141 مليار دولار عائدات العام الماضى من السندات مرتفعة الفائدة
تمتع سوق سندات الشركات مرتفعة العائد الاوروبية بعام أكثر نجاحا من المعتاد فى 2013، مقارنة بعائدات الأوراق المالية الاستثمارية وسندات الدين الحكومي، ولكن هل يمكن للأوقات الطيبة أن تستمر فى المضى قدما؟
لايزال العديد من المحللين يرون أن سندات الشركات دون الدرجة الاستثمارية جذابة ولكنهم يتوقعون عائدات أقل، والبعض يساوره القلق من أن يثير استمرار أزمة منطقة اليورو الاضطرابات.
كان الاستثمار العام الماضى فى ديون بعض الشركات عالية المخاطر فى القارة مجزيا، إذ حققت سندات الشركات مرتفعة العائد، عائدات قياسية بلغت قيمتها 141.2 مليار دولار فى عام 2013، وفقا لبيانات مؤسسة ديلوجيك.
وجاءت تصريحات وكالة موديز للتصنيف الائتمانى من بين أسباب التفاؤل، عندما قالت إنه من المشجع أن أسواق السندات قادرة على تقديم بدائل تمويل جذابة للشركات فى الوقت الذى تمر فيه البنوك بفترة من التقشف وتقليص حجم القروض التى تقدمها، وهذا الاتجاه من المتوقع أن يستمر.
وفى الواقع، ستستفيد الشركات الأوروبية من تمويل السندات، ويقول محللو مورجان ستانلى إن الشركات مرتفعة العائد الاوروبية لديها تمويل ممزوج من القروض بنسبة %40 والسندات بنسبة %60، مقابل %30 قروضاً و%70 سندات فى الولايات المتحدة.
أضاف المحللون أنه مع استمرار البنوك فى تخفيض ديونها وتفكيك الوساطة المالية، فمن المرجح أن يستمر التحول إلى الاستخدام المتزايد لتمويل السندات فى أوروبا.
يرى محللو بنك أر بى إس أن سندات الشركات الاوروبية مرتفعة العائد سيظل أداؤها أفضل من الأوراق المالية الأخرى ذات العائد الثابت فى عام 2014، نظرا لأن مخاطر ارتفاع أسعار الفائدة والإقتراض من شأنها أن تؤثر على السندات السيادية والاستثمارية.
أضاف المحللون أنه من المحتمل أن يدفع الانتعاش المزيد من المستثمرين للإستثمار فى الأسهم والابتعاد عن الاوراق المالية ذات العائد الثابت مما يرفع أسعار الفائدة ويحد من إجمالى العائدات لتبلغ %5.1.
ويحذر محللو جى بى مورجان من أحد مخاطر طلب المؤسسات على سندات الشركات الاوروبية مرتفعة العائد فى عام 2014 وتساءلوا عما اذا كانت بيئة النمو الآخذة فى التحسن التى تسببت فى رفع معدل العائدات الخالية من المخاطر ستجعل السندات الحكومية أكثر جاذبية من سندات الشركات أم لا.
ويقول المحللون إنهم لم يسمعوا أي دلائل تشير إلى احتمالية قيام المؤسسات الاستثمارية بإعادة تخصيص مواردها المالية فى المستقبل، كما لم يروا تحولا من المؤسسات الاستثمارية إلى السندات الحكومية خلال فترات بيع معدل العائدات الخالية من المخاطر.
وأضاف المحللون أنه إذ أصبحت أسعار الفائدة المرتفعة مكونا أساسيا للسوق، فانهم يعتقدون أن تزيد المؤسسات الاستثمارية من مخصصاتها للسندات الحكومة على حساب الائتمان.
يرى مايكل هينتز، مؤسس شركة سى كيو إس، أكبر صندوق تحوط فى اوروبا، أن استمرار الاضطرابات فى منطقة اليورو تعنى مخاطر محتملة، ورغم ذلك فإنه يرى “حفر” أكثر من “ثقوب سوداء” فى رؤيته الاستثمارية لعام 2014.
يقول هينتز إنه يعنى “بثقوب سوداء” أنه لا يرى أى شيء فى الوقت الحاضر يهز الأسواق وأعتقد أن هذا الأمر فى حد ذاته خطر محتمل.
وبعض “الحفر”، كما يرى هينتز، قد تحدث نتيجة لمحاولة الحكومات التعامل مع التزماتها المالية أو أنها قد تنبع من الدول الطرفية الاوروبية- البرتغال واليونان، أو مراجعة البنك المركزى الاوروبى لجودة أصول البنوك أو الانتخابات البرلمانية الاوروبية التى من المقرر إجراؤها فى شهر مايو.