%60 انخفاضاً فى الدخل الأجنبى منذ الأزمة المالية العالمية
انكمشت العديد من الشركات منذ الأزمة المالية عام 2008، وانخفض مؤشر ثقة المستهلك للشركات البريطانية بشدة.
كشف مكتب الاحصائيات الوطنى الذى يقيس عمليات الاندماج والاستحواذ المقدّرة بأقل من مليون جنيه استرلينى فى الثالث من يونيو الجارى عن وجود 26 عملية اندماج محلية فقط فى الربع الأول من العام الجارى، فيما يعد أدنى رقم فصلى منذ بدء الإحصاءات الرسمية عام 1969.
ذكرت صحيفة الايكونوميست أن الاستثمار فى الأعمال التجارية أمر بالغ الأهمية لو ان الانتعاش فى بريطانيا يقوم على شيء آخر غير الاستهلاك المنزلي، فعمليات الدمج هى مقياس جيد لكيفية حرص القادة على التوسع، مع إعادة تخصيص روابط محلية من رأس المال لشركات منتجة.
تساعد السيطرة على المؤسسات الأجنبية بطريقة مختلفة فى زيادة الدخل الاجنبى فى المملكة المتحدة، والذى انخفض %60 منذ الذروة قبل الأزمة المالية. وبالتالى فإن ندرة الصفقات مصدر قلق لبريطانيا.
بعض الانتعاش هو مجرد مسألة وقت حسبما أشارت شركة “ديلويت” للاستشارات والخدمات المهنية، فى الآونة الأخيرة إلى أن وجود الكثير من الشركات الغنية بالسيولة مع انخفاض العائد يميل إلى خلق موجة من عمليات الاندماج.
وأوضح “سريرام براكاش” أحد معدى التقرير،أن الشروط الموجودة الآن فى بريطانيا بالاضافة إلى تراجع المخاوف من تشديد الاحتياطى الفيدرالى وانهيار منطقة اليورو، يزيد من ثقة أصحاب العمل، وتنبأت الشركة بتحسن ملحوظ لعمليات الاندماج والاستحواذ فى الربع الثانى من العام الجارى.
أوضح التقرير أن الجفاف له تفسير آخر حميد، فبدلا من مغازلة المنافسين عندما يريدون البيع، يقدم العديد من أصحاب شركات القطاع الخاص أسهمهم للاكتتاب العام. ففى مارس الماضى أدرجت شركتا “بوند لاند” و”بتس” أسهم فى البورصة، مما سمح لأصحاب الاستثمار المباشر الاستفادة بهم واختارت ايضا “شركيسيا” شركة التكنولوجيا مقرها أكسفورد، الاكتتاب العام،.
فلو أن طفرة الاكتتاب فى بريطانيا تؤخر سوق الاندماج والاستحواذ فهناك ما يدعو للقلق، فالاكتتاب العام ينطوى على موجة من الاستثمارات الجديدة، ويتيح لأصحاب المشاريع الفرصة للانتقال إلى مشاريعهم القادمة، تماما كما يفعل الاستحواذ.
ولكن الأكثر إثارة للقلق المساهمة فى الجفاف، ففى الاندماج، تتحول أصول مثل المبانى والآلات وبراءات الاختراع بين الشركات.
وفى الاوقات العادية فان إعادة ترتيب العقود المالية التى تستند اليها هذه الاصول سهلة إلى حد ما، ولكن هذه ليست اوقاتا طبيعية للقطاع المالى فى بريطانيا، حيث تقلصت القروض التجارية لمدة خمس سنوات متتالية والآن وصلت إلى نحو %25 أقل من ذروتها فى سبتمبر 2008، مما عمل على ارباك بنك إنجلترا، الذى كان يتوقع تخفيف الائتمان. جاء ذلك فيما قامت الشركات البريطانية العام الماضى بشراء 58 شركة أجنبية، بينما انتزعت الشركات الأجنبية خاصة الأمريكية 141 شركة بريطانية.