30 مليار دولار مبيعات عقاقير مكافحة المرض سنوياً.. و 150 ألف دولار تكلفة علاج الفرد فى العام
تتنافس شركات الأدوية الكبرى على التوصل لعلاج للأورام السرطانية، وخلال العام الماضى، اقتربت مجموعة واعدة من أدوية الأورام من النجاح مما قد يجعل عام 2015 عاماً حافلاً بالفائزين والخاسرين فى سوق أصبحت قيمته 30 مليار دولار سنوياً ومتوقع أن يرتفع هذا الرقم خلال العقد المقبل.
وتنقسم هذه العلاجات، المعروفة بالعلاجات المناعية، إلى قسمين، أحدهما يساعد على إطلاق العنان لاستجابة الجسم المناعية، ويستخدم فى القضاء على الأورام الصلبة مثل سرطان الجلد وسرطان الرئة، والآخر عبارة عن علاج مخصص حسب الحالة يعدل الخلايا المناعية فى الجسم نفسه بحيث تكافح الخلايا الخبيثة فى الدم.
وقال مايكل جارديانو، مدير تطوير علاج الأورام والمناعة فى شركة «بريستول مايرز سكويب»، لوكالة أنباء «بلومبرج»، إن 2015 ستمثل بداية قصة العلاج المناعى حيث سيتم تعميم استخدامها فى أورام سرطان الجلد، مضيفا أنه ستتم الموافقة على استخدامها فيما بعد للأورام الأكبر.
وقال معهد «آى إم إس» للرعاية الصحية المعلوماتية فى تقرير له نشر العام الماضى إن هناك 374 علاجاً تجريبياً للسرطان فى منتصف مرحلة التجريب، وهو عدد يفوق الأدوية التجريبية لأى مرض آخر بمرتين على الأقل.
وأضاف المعهد أن العلاجات المناعية تشكل %25 إلى %30 من بين تلك الأدوية التجريبية.
وأثبتت أدوية شركة «ميرك آند كو» و«بريستول مايرز» آثارا طويلة المفعول فى بعض المرضى الذين تم تشخيص مرضهم على أنه فى مراحله الأخيرة.
والكثير من هذه العلاجات التجريبية تمد فى حياة المرضى لسنوات وليس لأشهر، كما أن العائد المالى على شركات الأدوية ضخم للغاية حيث تبلغ التكلفة السنوية لهذه العلاجات 150 ألف دولار، ومن المتوقع أن تصل فاتورة العلاجات المخصصة لحالات بعينها أعلى من ذلك بكثير.
وجذبت شركات «كايت فارما»، و«جونو ثيرابيوتيكس»، و«بلوبيرد بايو» اهتمام المستثمرين بعلاجات تعديل خلايا النظام المناعى وتشكيلها من جديد بحيث تهاجم السرطان فى الدم فى تقنية تعرف باسم «CAR».
وارتفعت أسهم «كايت» و«بلوبيرد» أكثر من أربعة أضعاف فى العام الماضى، فى حين ارتفعت أسهم «جونو» للضعف منذ طرحها الأولى للجمهور الشهر الماضى.
وفى نفس الوقت، تتسابق شركة «بريستول مايرز» وشركة «ميرك» لتوسيع نطاق علاجاتهما لتشمل أنواع أخرى من السرطان بخلاف سرطان الجلد، وتتوقع الشركتان أن تحصلا على موافقات على علاج لسرطان الرئة هذا العام، كما أنهما تجريان اختبارات على مجموعة كبيرة من الأورام الصلبة هذا العام.
وتجرب الشركات استخدام الأدوية المرتبطة بالعلاج المناعى فى تركيبة واحدة مع بعضها البعض من أجل تعميم استخدامها وتعزيز قدرتها على الشفاء، نظرا لأن الأدوية المفردة ساهمت فى تقليص الأورام فى حوالى %30.
وقال سيموس فيرنانديز، محلل فى شركة «ليرنيك بارتنرز»، إن شركات الأدوية ستشهد منافسة عنيفة فى 2015، ومن المتوقع ان تنشر «أسترازينيكا» و«روش إيه جي» و«ميرك» بيانات جديدة عن آليات نظام المناعة الجديد.
وأضاف فيرنانديز إن شركة «أسترازينيكا» حققت تقدماً كبيراً فى مجال استخدام الأدوية المركبة وأصبحت منافساً رئيسياً فى هذا المجال.
وتتعاون شركات الأدوية الكبرى مع شركات التكنولوجيا الحيوية فى علاجات سرطان الدم مرتفعة التكلفة، ورغم أن قائمة الأسئلة بشأن تكلفة وإمكانية تطبيق تكنولوجيا الـ «CAR» لعلاج سرطان الدم على أنواع أخرى لا تزال دون إجابة، تقفز شركات الأدوية وشركات التكنولوجيا الحيوية فى هذا المجال دون تفكير.
ويوجد بالفعل أربع صفقات ترتفع قيمتها معا فوق مليار دولار لتسويق هذه الأدوية، من بينها اتفاق بين «أمجين» و«كايت» يقدر بقيمة 525 دولاراً لكل جرعة، بخلاف تكلفة براءة الاختراع، وهى الأموال التى تأخذها الشركة المنتجة على كل جرعة من العلاج الجديد.
كما أبرمت شركة «سيلجين» اتفاقاً مع «بلو بيرد بايو» بقيمة 225 مليون دولار لكل منتج للشركة الثانية، كما وعدت «سيلكتيس» الفرنسية بدفعة مقدمة 80 مليون دولار ودفعات منفصلة تصل لـ 185 مليون دولار لتشاركها فى برنامج العلاج المناعى، كما تعمل شركة «نوفارتس» أيضا على العلاج.
وأضاف فيرنانديز أن الأمور بدأت تصبح أكثر إثارة للاهتمام بعد دخول علاجات جديدة للسوق واستكشاف تركيبات جديدة.