أحياء مشروع كلينتون لإلغاء التعريفات الجمركية «أجوا» .. و 200 مليار دولار تجارة الصين مع القارة السمراء
كانت القارة الأفريقية غائبة إلى حد كبير عن جدول الأعمال السياسى والاقتصادى للرئيس الأمريكى «باراك أوباما» خلال فترة أربع سنوات كاملة.
لكن الآن وبعد مرور عامين من ولايته الثانية، يسعى أوباما لتعويض الوقت الضائع فى مواجهة المنافسة القوية من الدول الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل الحريصة على بناء روابط اقتصادية مع واحدة من أسرع المناطق نموا فى العالم.
واعترافا بتغيير السياسات والعمل المطلوب لكسب النفوذ فى القارة السمراء دعا البيت الأبيض 50 رئيسا من الدول الافريقية، إلى جانب المئات من الدبلوماسيين وكبار رجال الأعمال، إلى واشنطن الأسبوع المقبل لعقد أول قمة بين الولايات المتحدة وأفريقيا بعد تجاهل واشنطن طاقات افريقيا فى كثير من الأحيان.
وذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز أن أوباما وضع على جدول أعمال القمة الأولويات الأفريقية وسوف يركز على قضايا مثل الزراعة من خلال مساعدة المزارعين فى إطعام القارة بعد عقود من إرسال المساعدات إلى الأفارقة الجياع. والبنية التحتية عن طريق بناء طرق جديدة لجلب المحاصيل إلى السوق قبل أن تتعفن وتوفير الكهرباء للقارة المتعطشة للطاقة. وتسعى أمريكا جاهدة لإحداث تغييرات ملموسة ومزيد من الشفافية والديمقراطية لإضعاف قبضة الفاسدين، فضلا عن الإصلاحات لزيادة التدفقات التجارية على الصعيد العالمى بعد عقود من تجاهل واشنطن الطاقات الافريقية فى كثير من الأحيان.
أفاد «موكيتسى ماجورو»، وزير التخطيط والتنمية فى ليسوتو بأن هذه القمة جاءت فرصة ربما فى وقت متأخر، ولكنها تظهر حقيقة أن الولايات المتحدة تعترف بأفريقيا كواجهة استثمارية وسوق فى حد ذاته.
تهدف القمة الى تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا، لا سيما عن طريق قانون أفريقيا النمو والفرص فى افريقيا أو «أجوا» معاهدة التجارة التى تم توقيعها خلال فترة رئاسة «بيل كلينتون» والتى أدت الى ازالة التعريفات الجمركية على معظم الصادرات إلى امريكا وعززت صناعة الغزل والنسيج.
كانت الصين على وجه الخصوص فى طليعة حاملى الاستثمار الهادف فى جميع أنحاء القارة الأفريقية على مدى العقد الماضى والنصف، ما أدى إلى زيادة تجارية وصلت الى 200 مليار دولار العام الماضى.
وعلى النقيض من ذلك كانت الولايات المتحدة بطيئة فى الانتقال من مبادرات التطوير أثناء إدارات «كلينتون وبوش» وتسببت فى احداث خيبة أمل للأفارقة الذين يأملون فى أن رئاسة أوباما يمكنها إعادة تقويم العلاقات من جديد.
بدأ أوباما فى التركيز على التجارة والاستثمار وأثناء زيارته الأخيرة إلى أفريقيا العام الماضى دعا الى مبادرة جديدة «الطاقة لأفريقيا» والتى سوف تجمع استثمارات أمريكية بقيمة 8 مليارات دولار بدعم من الوكالات الفيدرالية.
أشار «جنيفر كوك» رئيس أفريقيا فى معهد بروكينجز، فى الولايات المتحدة الى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتنافس بشكل متزايد فى الأسواق الأفريقية.
وفى الوقت نفسه، حث البيت الأبيض الشركات الرائدة على الانخراط أكثر مع أفريقيا وسوف يصل الحضور الى 200 من الرؤساء التنفيذيين والبارزين فى الولايات المتحدة بمن فى ذلك زعماء من وول مارت، جنرال الكتريك وبكتل، الذين تجذبهم الأسواق الناشئة مثل نيجيريا الدولة المحتمل تسارع نموها فى القارة السمراء.