الأحزاب المدنية تبدأ مفاوضات التحالفات الانتخابية

«المصرى الديمقراطى» يتحالف مع «الوفد» .. وجبهة موحدة لـ «التيار الشعبى» و«الناصريين»
خطة للاستحواذ على ٪80 من مقاعد مجلس النواب وحصار «الإسلاميين»
بدأت القوى السياسية مفاوضاتها لتشكيل التحالفات الانتخابية استعدادا للانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها خلال الأشهر المقبلة.
اتفقت القوى السياسية على جدوى النظام الانتخابى المختلط للمرحلة الانتقالية الحالية وذلك للاستفادة من التنظيم الحزبى وتفويت الفرصة على رموز النظامين السابقين من ممارسة الحياة السياسية، فى الوقت ذاته الذى اختلفت فيه على إمكانية تشكيل تحالف انتخابى واحد يضم أغلبية الأحزاب الليبرالية.
وتسعى الأحزاب السياسية إلى تكوين العديد من التحالفات الانتخابية المتقاربة للاستحواذ على ما يقرب من %80 من مقاعد البرلمان المقبل، ومجابهة محاولات التيار الإسلامى للحصول على اكثرية برلمانية.
وقال محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى وواحد من قيادات جبهة الانقاذ ان الحزب يدرس انشاء تحالف انتخابى يضم حزب الوفد والمصريين الأحرار باعتبارهما سيكونان كتلة برلمانية مثالية فى المجلس المقبل.
ونفى ان يكون قد وافق على الدخول فى تحالفات مع جبهة الانقاذ وذلك بسبب الخلافات التى يمكن أن تنشأ بين أعضاء الجبهة بسبب كيفية توزيع القوائم الخاصة بالأحزاب.
أكد أبو الغار على أهمية عقد تحالفات بين الأحزاب المدنية وذلك للخروج بكتلة برلمانية قوية تستطيع الاتفاق على التشريعات التى سيصدرها البرلمان دون ان يكون هناك مجال لخلاف كبير بين الاحزاب داخل البرلمان.
وعبر أبو الغار عن تأييده للنظام المختلط للمرحلة الحالية وذلك لانه يفوت الفرصة على أحزاب الفلول ورموز النظامين السابقين من العودة للحياة السياسية مرة أخرى.
وقال إبراهيم نجيب، نائب رئيس حزب المصريين الأحرار ان الحزب يعد اجندة تشريعية سيعلن عنها عقب الانتهاء من الاستفتاء على الدستور تعتمد على مشاريع قوانين تهتم بالتعليم والبحث العلمى.
اضاف نجيب ان الدستور الجديد ألقى بعبء اعداد قوانين كثيرة على الأحزاب التى ستخوض الانتخابات المقبلة وذلك بسبب تغييره لمبادئ كثير تتعلق بالعدالة الاجتماعية والتعليم.
وحسم حزب الكرامة موقفه بالدخول فى تحالف انتخابى مع كل من التيار الشعبى والحزب العربى الناصرى وحركة تمرد.
وبدوره قال محمد سامى، رئيس حزب الكرامة ان الحزب لن يعقد تحالفاً مع جبهة الانقاذ الوطنى وذلك لأنها ادت الدور الذى وجدت من اجله وأى حديث عن تحالفات انتخابية بين اعضاء الجبهة سيثير الخلاف بسبب الحصص الانتخابية.
واضاف سامى انه سيتم التنسيق عقب الاستفتاء على التعديلات الدستورية على مختلف النقاط المتعلقة بالتحالف وكيفية الحصص المقاعد البرلمانية فى مجلس الشعب المقبل.
ولم تقتصر التحالفات الانتخابية على الأحزاب السياسية فقط لاغير بل امتدت إلى الشخصيات العامة ورجال الاعمال السابقين.
وقال السفير محمد العرابى رئيس حزب المؤتمر انه تم تشكيل جبهة الاستقلاليين تضم كثيراً من الأحزاب والرموز الوطنية مثل الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الاسبق والدكتور عصام شرف ويحيى الجمل والدكتور فايزة ابو النجا، وعدد من الأحزاب مثل الغد وصوت مصر والحزب العربى للعدل والمساواة، لتكون بمثابة تحالف انتخابى جديد ينافس على أغلبية مقاعد البرلمان خلال الفترة المقبلة.
ويضم التحالف عدد من المنتمين السابقين للحزب الوطنى المنحل منهم على فريج رئيس الحزب العربى للعدل والمساواة وكان يشغل منصب رئيس المجلس المحلى لشمال سيناء عن الحزب الوطنى سابقا.
فيما رفضت الأحزاب الإسلامية فكرة الدخول فى تحالفات انتخابية مع أحزاب ليبرالية لا تتفق مع مناهجها.
وقال بسام الزرقا، نائب رئيس حزب النور انه من الصعوبة ان يتحالف الحزب مع اى من القوى المدنية المتواجدة حاليا لاختلاف منهج حزب النور عن مناهج بقية الأحزاب الليبرالية.
واضاف الزرقا ان الحزب ربما يخوض الانتخابات بشكل منفرد وذلك لعدم وجود قوى إسلامية تتناسب مع الحزب حاليا، موكدا ان مسألة التحالفات الانتخابية ما زالت قيد الدراسة وسيعلن الحزب قراره النهائى عقب الاستفتاء على الدستور.
وتوقع محللون سياسيون ان يحدث تصارع سياسى بين القوى المدنية فى البرلمان المقبل وذلك بسبب كثرة التحالفات الانتخابية مما يهدد بوجود قوى معارضة مختلفة داخل البرلمان.
وقال د. عمرو هاشم ربيع، الخبير الأهرام للدراسات ان تعدد التحالفات الانتخابية سيؤدى إلى وجود كتل برلمانية عديدة متوافقة المبادئ داخل البرلمان، ولن يكون هناك مجال للاغلبية كما حدث فى البرلمان السابق.
واكد ربيع ان حزب النور سيتحول إلى الممثل الوحيد للتيار الإسلامى داخل مجلس الشعب خاصة بعد اعتبار جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة منظمات ارهابية، متوقعا حصوله على اغلبية اصوات المؤيدين للتيار الإسلامى التى قد يتعدوا %40 من الشعب المصرى خاصة فى القرى والارياف.
واضاف: إذا استمر التفكك فى التحالفات الانتخابية الذى يعانى منه التيار المدنى ربما يكون حزب النور هو صاحب الاكثرية البرلمانية باعتباره الممثل القوى للتيار الإسلامى حاليا.
وتوقع محمود نفادى المتحدث باسم تحالف نواب الشعب ان لا تتساوى عدد المقاعد التى ستحصل عليها التحالفات الانتخابية وذلك لتشابها فى المبادئ والبرامج.
واكد نفادى ان اقوى التحالفات الانتخابية المتواجدة حالياً هى تحالف حزب المصريين الاحرار والمتوقع ان يحصد ما يقرب من 100 مقعد بسبب اندماجه مع حزب الجبهة الديمقراطى ومحاولته لضم حزب الوفد لتحالفه الانتخابى.
ولم تختلف وجهة نظر نفادى على بقية التحالفات مثل جبهة الاستقلالين وتحالف نواب الشعب وتحالف حزب الكرامة والتيار الشعبي، والتى توقع ان يحصد كل تحالف مقاعد تتراوح ما بين 80 و100 مقعد.
وتوقع ان تتجاوز النسبة التى يحصل عليها حزب النور فى البرلمان المقبل إلى 100 مقعد خاصة انه سيكون الحزب القوى الممثل للتيار الإسلامى.