رفع أسعار الفائدة الأمريكية يضع الكثيرين على حافة الهاوية
تنتظر الأسواق المالية أسئلة صعبة خلال 2015، بسبب التحديات الكبرى التى تواجهها وصحة الأجوبة تتوقف على قدرة البنوك المركزية على تفادى المطبات الصعبة والتخلص من ديكتاتوريتها القمعية فى التعامل مع السوق.
يسيطر على المستثمرين قوائم طويلة من المخاوف المحتملة العام المقبل، تتمثل فى عثرات البنوك المركزية، والصدمات البترولية، والمخاطر الجيوسياسية.
وحذّر محمد العريان، المسئول أيضاً عن فريق المستشارين الاقتصاديين لأليانز، شركة التأمين الألمانية من أن القدرة المعتادة من محافظى البنوك المركزية لقمع تقلبات السوق يزيد من خطر وقوع نكبة للأسواق فى عام 2015، خاصة إذا لم يتم التحقق من صحة أسعار الأصول بشكل مطرد من خلال تحسين العوامل الأساسية.
وما تسبب فى الإزعاج بالفعل هو تقدير سعر الدولار وسط توقعات بأن بنك الاحتياطى الفيدرالى سوف يزيد أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2006، وهذا الاحتمال يضع الكثيرين على حافة الهاوية.
وصرّح العريان بأن سعر البترول المنخفض مع ارتفاع الدولار غذيا بالفعل التقلبات فى عملات الأسواق الناشئة، وسوف تستمر أسعار الصرف لتكون المخرج الوحيد لامتصاص الصدمات فى العالم المتفاوت فى الأداء الاقتصادى والسياسات النقدية.
وأشار إلى أن الخطر فى عام 2015 يتمثل فى تقلب أسعار العملات، والذى ينتهى بزعزعة الاستقرار الاقتصادى والمالى فى النظام العالمى، واضطرت روسيا لرفع سعر الفائدة إلى %17 بعد أن خسر الروبل %60 من قيمته خلال النصف الثانى من 2014.
وأشار تشارلز ديبل، رئيس الاستراتيجية الكلية لدى شركة التأمين أفيفا، إلى أن الهبوط الاقتصادى الصعب فى الصين، مصدر قلق دائم. وما يخيف الكثيرين هو خطر نشوب حرب عملات كاملة، فسياسة اليابان من المرجح أن تجتمع مع الاستجابة الصينية، وهناك دول آسيوية أخرى يمكن أن تستجيب ولكن ليس الآن.
ويتمثل الخطر الكبير فى نشوب حروب العملة، والتى تعمل على زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي، وتزيد التقلبات وترفع تكاليف التمويل، وهو الأمر الذى يتطلب استجابة فورية من الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية، أن مجموعة من الأشياء تبدو مخيفة وتدعو إلى القلق العام القادم، وعلى رأسها أزمة العملة الروسية وعدم الاستقرار السياسى فى اليونان، وآثار عديدة جرّاء التراجع فى أسعار البترول، والتى خلقت مزاجاً متقلباً نهاية 2014.
وأوضح أوين كاميرون وات، كبير محللى الاستثمار فى بلاك روك، أنه لا يمكن أن يوجد انخفاض فى أكثر وأهم السلع المتداولة فى العالم دون أن يكون هناك بعض الاضطراب المالى الناجم عن ذلك.
وعبّر ستيفانى فلاندرز، كبير الاستراتيجيين لدى بنك جى بى مورجان لإدارة الأصول، عن مخاوفه إزاء الاضطراب والسخط السياسى الواسع من الأحزاب الرئيسية فى جميع أنحاء أوروبا.
وجاءت أخطاء مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى على قوائم القلق التى سيطرت على مخاوف العام الماضى، ولكنه حافظ على هدوء ملحوظ فى 2014 برغم التقلب الأخير.
ويحذّر بيتر أوبنهايمر، كبير الاستراتيجيين لدى بنك جولدمان ساكس، من الآثار المترتبة على رفع سعر الفائدة من مثل هذه المستويات المنخفضة.
وتزداد مخاطر الانكماش فى منطقة اليورو، ومن المتوقع أن ينضم البنك المركزى الأوروبى لبنك اليابان ويطلق «التيسير الكمي» أو برنامج شراء الأصول على نطاق واسع فى 2015.
ويعرض انهيار أسعار البترول البنوك المركزية لخطر جسيم يهدد بفشلها فى تحقيق أهداف التضخم لفترات طويلة، خصوصاً البنك المركزى الأوروبي.