ضرورة دعم المستثمرين للتوسع فى إقامة محطات طاقة متجددة لمشروعاتهم
طالب المهندس هشام عبدالحكيم، رئيس مجلس إدارة شركة دلتا النيل للبلاستيك، الحكومة بتقديم الدعم للمستثمرين لإقامة محطات توليد الطاقة الجديدة والمتجددة، للاعتماد عليها فى توفير الكهرباء اللازمة لتشغيل مصانعهم.
وقال عبدالحكيم فى حوار لـ«البورصة» إن تكلفة انشاء محطة لتوليد ميجاوات واحد من الكهرباء تصل إلى 12 مليون جنيه، فيما يحتاج مصنعه على سبيل المثال لنحو 3 ميجاوات، بما يعنى انه فى حاجة إلى 36 مليون جنيه، لإنشاء محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية، وهو مبلغ يصعب توفيره فى ظل حالة الركود التى تمر بها البلاد، وضعف العائد المباشر من المشروع.
تساءل رئيس شركة دلتا النيل، عن السبب الذى يدفع صاحب اى شركة إلى اقامة محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية، فى الوقت الذى تتمتع فيه باقى الشركات بدعم الدولة للطاقة، حيث تحصل على الكيلو وات منها بسعر 28 قرشاً دون أن تحمل نفسها مصاريف اضافية.
وطالب الحكومة بتوفير التمويل اللازم للمستثمرين لإقامة هذه المحطات بدون فوائد، وتقديم حوافز ضريبية حتى يقبلوا على انشائها، مشيراً إلى وجود دراسات لدى الدولة منذ السبعينيات من القرن الماضى، تؤكد حتمية الاعتماد فى توفير %30 من احتياجات البلاد للكهرباء على طاقة الشمس والرياح، ولكنها لم تتخذ أى خطوات جادة لتحقيق ذلك الهدف رغم مرور 40 سنة على اعداد الدراسات.
اتهم عبدالحكيم القيادة السياسية لمصر بافتقارها لإرادة قوية للنهوض بالصناعة الوطنية، لأنها تعيش فى جزر منعزلة عن الواقع، حيث فشلت فى توفير الأمن على الطرق، ما يعوق عملية نقل منتجات المصانع للأسواق المحلية فضلاً عن العالمية، اضافة إلى افتقار المناطق الصناعية والمدن الجديدة للخدمات التى تسمح بانشاء صناعات قوية قادرة على المنافسة فى الاسواق العالمية، وتساعد على الاستقرار الاجتماعى للعاملين بهذه المصانع.
وقال رئيس شركة دلتا النيل، إن وزارة القوى العاملة تحصل على %8 من قيمة رواتب العمالة المؤقتة غير المؤمن عليها، بموجب قرار وزارى، لا يتضمن تقديم اى خدمة لصاحب العمل، ولكنه ينص على منح موظفى الوزارة مكافآت قدرها %60 من هذه الأموال دون ان يستفيد منها العامل بشىء.
وفقاً لعبدالحكيم، فقد تأسس مصنع شركة دلتا النيل عام 1996 على مساحة 15 ألف متر مربع، بمدينة الصالحية الجديدة لإنتاج العبوات البلاستيكية المستخدمة فى تعبئة المياه المعدنية والغازية والزيوت بجميع أنواعها وأحجامها، بدلاً من استيرادها من الخارج، لافتاً إلى اعتماد هذه الصناعة على استيراد مكوناتها من الخارج، لكنها توفر فرص عمل.
أوضح ان المصنع يمتلك أكبر مختبر لمراقبة الجودة فى الشرق الأوسط، وأحدث ماكينات حقن للبلاستيك على مستوى العالم تم استيرادها من كندا وفرنسا وألمانيا وسويسرا، مما جعل شركته المورد الرئيسى لأكبر الشركات العالمية فى مصر مثل كوكاكولا وبيبسى كولا واكو المعدنية.
وباعتباره رئيس جمعية مستثمرى مدينة الصالحية الجديدة، أكد المهندس هشام عبدالحكيم عجز الدولة عن توفير الكوادر البشرية اللازمة لتشغيل المصانع المقامة فى المناطق الصناعية، حيث تتبع أسلوب تعليم خاطئاً ادى إلى خلق جيل غير منتج وغير راغب فى العمل يشكو البطالة فى حين تعانى المصانع عدم وجود العمالة الفنية المدربة.
اقترح عبدالحكيم عمل دراسة يشارك فيها رجال الاعمال وممثلو وزارتى التعليم والبحث العلمى، لوضع برنامج لتأهيل الشباب منذ التحاقهم بمرحلة الثانوى الصناعي، بناء على الحاجة الفعلية لسوق العمل.
طالب رئيس شركة دلتا النيل بإعفاء هؤلاء الشباب من الخدمة فى القوات المسلحة للحفاظ على كفاءتهم المهنية بعد تخرجهم من المدارس الثانوية الصناعية وإعادة تفعيل مشروع مبارك كول الذى تم وضعه خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضى لتأهيل طلاب التعليم الفنى داخل المصانع اثناء فترة دراستهم الثانوية، وتنشيط مراكز التدريب الأهلية لتأهيل الخريجين فنيا على التعامل مع الآلات الحديثة، فى ظل غياب حقيقى لدور الدولة.
وأشار عبدالحكيم إلى اهتمام العالم بتصدير الصناعات الملوثة للبيئة كثيفة الاستهلاك فى الطاقة لمصر، لافتاً إلى انتشار صناعة الاسمنت والسيراميك خلال العقدين الأخيرين رغم أنهما اكثر الصناعات تلويثا للبيئة، واستهلاكاً للكهرباء المدعمة، واقلها قدرة على استيعاب العمالة، ويتم تصدير اغلب منتجاتها للأسواق الخارجية.
وأرجع سبب تصدير هذه الصناعة لمصر إلى وقف انتاجها فى أوروبا حفاظاً على البيئة من التلوث، حيث تبلغ تكلفة توفير فرصة العمل بها إلى 580 ألف دولار، مقابل 120 ألف دولار فقط فى صناعة النسيج التى تميزت بها مصر طوال القرن الماضى، والتى يتم انتاج المواد الخام اللازمة لهذة الصناعة من القطن والكتان وحتى البوليستر محلياً، لكن الدولة تقاعست عن تطوير ماكينات التصنيع بصورة تسمح باستمرار المنافسة عالميا أو حتى محلياً، ما أدى إلى تراجع قدرتنا على منافسة الملابس الصينية المستوردة التى تتميز برخص سعرها وقدرتها على تلبية اذواق المستهلك المصرى.