قال مجيد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة “نفط الهلال” والعضو المنتدب لمجلس ادارة شركة “دانة غاز” في كلمة ألقاها خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن ثورة النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة تعد تطوراً إيجابياً بالنسبة لقطاع الطاقة لكن رغم الزيادة السريعة في إنتاج النفط والغاز الصخري التي شهدتها أميركا الشمالية خلال السنوات الأخيرة، ستظل منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الأكثر أهمية بالنسبة لقطاع الطاقة العالمي، بحسب رأي أحد القادة التنفيذيين في قطاع الطاقة.
وخلال جلسة تحت عنوان “مستقبل النفط والغاز” قال جعفر إن النظرية القديمة التي يطلق عليها “ذروة إنتاج النفط”، والتي تتوقع أن يصل إنتاج النفط حول العالم إلى حده الأقصى ومن ثم يبدأ الانخفاض، لم تعد تمت للواقع بصلة حيث إن الاكتشافات الحديثة والإنتاج الإضافي حول العالم تؤدي إلى زيادة إمدادات النفط في المستقبل.
وأشار جعفر إلى أنه رغم الزيادة السريعة في إنتاج الولايات المتحدة والتي قد تجعلها أكبر المنتجين على مستوى العالم بحلول نهاية العقد الحالي، ستحتفظ منطقة الشرق الأوسط بمكانتها كأهم منطقة بالنسبة لأسواق النفط العالمية حيث تضم ما يقرب من نصف الموارد العالمية للنفط والغاز وأقل تكلفة للإنتاج.
ومن هذا المنطلق، ستظل منطقة الشرق الأوسط تحتل مركز الصدارة من حيث إمكانيات التصدير. فضلاً عن ذلك، لا يعد القول إن الولايات المتحدة يمكنها أن تكون “مستقلة” فيما يتعلق بالطاقة قولاً صائباً، وذلك نظراً لأنها مازالت تتأثر بأسعار النفط العالمية في الوقت الذي كانت فيه منطقة الشرق الأوسط المنطقة الأكثر أهمية في تحديد أسعار النفط، وذلك نظراً لأن تكلفة النفط والغاز لديها هي الأقل على مستوى العالم.
استثمارات
وقال إنه من أجل تحقيق الإمكانيات القصوى لموارد النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سوف يحتاج الأمر إلى زيادة الاستثمارات في قطاع الاستكشاف والإنتاج، ويتضمن ذلك تفعيل دور القطاع الخاص، سواء من المنطقة أو على المستوى الدولي، بصورة أكبر.
وستكون هناك حاجة إلى إيجاد آليات تعاقد ونظم رقابية أفضل من أجل تشجيع وتحفيز تلك الاستثمارات، ذلك إلى جانب الحاجة إلى تنفيذ إصلاحات دعم الطاقة بشكل تدريجي في الشرق الأوسط من أجل الحد من النمو المتسارع في الطلب المحلي وإهدار الطاقة.
وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي، إن دعم الطاقة يكلف المنطقة حالياً أكثر من 220 مليار دولار أمريكي سنوياً أي ما يعادل نصف الإجمالي العالمي.
نفط صخري
وأوضح جعفر أن دولا في منطقة الشرق الأوسط مثل السعودية بدأت بالفعل تنفيذ برامج استكشاف النفط الصخري. إضافة إلى ذلك، أدى رحيل العديد من شركات النفط والغاز الغربية من بعض دول الشرق الأوسط إلى زيادة الفرص بصورة أكبر بالنسبة للشركات الخاصة من المنطقة.
ويرى جعفر أن ذلك يحمل في طياته عوامل متعلقة بالسياسات حيث خاطب الحضور: مع زيادة عدد سكان العالم وحاجتهم لمزيد من الرخاء والرفاهية سنحتاج إلى أن نوفر في المستقبل كميات من الطاقة أكبر من التي يتم استهلاكها اليوم.
وفي هذا السياق، يجب النظر إلى ثورات النفط والغاز من المصادر غير التقليدية على أنها تطور إيجابي يساعد على إنقاذ العالم من الوقوع في مشكلة نقص إمداد الطاقة والتي بدأت مؤشراتها في الظهور خلال الأعوام القليلة الماضية.
فإلى جانب تأمين إمدادات الطاقة ومواجهة التغيرات المناخية، يحتاج العالم أيضا إلى حل قضية فقر الطاقة حيث إن أكثر من 1.3 مليار نسمة حول العالم لا يحصلون على الإمدادات الأساسية من الطاقة الكهربائية.
شركات النفط المستقلة
أشار مجيد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة “نفط الهلال” والعضو المنتدب لمجلس ادارة شركة “دانة غاز” إلى قيادة شركات الطاقة المستقلة، وليس عمالقة النفط، لثورة غير تقليدية خاصة في تطوير كل من غاز المكامن الضيقة والنفط الصخري في الولايات المتحدة. ولم تأت مشاركة شركات النفط الدولية الكبيرة والشركات الوطنية والأجنبية في هذه الصناعة الأميركية غير التقليدية إلا لاحقاً.
كما سلط جعفر الضوء على حقيقة أن عدم الاستقرار السياسي قد أدى إلى خفض إمكانيات الإنتاج في العديد من دول الشرق الأوسط مثل اليمن والسودان وليبيا والعراق، الأمر الذي أدى إلى رفع درجة أهمية دول مجلس التعاون الخليجي الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) فيما يتعلق بإنتاج النفط.
البيان الإماراتية