مراقبون يقولون إن اتصال الرئيس التركي بالعاهل السعودي وأمير قطر لمناقشة الوضع اليمني مجرد مناورة سياسية خالية من أي إجراء عملي لدحر الحوثيين.
قالت مصادر رئاسية السبت إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أجرى مناقشات عبر الهاتف مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مؤشر محتمل على مزيد من المحادثات بشأن العملية التي تقودها السعودية في اليمن.
وأعلنت تركيا تأييدها للسعودية ودول خليجية عربية أخرى في مواجهة المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن. وقالت وسائل اعلام خليجية إن قطر ساهمت بعشر طائرات مقاتلة في العملية.
وقالت المصادر إن المناقشات التي أجريت مساء الجمعة تناولت “قضايا إقليمية” دون أن يذكر اليمن تحديدا. ولم يتضح هل كانت المناقشات ثلاثية أم أن إردوغان تحدث إلى الملك سلمان والشيخ تمام كل على حدة.
ويرى مراقبون أن أردوغان يحاول ان يبين للقادة الخليجيين انه مهتم بعاصفة الحزم للتغطية على تقاربه مع كهران، مؤكدين انه اهتمام شكلي لا يجمل أي خطوات عملية لكبح مشروع ايران التوسعي في المنطقة.
ووصف مراقبون موقف اردوغان الداعم للسعودية في اليمن بانه ضعيف ولا يقدم أي فاعلية على الأرض تزامنا مع زيارة الرئيس التركي الأخيرة لطهران وما لها من دلالات سياسية بأن حرب التصريحات التي تخوضها أنقرى ضد ايران لا تعدو كونها جعجة في سياق المناورة السياسي وان عمق العلاقات بين البلدين خاصة الاقتصادية اعمق من ان يجرؤ اردوغان على اتخاذ خطوات عملية لضرب وكلاء طهران في اليمن.
وزار أردوغان في وقت سابق السعودية في محاولة لفك العزلة الإقليمية لأنقرة، قال متابعون أنها ليست تغيرا نوعيا في السياسة الخارجية التركية تجاه المملكة وفق ما يرى مراقبون.
وعلق متابعون ان الازدواجية التركية في التعامل مع إيران لن تسمح لأردوغان بلعب دور “البطل المغوار” للوقوف أمام المد الإيراني وتقليص نفوذ طهران وذلك على خلفية التواصل الدبلوماسي الواضح بين تركيا وإيران الذي تترجمه الزيارات المتبادلة بين الطرفين.
وراهن اردوغان حاليا على لعب ورقة منع التوسع الإيراني في المنطقة والوقف بشكل حازم أمام مخطط التشيع الإيراني في المنطقة خاصة بعد الانقلاب الحوثي في اليمن. وذلك في محاولة منه لاستمالة ود الخليجيين.
وفي أولى ردود أفعاله على عملية اليمن قال أردوغان إن “تركيا قد تدعم مستقبلا العملية العسكرية الراهنة في اليمن لوجستيا”.
وأضاف أردوغان، قائلا “على إيران والجماعات الإرهابية، الانسحاب الفوري من اليمن”.
كما قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن “تركيا مستعدة لتقديم الدعم الاستخباراتي وكافة أنواع الدعم الأخري للعملية العسكرية الراهنة التي تقودها السعودية في اليمن، ولكن دون الدعم العسكري”.
يرى خبراء أن تركيا لا تريد التعامل بشكل عملي مع القضايا الراهنة في المنطقة وأنها ترفع شعارات نبذ الفوضى دون العمل على ايقافها.
يذكر ان تركيا رفضت الانضمام الى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية واشترطت انشاء منطقة عازلة مع النظام السوري اولا.
والجيش التركي هو ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي ولم يكن له دور مباشر في العمليات العسكرية في اليمن حتى الآن لكنه قال إنه قادر على تقديم دعم لوجيستي وفي مجال المخابرات.