«المجلس التصديرى»: «تعنت الصحة» ورفع رسوم توثيق العقود والأحداث السياسية وراء التراجع
%20 نمواً فى الدواء بعد تخطى حاجز الـ 2 مليار
مستحضرات التجميل تحقق 2.6 مليار جنيه بزيادة %17
محمد ربيع: الالتزام بالجودة والتسويق الجيد أهم عوامل زيادة الصادرات
محمد البهى: خطة لرفع صادرات التجميل
لـ 4 مليارات جنيه
عمر الفتى: ركود السوق المحلى دفع شركات المستلزمات إلى زيادة التصدير
8 نقاط مئوية زيادة فى معدل نمو «المستلزمات الطبية» وتسجل 1.8 مليار جنيه
كشف تقرير صادر عن المجلس التصديرى للصناعات الدوائية، عن تحقيق القطاع الطبى بما يضم صناعات الأدوية والمستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل، صادرات بقيمة 6.4 مليار جنيه خلال العام الماضى 2013.
رصد التقرير الذى حصلت «البورصة» على نسخة منه، انخفاض نمو صادرات القطاع الدوائى إلى %16 خلال العام الماضي، مقابل %18 فى 2012، بما يعكس تراجعاً واضحاً فى معدلات النمو التى طالما شهدت ارتفاعاً يتجاوز الـ%18 سنوياً.
وفقاً للتقرير حافظ قطاع الدواء نسبياً على معدل نمو صادراته السنوية بنسبة تتراوح بين 15 و%16، حيث بلغت الصادرات 2 مليار جنيه خلال العام الماضي، مقابل 1.7 مليار خلال 2012، و1.4 مليار عام 2011.
وهبطت معدلات نمو صادرات مستحضرات التجميل إلى %17 فقط مقابل %33 عام 2011، حيث سجلت العام الماضى 2.6 مليار جنيه فى حين بلغت العام السابق له 2.4 مليار.
فيما قفزت المستلزمات الطبية إلى 1.8 مليار جنيه العام الماضي، مقابل 1.6 مليار عام 2012، وسجلت ارتفاعاً فى معدل النمو %12 مقابل %4 فقط العام السابق له.
أرجعت نيفين حسام، المدير التنفيذى للمجلس التصديري، هبوط الصادرات الصناعات الطبية إلى سياسات وزارة الصحة التى تعوق أنشطة التصدير، حيث توقفت عقود تجارية كثيرة نتيجة تعنتها واصرارها على توثيق العقود التجارية بالشهر العقارى ودفع رسوم تصدير %10 من قيمة الصفقة مسبقاً قبل التصدير، بدلاً من توثيق العقود دون مقابل بوزارة الخارجية.
قالت حسام إن أنشطة التصدير تأثرت بتأخر وصول الخامات الدوائية، وضعف المساندة التصديرية من وزارة الصناعة وفقاً لبرنامج رد الأعباء المطبق، والرقابة الصناعية من قبل وزارة الصحة، إضافة إلى الأحداث السياسية والاجتماعية غير المستقرة التى انعكست سلبيا على ثقة المستوردين فى مدى التزام المصانع المصرية بالعقود المبرمة وتوريد المنتجات فى المواعيد المحددة.
أكدت أن قطاع المستلزمات الطبية كان أكثر القطاعات الدوائية تأثراً خلال العام الماضي، وذلك فى الوقت الذى سعى المجلس إلى دخول سوقى ليبيا والعراق بصادرات الدواء والتوسع بصادرات التجميل.
وبحسب حسام، يخطط المجلس التصديرى إلى معالجة تراجع صادرات المستلزمات الطبية بالتوسع داخل السوق الأفريقى تحديداً، مؤكدة أن التصدير لأفريقيا يساهم بشكل كبير فى تحقيق طفرة بالقطاع.
كشفت عن استعداد المجلس للمشاركة فى معرضى للصناعات الطبية بجنوب افريقيا والعراق خلال مايو المقبل، بنحو 25 شركة محلية بالمعرضين أغلبها من قطاع المستلزمات.
أشارت إلى أن الخطوة الجيدة التى اتخذتها الحكومة لمساعدة القطاع الدوائى كانت قرار دعم %50 من تكاليف تسجيل المنتجات المصرية بالخارج، وان كانت لم تطبق فعلياً حتى الآن، وسيستفيد منها قطاع الدواء فقط لزيادة رسوم تسجيل مستحضراته التى تبلغ تكلفتها 10 آلاف دولار حتى 100 الف دولار.
أوضحت أن قرار دعم التسجيل يشجع عدداً كبيراً من الشركات على تسجيل كم أكبر من المستحضرات بالخارج، بل سيساعد على فتح اسواق جديدة للمنتجات المحلية.
قالت المدير التنفيذى للمجلس التصديري، إن المجلس سوف يعقد اجتماعاً موسعاً لأعضائه لوضع الخطة الكاملة لأنشطته خلال العام الجارى وسيحدد البلاد المستهدف للصادرات، اضافة إلى الأنشطة التدريبية والتسويقية التى سيقدمها.
أضافت أن المجلس التصديرى استطاع أن يدخل سوقى ليبيا والعراق خلال 2013، من خلال بعثات ترويجية وتوقيع عدد من البروتوكولات، لكن الأحداث السياسية المتوترة خاصة فى ليبيا حالت بين ابرام عقود تصديرية أو المشاركة فى مناقصات أومعارض، فيما تستقبل العراق أول وفد مصرى فى المعرض الطبى المقرر إقامته مايو المقبل.
وقال محمد ربيع، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الدواء، إن زيادة الصادرات الدوائية يرتبط بتطبيق أحدث نظم ومعايير الجودة غير المتوفرة بشكل كاف فى المصانع المحلية.
أكد ربيع أن الأسواق الخارجية تطبق سياسات صارمة عند استيراد المنتج المحلي، وتشترط توافر شهادة جودة عالية قبل التعاقد، وهو ما أدى إلى تفوق صادرات الأردن على مصر الفترة الماضية نظراً لالتزامها بتطبيق معايير الجودة.
وأشار إلى أن التسويق الجيد عنصر أساسى فى زيادة الصادرات، وأن تحسين طرق وسبل التسويق ضرورى من خلال المشاركة فى معارض وتنظيم مؤتمرات لوكلاء الشركات والمجلس التصديرى فى الخارج.
وشدد على أهمية الالتزام بالمواعيد المحددة لتوريد المنتجات للشركات المستوردة حتى فى اشد الظروف الاجتماعية والسياسية صعوبة لاستعادة ثقة المستوردين.
لفت ربيع إلى تراجع واردات الصناعات الطبية والأدوية بنسبة %12 خلال يناير الماضى مقارنة بالشهر نفسه العام السابق، مرجعاً ذلك إلى انخفاض مبيعات الأدوية %10 خلال 2013، وتراجع النمو من %18 عام 2012 إلى أقل من %10 العام الماضى.
قال إن مبيعات الأدوية المحلية شهدت تراجعاً غير مسبوق، بسبب تدنى أسعار الدواء واختفاء بعض الأدوية الرخيصة ولجوء المرضى إلى المستوردة تامة الصنع.
يأتى ذلك فيما فسّر محمد البهي، رئيس شعبة مستحضرات التجميل بغرفة صناعة الدواء، تراجع نمو صادرات القطاع خلال العام الماضى الذى حقق 2.6 مليار جنيه مقابل 2.4 مليار خلال نفس الفترة العام السابق له، إلى المشاكل التى تشهدها الأسواق العربية خاصة ليبيا واليمن والعراق التى تمثل أكبر الدول المستوردة للمستحضرات المصرية من اضطرابات وعدم استقرار.
كشف البهى عن اعتزام الشعبة التعاون مع المجلس التصديرى للصناعات الطبية لاحداث طفرة فى صادرات مستحضرات التجميل وزيادتها إلى 4 مليارات جنيه من خلال التوسع فى أسواق أفريقيا الواعدة التى تستحوذ عليها المنتجات الآسيوية.
أكد على أهمية توافر المساندة والملاحق التصديرية والسعى لفتح اسواق جديدة لمنافسة المنتجات الصينية التى غزت الأسواق العربية من خلال مسح ودراسة متعمقة لمعرفة احتياجات تلك الاسواق.
قال إن مستحضرات التجميل المصرية تتمتع بميزة نسبية عن نظيرتها الصينية، حيث تخضع لرقابة وزارة الصحة، ما يضمن تطبيقها لأعلى معايير الجودة.
من جهة أخرى لفت إلى أن العديد من الاسواق العربية مازالت لديها طلب كبير على المنتجات المصرية رغم الاحداث المتوترة التى تشهدها بعضاً من تلك البلدان، وأن التطور بالصادرات فى ظل هذه الظروف يمثل انجازاً.
وأشار إلى أن هناك صادرات مستحضرات تجميل لا تمر بالمجلس التصديرى للصناعات الطبية وتقدر بأكثر من 1.4 مليار جنيه سنوياً، وأن هذه الصادرات تمر بالحدود البرية وفقاً لعلاقة مباشرة بين الشركات وبعضها ولا تسجل ضمن أنشطة المجلس.
طالب البهى المجلس التصديرى للصناعات الطبية بضرورة التوسع بصادرات التجميل فى الأسواق الأفريقية ودول الاتحاد السوفيتي، خاصة أن روسيا تعد أكبر دول العالم استيرادا لمستحضرات التجميل، فيما تفضل افريقيا المنتجات المصرية.
لفت رئيس شعبة التجميل بغرفة الادوية إلى أن القطاع حقق مبيعات بقيمة 23 مليار جنيه خلال عام 2013 بنمو طفيف عن 2012.
وقال إن القطاع شهد تراجعاً فى النمو السنوى العام الماضى نتيجة الأحداث الدامية وحالة عدم الاستقرار التى شهدتها الشوارع المصرية وإنعكاسها على الظروف الاجتماعية للمواطنين، موضحاً أن التجميل ليس من أولويات المواطن المصرى ويأتى فى مرتبة أدنى بعد الدواء والغذاء والكساء.
وبحسب البهى يشهد قطاع مستحضرات التجميل رواجاً نسبياً خلال الفترة الحالية بما ينبئ بنمو فى مبيعات العام الجارى بنسبة تصل إلى %10، متوقعاً القفز بمبيعات مستحضرات التجميل والعطور إلى 28 مليار جنيه.
فى سياق متصل عزا عمر الفتي، المدير التنفيذى للشركة العربية للمستلزمات الطبية «أميكو»، ارتفاع نمو صادرات المستلزمات الطبية إلى ركود السوق المحلية التى دفعت الشركات للجوء إلى السوق الخارجى خاصة فى ظل ارتفاع أسعار الدولار.
طالب الفتى بزيادة دعم الحكومة الحالية لصادرات المستلزمات الطبية لمساعدة القطاع على استمرار النمو والنهوض بصادراته.
وانتقد الفتى مطالبة البنوك قطاع المستلزمات بتدبير العملة الأجنبية من السوق الموازية ودفع %25 من قيمة الصفقة بالدولار لفتح الاعتماد الاستيرادى، بدلاً من %10 فقط وبالعملة المحلية.
أشار إلى أهمية التوسع بصادرات المستلزمات الطبية فى السوق الافريقى والدول العربية خاصة السودان ولبنان وتونس وسوريا، حيث تتميز تلك الدول بتحصيل قيمة الصادرات فورياً وليس بنظام الآجل.