اعمار مصر فى اول مواجهة حارة مع شح السيولة الشهر المقبل
الاكتتابات الجديدة قد تفتح شهية المستثمرين للعودة للسوق بشروط
يهدد تدنى أحجام التداولات الحالى لحاجز الـ300 مليون جنيه كمتوسط يومي، مصير الطروحات المليارية التى تنتظرها البورصة المصرية خلال الفترة القادمة بدءاً بـ«إعمار مصر» المزمع تنفيذه الشهر القادم، لتخيب آمال بنوك الاستثمار فى تغطية الإصدارات عبر الطرح العام. فتراجعت احجام التداولات 24% الشهر الماضى بمتوسط تعاملات يومى 300 مليون جنيه، وهو ما يكفى لتغطية طروحات عامة لا تتعدى قيمتها 150 مليون جنيه، لذا لم يعد أمام بنوك الاستثمار حالياً سوى اللجوء إلى تأجيلها أو الاعتماد بشكل كبير على الطرح الخاص وتغطيته من الخارج.
وترددت التصريحات نهاية العام الماضى عن أن 2015 سيكون عام الطروحات، وذلك بعد مرور سنوات عجاف بسبب تدني أحجام التداولات، وأن العام الجارى سيختلف وسيشهد طرح أكثر من 20 شركة، بعد أن أكد عدد من بنوك الاستثمار وشركات الترويج وتغطية الاكتتاب اعتزامها قيد وطرح هذا الكم من الشركات، من بينها إعمار مصر واتصالات مصر ودومتى، وإيجيبشيان سينترز التابعة لمجموعة الحكير، وموبكو، والمتطورة للبترول.
وقال محمد ماهر، الرئيس التنفيذى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «برايم القابضة» للاستثمارات المالية، إن تدنى أحجام التداولات فى الوقت الحالى يضع الطروحات فى مأزق نظراً لعزوف كثير من المستثمرين عن شاشات التداول، لكن جاذبية سعر السهم ومدى قوتة قد يحدان من تلك الأزمة. لذا يرى «ماهر»، أن الحل الأمثل لتفادى مخاوف فشل تغطية الاكتتابات هو طرح السهم بسعر جاذب يقل عن قيمته العادلة، ما سيستفز السيولة التى يحتفظ بها العديد من المستثمرين حالياً لضخها فيما هو مناسب.
فيما قال أحمد مختار، العضو المنتدب لشركة «الوطنى كابيتال» لإدارة الأصول، إن الاعتماد على الطروحات الخاصة سيكون الحل فى التغلب على أزمة شح التداولات، وذلك بجانب جودة المنتج المطروح، والتى تجبر المستثمر على اقتنائه مهما تفشت حالة التشاؤم في أوساط المتعاملين. ولفت إلى أن الاكتتابات الجديدة عادة ما تكون جاذبة للمستثمرين للدخول فى السوق انتهازاً للربحية الناتجة عن الارتفاعات الكبيرة للأسهم فى بدايات طرحها، كما أن هناك فئة من المتعاملين تدخل فى السوق أوقات الطروحات الجديدة فقط، لكن هذا لا يعنى أن احجام التداولات الحالية كافية لتغطية طروحات مليارية.
وفى سياق متصل، أكد رئيس قطاع أحد بنوك الاستثمار الكبري، أن شركته لديها طرحان أحدهما فى القطاع الغذائى والآخر فى الدوائى بقيمة تتعدى 3 مليارات جنيه وجميع أوراقهما جاهزة للقيد، إلا أنه تقرر تأجيلهما للعام القادم؛ تخوفاً من عدم تغطيتهما فى الوقت الراهن؛ بسبب تدنى أحجام التداولات، والتى لا تكفى لتغطية طرح عام بـ 150 مليون جنيه.
وأكد ضرورة تدخل المسئولين فى إيجاد حلول ومحفزات لدعم أحجام التداولات وتحديد المشاكل التى تسببت فى عزوف الاستثمارات سواء المحلية أو الخارجية عن التداول فى البورصة المصرية وحلها، خاصة فى ظل المنافسة القوية مع اسواق الخليج وبدء اللجوء الى القيد المزدوج فى الاسواق الاخرى.
واوضح ان لجوء بنوك الاستثمار الى الاعتماد بشكل شبه كلى على الطروحات الخاصة وتغطيتها من الخارج لتفادى ازمة شح السيولة، مجرد مسكنات مؤقتة لا يجب الاعتماد عليها وترك المشكلة الرئيسية دون حل. شهد شهر مارس الماضى طرح شركة «ايديتا» بنجاح، بعد ان وجهت 5% فقط منه للطرح العام بقيمة 400 مليون جنيه تقريباً، وقد بلغت حينها أحجام التداولات فى شهر مارس 24.2 مليار جنيه فى حين تراجعت أحجام التداولات فى شهر أبريل الماضى إلى 18.6 مليار جنيه، ولم تتعد فى الاسبوع الاول من مايو الجارى 2.6 مليار جنيه.
ومن ناحية اخرى، تقوم كل من المجموعة المالية «هيرميس» بدور المستشار لنحو 4 طروحات، بالتعاون مع مستشارين دوليين مثل «جولدن مان ساكس» و«جى بى مورجان»، ومن المخطط الانتهاء من طرح «إعمار مصر» قبل منتصف العام الجارى، فضلاً عن طرح «اتصالات مصر» و«التشخيصات المتكاملة IHD» فى البورصة المصرية قبل نهاية العام.
كما تعمل «بلتون» حالياً على الإعداد لأربعة طروحات أيضاً بقيمة إجمالية تتجاوز المليارى جنيه، وجميعها من المخطط تنفيذه خلال العام الجارى، فيما يستعد بنك الاستثمار «سى اى كابيتال» لثلاثة طروحات منها طرح إيجيبشيان سينترز والمستهدف تنفيذه قبل نهاية العام الجاري، بالاضافة الى اقتراب «برايم القابضة» من إعادة هيكلة شركة «مصر إيطاليا»، تمهيداً لطرحها برأسمال 5 مليارات جنيه.