الفوضى وسياسة الفيدرالى الأمريكى تضربان سوق العملات والسندات .. و9 مليارات دولار تدفقات محفظة أصول الأسواق الناشئة فى أغسطس
تراجع الإنفاق الاستثمارى فى الصين بسبب اتباع الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى وسائل أكثر تشدداً تجاه سياسة التحفيز النقدي.
ذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز، أن الفوضى داخل الأسواق الناشئة سادت مطلع العام الجارى وضربت بشكل خاص العملات والأسهم والسندات فى دول « الخمسة الهشة» البرازيل وجنوب افريقيا وإندونيسيا والهند وتركيا.
أفاد مارتن جان باكيوم، استراتيجى اسواق الأسهم لدى ادارة الاستثمارات اى أن جى، بأن الدافع وراء النمو فى الأسواق الناشئة كان بسبب الطلب الصينى والسيولة العالمية السهلة، ولكن كل هذه الأمور فى الوقت الراهن تحت الضغط.
وأضاف أن أسهم الأسواق الناشئة على الأرجح أقل عرضة للانخفاض من ديونها لأن الأسواق الناشئة دفعت بقوة اسواق الدين بالعملة الصعبة للوصول إلى سيولة أكثر، وفقاً لشروط المال السهل بدعم من مجلس الاحتياطى الفيدرالى الامريكى.
نشر معهد التمويل الدولى بيانات توضح انخفاض تدفقات محفظة اصول الاسواق الناشئة بشكل حاد فى شهر اغسطس إلى 9 مليارات دولار بانخفاض من متوسط شهرى 38 مليار دولار بين شهري مايو ويوليو.
توضح إحصائيات معهد التمويل الدولى، ارتفاع التدفقات المالية من الاسواق الناشئة فى أوروبا وأفريقيا وانخفاضها بشكل حاد فى آسيا وأمريكا اللاتينية. كان إصدار سندات الأسواق الناشئة ضعيفاً أيضاً، وقدرت بقيمة 22 مليار دولار فى أغسطس من متوسط شهرى 62 مليار دولار و44 مليار دولار فى اغسطس العام الماضى.
اشار تشارلز كولينز، كبير الاقتصاديين لدى معهد التمويل الدولى، إلى أن التباطؤ الحاد فى تدفقات محفظة شهر اغسطس يحدد بداية مدة أكبر من الحذر بين المستثمرين فى العالم نحو نظم الإدارة البيئية، مضيفاً أن نقطة التحول الدورية تم التوصل إليها بالفعل.
على الرغم من الاشارات الهبوطية، فإن الكثير قد تغير فى الأسواق الناشئة وخاصة بين دول «الخمسة الهشة» منذ التشنجات فى وقت سابق هذا العام مع انخفاض عائدات سندات العملات الصعبة والمحلية فى الاسواق الناشئة.
ومن حيث العملات، انخفضت عملتان فقط من دول «الخمسة الهشة» الراند الجنوب إفريقى والليرة التركية فى حين ارتفع الريال البرازيلى إلى 5.1 %، وزادت الروبية الإندونيسية %4.2، وسجّلت الروبية الهندية ارتفاعاً بنسبة 2.4 %.
العديد من المحللين يتفقون على أنه بعد عام من اطلاق مورجان ستانلى، مصطلح «الخمسة الهشة» فإن الاسم عاش مدة طويلة أكثر من فائدته.
رفعت اندونيسيا أسعار الفائدة المحلية بمقدار 175 نقطة أساس منذ أوائل العام الماضى، وعززت احتياطياتها من العملة الأجنبية، وتسير على الطريق الصحيح لخفض العجز فى الحساب الجارى من ذروة بلغت %4.5 من الناتج المحلى الإجمالى العام الماضى إلى ما يقدر بنحو %3 من الناتج المحلى الإجمالى العام الجارى.
وأفاد جلين ماجواير، الاقتصادى لدى شركة الابحاث ايه أن زد، بأن جهود الهند لتعزيز نقاط الضعف على مدى العام الماضى خطوة إلى الأمام من اندونيسيا فى الحد من دعم الوقود وأن توقعات التضخم الهندى أكثر استقرارا من ذلك لاندونيسيا خلال 2015-2016.
جاء ذلك فى الوقت الذى حققت فيه البرازيل وجنوب أفريقيا وتركيا، تقدماً محدوداً أو معدوماً فى إصلاح العجز فى الحسابات والمالية الراهنة لذلك الهند واندونيسيا فى وضع أقوى بكثير من إخوانها الاعضاء فى دول «الخمسة الهشة».