بقلم: عمر عبد الحميد
حالة من الغضب العام سيطرت علي نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بسبب حالات التحرش الجنسي التي شهدها ميدان التحرير خلال احتفالات تنصيب السيسي عريسا لمصر الجديدة .
وبغض النظر عن بعض التصريحات والهجوم القذر علي الضحية من عينة ” ايه وداها هناك ” او ” هي دي اخلاق انصار السيسي ” او ” ” هي اصلا رايحة علشان يتعمل معاها كدة ” او ” من نوعية جهاد النكاح كما قيل علي سيدات رابعة ” وغيرها من التصريحات التي تمنح للجاني تبريرات اكثر قذارة من الجريمة نفسها .
للاسف المتحرش مش لوحده عديم الاخلاق والضمير بل المجتمع ككل اصبح هذا الرجل انتشار الفيديو علي نطاق واسع خلال ساعات قليلة من رفعه علي مواقع التواصل الاجتماعي وكميات البحث عن الفيديو في كل مكان بعد اعلان موقع اليوتيوب حذفه اكبر دليل علي ان المجتمع يحتاج الي عملية اصلاح اخلاقي جذرية تصل الي عملية بتر كامل لبعض اعضائه حتي ينصلح الحال .
ما وصل اليه المجتمع المصري يحتاج الي دراسة بل دراسات بحثية وتحليلية مستفيضة للتعرف عن قرب علي سلوك هذا الشعب ” المتدين بطبعه ” او الذي كان كذلك , لابد ان نعرف أين ذهبت النخوة وشهامة اولاد البلد التي كنا نفتخر بها بين شعوب العالم راحت فين الرجولة لما بنت تتجرد من ملابسها بالقوة وتغتصب وعشرات من اشباه الرجال بيتفرجوا عليها .
انصاف الرجال شاهدوا الفتاة وكل همهم تصوير المشهد ورفعه علي صفحاتهم وتحقيق سبق صحفي وكأن الجميع تحول الي صحفيين دوليين يدركون اهمية السبق الصحفي .
قضية تحرش التحرير لم تكن الاولي ولن تكون الاخيرة طالما ان الواحد يغتصب طفلة ويقتلها بكل وحشية وفي الاخر ياخد 15 سنة ولسه كمان فيه استئناف ونقض يعني ممكن ترسي في الاخر علي قرصة ودن ونقوله عيب كخ كده متعملش كدة تاني بس لو قطع طريق قليوب او اتظاهر في المنيا هياخد اعدام , التحرش هيفضل موجود وهيزيد طالما ميزان العدل اصبح كفة واحدة يتحكم فيها صاحب السلطة .
التحرش لن ينتهي طالما المتحرش عارف اخرتها ايه لو اتقبض عليه اصلا ودي طبعا بتبقي حالات نادرة ولا تتجاوز 1 % فقط .
كثير من النشطاء والسياسيين والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني ومنظمات المرأة طالبت بضرورة تغليظ عقوبة التحرش لتصل الي الاعدام في نفس ذات الوقت , نفس الاشخاص يوافقون علي زواج المغتصب من ضحيته ومش بس كده دول بيترجوه يتجوزها ويستر عليها ويجبروها علي قبول من اعتدي عليها عريسا ابديا.
مفهوم الاغتصاب عندهم هو ان يأتي الرجل فريسته بالقوة وتجريدها من ملابسها بس مش دة بس الاغتصاب عتريس مثلا لم يجرد فؤادة من ملابسها بالقوة واعتدي عليها بالعكس اتجوزها عند المأذون الشرعي .
كل اللي عمله عتريس انه جاب رجالته بسلاحهم وخيولهم وهدد كل واحد يفكر بس يعترض علي زواجه وخد فؤادة في عز الظهر واجبر ولي امرها ان يمنحه شرعية وهمية لهذا الزواج .
اي واحد شاف فؤادة وهي ماشية مع عتريس لعش الزوجية ومراسم الزواج التاريخية والوثيقة التي وقع عليها عتريس وفؤادة هيقول ان العروسة في اسعد ايامها.
عتريس كان عارف ومتأكد ان زواجه من فؤادة باطل وناس كتير نصحته بلاش الجوازة دي وخليك سلطان زمانك وبرنس المنطقة بس هو مسمعش الكلام واصر علي عناده.
اهل البلد كلهم عارفين ان جواز عتريس من فؤادة باااااااااااااطل ورغم ده انقسموا ثلاث فرق الاولي راحت تهني وتبارك وترقص وتتقرب للعريس صاحب الجاه والسلطان والثانية رفضت الزواج وقالت عليه باطل وطبعا دول عتريس ظبطهم عذب شوية وقتل شوية والفريق الثالث يرفض ولكنه لا يستطيع الكلام يسكت وينتظر الي ان يقضي الله امره .
جواز عتريس من فؤادة كان بداية النهاية للطاغية اهل البلد خدتهم الجلالة والعزة وضربت في عروقهم النخوة وتجمهروا مرة تانية بكل سلمية وبدون حمل اي نوع من الاسلحة واستطاعوا الوقوف امام عتريس وجنوده واسلحته الفتاكة .
فؤادة رجعت لاهلها واصبح من حق ولي امرها ان يزوجها لمن يشاء بعد عودة النخوة والرجولة لابناء البلد فمتي تعود لنا النخوة والرجولة من جديد .