمة انقطاع التيار انعكس سلبا على صناعة الأسمنت وتفاقمت الأزمة خلال النصف الأول من 2013 حيث تراجع الإنتاج بنسبة %11.
و أكد لـ ” البورصة ” أن هناك دراسات من مكاتب استشارية عالمية عن جدوى استخدام الفحم فى صناعة الأسمنت وآليات حماية البيئة، وأن رفض الوزارة لمجرد ” انطباع ” سائد عن التلوث الذى يسببه استخدام الفحم، مشيراً إلى أن أحد أسباب اعتراض الوزارة لا يوجد أصلا فى القانون وهو الخاص بانبعاثات ثانى أكسيد الكربون.
و أشار إلى أنه من المفارقات فى هذا الشأن أن الوزارة تسمح باستيراد الكلينكر بينما ترفض استيراد الفحم، مشيراً إلى أن الأخير أقل تأثيرا.
وذكر الحكيم أن الموانئ والمنظومة اللوجيستية لمصر قادرة على استيراد الفحم، مؤكدا أن عملية نقل الفحم أكثر أمنا من نقل مختلف المواد البترولية الأخرى. و أكد أن شركات الأسمنت فى مصر ستقوم باستثمار 600 مليون دولارللتحول نحو استخدام الفحم لتأهيل خطوط الإنتاج وانشاء طواحين للفحم.
و قال مدحت اسطفانوس، رئيس شعبة الأسمنت باتحاد الصناعات، خلال مؤتمر عن استخدام الفحم، أمس، انه من غير المقبول أن تعترض الوزارة لمجرد الشك فى عدم قدرتها على تطبيق المعايير اللازمة لضمان حماية البيئة من استخدام الأسمنت.
و اضاف اسطفانوس ان صناعة الأسمنت تحتاج من 10 إلى %17 من استهلاك مصر من الغاز سنويا، مؤكدا ان استخدام الفحم يوفر هذه النسبة، بما يسمح باستغلالها فى مختلف الأنشطة الصناعية.
و أكد الدكتور تامر أبوبكر، رئيس غرفة البترول ورئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات، خلال المؤتمر، ان وزارة البيئة ” تبالغ ” فى تخوفها من استخدام الفحم، بسبب عدم استيعاب أبعاد الموضوع، ويجب على الحكومة أن تعمل على توفير مصادر مختلفة للطاقة والفحم مصدر أساسى.
قال وليد أبو راية، رئيس شركة ار جى اس مصر المحدودة، ان 30 مليار دولار استثمارات أجنبية متوقعة فى حال سماح وزارة البيئة لمصانع الأسمنت باستخدام الفحم بديلا للطاقة.
و كشف عن قيام احدى الشركات بافتتاح مصنع لتحميص الفحم بطاقة إنتاجية 400 مليون طن سنويا واستخدامه فى المصانع كبديل للطاقة.
أشار إلى انه وجود حاجة ملحة لتطوير الخدمات اللوجيستية خاصة الموانئ، لأن الميناء الوحيد المهيئ لاستيراد الفحم هو ميناء الدخيلة بالاسكندرية.
و اقترح تعاون مصانع الأسمنت مع وزارة النقل والمواصلات لتطوير الموانئ وتطويرالبنية اللوجيستية بما يسمح باستيراد الفحم.