نصف العاملين بالعالم النامى يتجهون لمجالات منخفضة العائد الاقتصادى
أصدرت منظمة العمل العالمية تقريراً جديداً سلط الضوء على الحاجة الماسة لخلق 200 مليون وظيفة فى الدول الناشئة، وقال إنه بدون تلك الوظائف سيتضرر الشباب أكثر، خاصة أن معدلات البطالة بين الشباب ارتفعت أكثر بكثير من معدلات البطالة بين الناضجين.
كما أظهر التقرير أن أكثر من نصف العمالة فى العالم النامى محصور إما فى وظائف خطيرة وإما تعمل لحساب العائلة وأحياناً دون أجر ونادت بوظائف ذات نوعية أفضل لدفع النمو الاقتصادى.
واستخدمت المنظمة التابعة للأمم المتحدة تقريرها هذا العام بشأن «عالم العمل» لتسلط الضوء على العلاقة بين العمل الآمن جيد الأجر والنمو الاقتصادى الأكثر استقراراً فى الدول النامية.
وقال جاى رايدر، المدير العام للمنظمة، لجريدة «ذا جارديان البريطانية»، إن هذا البحث الذى أجرى على أكثر من 140 دولة يضع نهاية لوجهة النظر المعتنقة طويلاً بأن الدول الناشئة ينبغى أن تركز ببساطة على تحرير التجارة والاستثمار والانفاق على البنية التحتية.
وأضاف أن الدليل المقدم فى البحث يثبت أن هذه السياسات لن تسفر عن تنمية إلا إذا صاحبها مجهودات مخلصة لتعزيز الوظائف وفرص العمل المحترمة.
وأوضح رايدر أن الدول التى طبقت هذا التحول السياسى لم تدفع فقط عملية التنمية وإنما لعب هذا التحول أيضا دوراً لمواجهة التقلبات الدورية مما ساعد على تخفيف آثار الأزمة المالية العالمية.
كما تحسنت مستويات المعيشة بشكل أسرع فى الدول التى استثمرت بقوة فى جودة الموظائف منذ أوائل عام 2000.
تمتعت الدول التى نجحت فى تقليص الوظائف الضعيفة خلال أوائل الألفينات بنمو اقتصادى قوى بعد عام 2007، ففى تلك الدول نما الناتج المحلى الإجمالى للفرد الواحد بنسبة %3 سنويا ما بين 2007 و2012، أى بزيادة مقدارها %1 على الدول التى لم تحرز تقدماً كبيراً فى تحسين نوعية الوظائف.
وقال التقرير إنه رغم هذه الاتجاهات الإيجابية، فقد عانت معظم الدول الناشئة والنامية من نسبة بطالة مرتفعة وتحديات اجتماعية، كما أن 1.5 مليار فرد – أى أكثر من نصف العمالة فى العالم النامى – تعمل فى وظائف وضيعة.
وتزداد هذه المشكلة حدة فى جنوب آسيا ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء حيث يعمل ثلاثة من كل أربعة عاملين فى وظائف وضيعة، كما تتفاوت نسبة تأثر النساء من دولة لأخرى.
كتب: عبد الحليم هشام