«سى آى كابيتال» و«بلتون» و«HC» و«أبو ظبى» تبدأ الاستعدادات
عاودت بنوك الاستثمار فتح ملفات تأسيس صناديق الاستثمار مباشر مرة أخري، وذلك بعد تأجيل دام عامين لأى خطط لتأسيس هذه النوعية من الصناديق بسبب اضطراب الاوضاع السياسية والاقتصادية فى البلاد، والتى هددت نجاح عمليات الاكتتابات.
أكدت كل من “بلتون المالية القابضة” و”سى آى كابيتال” و”HC” و”أبو ظبى الاسلامي” لـ”البورصة” عن سعيها لاطلاق صناديق استثمار مباشر فى قطاعات مختلفة بنهاية عام 2014.
يرى خبراء بنوك الاستثمار أن السوق المصرى ينطوى على فرص استثمارية جاذبة فى العديد من القطاعات الاقتصادية المختلفة تُتوجها جاذبية التقييمات الحالية، والمتوقع أن ترتفع كثيراً بمجرد استقرار الحياة السياسية والاقتصادية فى مصر، ما يجعل الوقت الراهن هو الأنسب لاطلاق صناديق الاستثمار المباشر.
وأجمع الخبراء على أن القطاع الاستهلاكى يتصدر القطاعات الجاذبة للاستثمار خلال الفترة القادمة مدعوماً بارتفاع التعداد السكانى فى مصر وقوة الطلب، اضافة الى القطاعات الاخرى التى تلقى اهتماماً واضحاً من قبل الحكومة مثل البنية التحتية.
قال علاء سبع، رئيس مجلس ادارة شركة “بلتون المالية القابضة” أن شركته تعتزم انشاء صندوق استثمار مباشر فى قطاع البنية التحتية برأسمال مليار جنيه، مشيراً الى أن هذا القطاع لديه فرص نمو مرتفعة ويتماشى مع التوجه الحكومى لضخ استثمارات كبيرة به خلال السنوات القادمة ما يضمن حدوث طفرة فى حجم استثمارات القطاع خاصة فى ظل خطط التحفيز الاقتصادى والتى اقتربت من 60 مليار جنيه.
وبشكل عام، يرى سبع أن القطاعات الاستهلاكية تعد الأفضل جاذبية للاستثمار خاصة “الصناعات الغذائية” باعتبارها الأكثر استيعاباً لتحميل المستهلك النهائى لأى ارتفاعات سعرية، ما يجنب المستثمر مخاطر ارتفاع سعر الصرف وبالتبعية تكاليف الانتاج.
ومن جانبه، كشف محمد متولى نائب رئيس مجلس ادارة شركة “HC” عن اعتزام شركته تأسيس صندوق استثمار مباشر فى القطاع الخدمى والصناعى برأسمال يتراوح بين 50 و100 مليون دولار.
وأكد متولى أن قطاعى الأغذية والصحة من أكثر القطاعات جاذبية على الرغم من أنهما ليسا الأعلى عائداً، الا أن معدلات النمو فيهما مستدامة على عكس قطاعات أخرى قد لا تحقق الشركات المندرجه تحتها نمواً فى أول عمر المشروع، مقابل تحقيق مكاسب مرتفعة جداً فى نهاية المشروع.
ويرى متولى أن الظروف السياسية والاقتصادية تحسنت كثيراً وأصبحت الرؤية أكثر وضوحاً، ما دفع شركته لبدء دراسات تأسيس الصندوق حتى يتمكن من حصاد ثمار مرحلة النمو القادمة بأقل أسعار شراء حالية وأعلى قيم تخارج فيما بعد.
كما كشف كريم هلال رئيس مجلس ادارة شركة أبوظبى الاسلامى للاستثمار، عن سعى شركته لتأسيس صندوق استثمار مباشر خلال العام الحالى برأسمال يتعدى المليار جنيه فى القطاعات الصناعية والخدمية، مشيراً الى أن فرصة تدنى التقييمات الحالية تعد الدافع الرئيسى وراء تأسيس الصندوق، حيث أن الفرص المتوقع التقاطها فى الفترة الراهنة ستحقق أرباحاً مضاعفة بمجرد استقرار الاقتصاد ونموه، مستدلاً على ذلك بأن البورصة المصرية شهدت العام الجارى العديد من عمليات استحواذات على شركات مقيدة بفضل تراجع أسعار أسهمها مقارنة بالأسعار المتوقع الوصول اليها بمجرد استقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية فى البلاد وبالتبعية الصعود القوى للبورصة.
وتوقع هلال أن تشهد صناعة الاستثمار المباشر فى مصر انتعاشة قوية مدعومه بتفاؤل المستثمرين المحليين والعرب بتحسن مناخ الاستثمار فى مصر وثقتهم فى تحقيق مكاسب ضخمة من أى فرص استثمارية تُقتنص حالياً.
وأكد بدء التحسن الملموس بقطاع الاستثمار المباشر بحلول النصف الثانى من العام الجارى مع اكتمال جميع أركان الدولة.
ويرى هلال أن القطاعات الجاذبة للاستثمار فى مصر تنقسم الى نوعين، الأول يرتبط بالاستثمار التقليدى المتركز على قطاعات الصحة والأغذية والخدمات.
والثانى مرتبط بالاستثمارات غبر التقليدية مثل المشروعات الضخمة سواء بنية تحتية أو طاقة وغيرهما مما تحتاج لرؤوس أموال صخمة وتحقق عوائد مرتفعه على المدى الطويل، بعكس النوع الأول من الاستثمارات والذى يمتاز بالمكسب السريع.
من جهته، قال خالد سبع، العضو المنتدب لشركة “أجرى كورب ” للاستثمار المباشر أن التفاؤل الذى بدأ بنثر عبيره على المستثمرين الأجانب والمحليين بالفتره الحالية ستظهر ثماره فى صفقات ضخمة من المتوقع تنفيذها خلال 2014، كما ستشجع حالة التفاؤل الحالية بنوك الاستثمار على اطلاق صناديق استثمار مباشر للاستفادة من تلك الصفقات.
ولفت سبع إلى أن الصناعات التحويلية بالقطاع الغذائى وقطاع الرعاية الصحية والقطاع العقارى ستتصدر اهتمامات الاستثمار المباشر خلال الفترة الراهنة.
فيما لفت أيمن أبو هند العضو المنتدب لشركة “كارتل” كابيتال الى أن مجال صناديق الاستثمار المباشر فى مصر يعانى من ضعف كبير فى الخبرات المتخصصة، بالاضافة الى ضبابية فى البنية التشريعيه مع فقدان الجهات المنظمة الرؤية لجذب هذا النوع من الصناديق للسوق المصرى.
ورجح العضو المنتدب لشركة “كارتل” كابيتال نمو صناعة صناديق الاستثمار المباشر مع انتهاء المرحلة الانتقالية واستكمال مؤسسات الدولة والبنية التشريعية المقننة لعمل تلك الصناديق من حيث طبيعة الاستثمارات وحقوق التملك لتحجيم عمليات التقاضى والتى تتناسب عكسياً مع الاستثمار.
جدير بالذكر أن بنوك الاستثمار قد قررت تأجيل اطلاق أى صناديق استثمار مباشر خلال السنوات الثلاثة الماضية، منذ اطلاق “بلتون” صندوقها الأول “ميدكاب” مطلع عام 2010.
أما على الجانب الحكومي، فقد أصدرت “هيئة الاستثمار” أول صندوق استثمار مباشر لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة مطلع العام الماضى 2013.