بروتوكول تعاون مع «الزراعة» و«الأزهر» بتكلفة 17 مليون جنيه
4 ملايين جنيه ميزانية المركز ونسعى لمضاعفتها من وزارة الاتصالات خلال 2015
قلة التمويل والأحداث السياسية الساخنة وجمع البيانات ميدانياً أبرز التحديات التى تواجهنا
نستهدف تسجيل المواقع الأثرية القبطية تكنولوجياً والتوسع أفريقياً خلال العام الجارى
بدأ « التوثيق الحضارى والطبيعي»، أحد المراكز البحثية التابعة لمكتبة الإسكندرية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فى تنفيذ العديد من المشاريع، ووقع العديد من البروتوكولات مع العديد من المؤسسات المحلية، ووثق نحو 1400 موقع أثرى منها 200 موقع إسلامى.
قال المهندس محمد فاروق، القائم بأعمال مركز التوثيق الحضارى والطبيعى، إن الميزانية المرصودة للمركز خلال 2015 تصل إلى نحو 4 ملايين جنيه، توجه للأنشطة والمشروعات المتعلقة بتطوير برامج المركز، موضحاً أن «التوثيق الحضارى» يحتاج إلى مزيد من الدعم المادى من وزارة الاتصالات لسرعة تنفيذ التوسعات والانتهاء من مشروعات التوثيق التكنولوجى للتراث المصرى.
أضاف أن المركز قام بالتوثيق التكنولوجى أكثر من 1200 موقع أثرى فى جميع المحافظات، و200 موقع إسلامى أثرى فى القاهرة، وجارٍ توثيق المواقع القبطية الأثرية منذ 4 سنوات.
أكد فاروق، أن المركز وقع مؤخراً بروتوكول تعاون مع كل من وزارة الزراعة والأزهر الشريف لتوثيق بياناتهما تكنولوجياً بتكلفة 17 مليون جنيه، حيث سيقوم المركز بتوثيق الحدائق النباتية تكنولوجياً بالتعاون وزارة الزراعة، ودعم وزارة الاتصالات والمعلومات، ويتضمن 8 حدائق نباتية منها حدائق الحيوان، والأورمان، والأسماك، والنباتات لتوثيق جميع بياناتها إلكترونياً باستثمارات تصل إلى 13 مليون جنيه، تنتهى خلال 2017.
وأوضح أن البروتوكول الثانى الذى وقع مع الأزهر يستهدف توثيق جميع البيانات الخاصة بنشأة المشيخة وأرشفة قاعدة بياناتها إلكترونياً بتكلفة 3 ملايين جنيه، ويتضمن، أيضاً، تدشين موقع إلكترونى لتاريخ الأزهر خلال 1000 عام بثلاث لغات عربية وإنجليزية وفرنسية.
وأضاف فاروق، أن المركز يدير عشرة برامج، هى خريطة مصر الأثرية والتراث الطبيعى والشعبى والموسيقى وذاكرة مصر الفوتوغرافية والتراث الإسلامى للمخطوطات والتراث العلمى الإسلامى للمخطوطات وموقع مصر الخالدة على شبكة الإنترنت وبانوراما التراث والمشروعات المشتركة.
قال فاروق، إن موقع «مصر الخالدة» الذى أقامه المركز بدأ تدشينه عام 2004 بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار وشركة IBM المتخصصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات، ويتضمن عرض مجموعة من كنوز التراث الحضارى على الشبكة العنكبوتية تغطى العصور المختلفة، ومنها العصور الفرعونية، والموقع يتيح للزائر التجول عن بعد بحرية تامة فى المناطق السياحية والاستمتاع بالمشاهدة الحية للأماكن الأثرية، وأعد المركز الموقع بأحدث التقنيات.
فى سياق آخر، أكد فاروق، أن المركز بدأ فى تنفيذ مشروع لإتاحة التراث المصرى بتكنولوجيا الـ3D ثلاثية الأبعاد بالتعاون مع وزارة الاتصالات ومكتبة الإسكندرية. أشار القائم بأعمال المركز، إلى إنشاء نظام جديد يسمح بحصر وتوثيق المواقع الأثرية باستخدام أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات الجغرافية GIS، وينقسم النظام إلى ثلاثة مستويات، الأول القومى ويشمل جميع المواقع الأثرية فى انحاء الجمهورية على خريطة إلكترونية.
وحسب فاروق يتيح المستوى الثانى خريطة تفصيلية للمواقع الأثرية مصحوبة بمجموعة من البيانات التفصيلية، ويوفر المستوى الثالث للمتردد على الموقع زيارة تخيلية للأثر المختار موضح عليها المكونات المعمارية.
أوضح فاروق، أن المركز بدأ فى تنفيذ مشروع لتوثيق جميع الأماكن الأثرية فى محافظات مصر وإعداد أطلس ورقى وإلكترونى لكل مدينة يتضمن جميع البيانات، مشيراً إلى الانتهاء من المشروع الذى تدعمه وزارة الاتصالات ومكتبة الإسكندرية نهاية العام الجارى.
وطالب الدولة بالتركيز على الثروة الثقافية الحضارية التى تتمتع بها مصر، والتى لو روج لها بالشكل الأمثل سوف تدر عائداً مادياً ضخماً يضاف إلى موارد الدولة الاقتصادية.
أكد أن المركز يستخدم خاصية التتبع الـGPS فى تحديد الأماكن الأثرية بالمحافظات، أبرزها هضبة الجيزة التى تحوى أكثر من 4 آلاف موقع أثرى ومن خلال خاصية التتبع يمكن توثيق بياناتها إلكترونية بسهولة.
وأوضح أن المركز وقع بروتوكول تعاون مع وزارتى الاتصالات والسياحة لإطلاق التطبيق الإلكتروني «Egypt travel» بسبع لغات بتكلفة 200 ألف جنيه، اطلق على هواتف الاندرويد وios، ويحمل من جوجل بلاى، ويحتوى على أكثر من 400 معلم سياحى عن طريق خريطة ملحقة بالتطبيق تظهر للسائح كافة المعلومات التى يبحث عنها، وقد اطلق التطبيق منذ عام تقريباً، ودائماً ما نحدثه ونطوره بصفة مستمرة.
أضاف أن مكتبة الإسكندرية ووزارة الاتصالات تدعمان المشروعات التى ينفذها المركز تكنولوجياً ومادياً، ويعتمد على أيضاً على تمويل من الاتحاد الأوروبى ومنظمة اليونسكو. وقال فاروق، إن أهم التحديات التى تواجه المركز ضعف التمويل المادي، بالإضافة إلى الصعوبات التى تواجه فريق العمل أثناء الجمع الميدانى للبيانات التى يرغب المركز فى توثيقها، وأيضاً الظروف السياسية التى تعانيها البلاد منذ اندلاع ثورة 25 يناير فى 2011 حتى الآن.
طالب الحكومة بتسهيل إجراءات الحصول على البيانات التى يحتاجها المركز لتطبيقها فى مشروعات الجهات المختلفة.
أشار إلى أن المركز بدأ فى تنفيذ المرحلة التجريبية للمتاحف التخيلية ثلاثى الأبعاد لتوثيق التراث المصرى بمكتبة الإسكندرية، مشيراً إلى أن تنفيذ المشروع يستغرق أكثر من 10 سنوات.
قال إن برنامج »بانوراما التراث الحضارى« الذى أنشأه المركز يهدف إلى اتاحة نظام عرض بانورامى للتراث والأنشطة الثقافية للحضارة المصرية القديمة، من خلال 9 شاشات عرض، فى مكتبة الإسكندرية، وجامعة القاهرة، وشرم الشيخ، والجونة، والأقصر، والأزهر، وفى المركز الثقافى المصرى بالعاصمة البريطانية، ودولة الكونغو.
أشار إلى أن »بانوراما التراث الحضارى” حازت على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمى، ويسعى المركز إلى تنفيذ مشروع بانوراما التراث فى الدول الأفريقية لتوثيق وعروض متجانسة ومتكاملة مع دول حوض النيل، وبدأ بالاتفاق مع دولتى رواندا وإثيوبيا.
قال إن مشروعاً آخر ينفذه المركز يستهدف توثيق التراث المعمارى والعمرانى للمدن المصرية تكنولوجيا، وجارٍ الاستعانة بالمركز فى المشروع الاسترشادى لمنطقة وسط مدينة القاهرة.
وحسب فاروق، تعد هذه النوعية من التوثيق الإلكترونى غير مسبوقة لما تتميز بسرعة البحث وسهولة الوصول إلى المعلومات، بالإضافة إلى أن المركز يجمع تلك المعلومات من مصادر شتى على هيئة اسطوانات ضوئية وأدلة وكتب ووسائل أخرى للنشر.
أضاف أن المركز يمتلك وحدة متنقلة من بانوراما التراث للزيارات الخارجية حول العالم، وتجول فى أكثر من 30 دولة بشرق آسيا وبعض البلدان الأوروبية وغيرها من الدول.