الحزب تلقى تبرعات ضخمة من رجال الأعمال المعارضين للإخوان لا توجد تنمية اقتصادية حقيقية فى سيناء منذ تولى مبارك
الرئاسة تجاوبت معنا حول طلب التحقيق فى مقتل «الصباغ» وأقالت وزير الداخلية
«ساويرس» عرض تمويل الحزب منذ التأسيس.. ولم أوافق
أزمة سد النهضة تحتاج لقوة عسكرية أو الضغط على البنوك والشركات المساهمة فى التمويل
لابد من دراسات جدوى حقيقية لمشروعى قناة السويس والعاصمة الجديدة
قال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى تكوين علاقات خارجية متميزة للدولة، نافياً إمكانية الحكم على الرئيس حالياً، لأن فترة حكمه لم تكمل عاماً واحداً.
وأضاف أن الشعب هو صاحب القرار الأول فى المصالحة مع الإخوان، موضحاً أن الشعب قام بثورة 30 يونيو، وطالب بخروج الإخوان من الحكم، ولكى تتم المصالحة لابد أن تكون هناك مذكرة تفاهم بين الإخوان والشعب تتم عن طريق استفتاء شعبى.
ونفى أبوالغار، فى حوار
لـ «البورصة»، وجود مشاكل بين الحكومة والأحزاب السياسية بشأن قوانين الانتخابات البرلمانية، مشيراً إلى أن الأحزاب والقوى السياسية تريد قانوناً انتخابياً عادلاً ديمقراطياً ليكون البرلمان ممثلا لأكبر طائفة من الشعب.
وتوقع أن يستحوذ الحزب الوطنى المنحل، على أكبر عدد من المقاعد بالبرلمان القادم، نتيجة النظام الانتخابى القائم والذى يفتح الباب أمام عودة رجال مبارك مرة ثانية للساحة السياسية، مؤكداً أنه حين ترشح زعماء الحزب الوطنى ومنهم رجل الأعمال «أحمد عز» لم يكن لديهم قبول شعبى.
كما توقع عدم تواجد الإخوان فى البرلمان، نتيجة عدم ظهورهم على الساحة السياسية، وعدم الاعتراف بشرعية النظام القائم، متوقعاً أن تكون نسبة مشاركة السلفيين %10 فقط.
وأشار أبوالغار، إلى أن المال السياسى سيتحكم فى الانتخابات القادمة.. وجميع دول العالم تسير على هذا النظام.. ولكن تحكمه قواعد وقوانين كميزانية كل مرشح. ولكن المرشحين فى مصر يستخدمون المال السياسى دون قوانين أو قيود، متوقعاً أن يكون هناك استغلال للشعارات الدينية بشكل أكبر خلال الانتخابات المقبلة.
وأوضح أن عدد أعضاء حزبه وصل إلى 14 ألف عضو حالياً، موضحاً أن تمويل الحزب فى العادة يأتى من التبرعات الخارجية وليس من اشتراكات الأعضاء، التى لا تتجاوز قيمتها 10 جنيهات. وتابع «الحزب تلقى أموالاً ضخمة فى صورة تبرعات فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، من رجال أعمال وجهات معارضة لسياسة الإخوان».
وشدد أبوالغار، على ضرورة أن تبتعد الحكومة عن الأحزاب وتتركها تعمل بحرية تامة دون فرض أى قيود عليها، حتى يكون هناك إنعاش للحياة السياسية وفرض الديمقراطية الحقيقية، التى يجب أن يعيشها الشعب المصرى.
وأكد أن رجال الأعمال سيشكلون جماعات ضغط فى البرلمان القادم – وهو اتجاه يعارضه أبوالغار – لأن فكرة أن يحصل رجل أعمال على منصب قيادى، وفى الوقت نفسه يدير مشروعاته واستثماراته، تعنى استغلال للسلطة فى المصالح الشخصية.
وأشار إلى العديد من المشاكل فى السياسة الاقتصادية للدولة، نتيجة عدم الالتزام بالشفافية تجاهها، وعدم وجود دراسات جدوى واضحة الرؤية لجميع المشاريع الاقتصادية بالدولة، ومنها مشروعات توشكى وقناة السويس والعاصمة الجديدة.
وحول مدى نجاح الحكومة فى تحقيق التنمية الاقتصادية فى سيناء، قال أبوالغار، إنه لا توجد تنمية اقتصادية حقيقية فى سيناء منذ تولى حسنى مبارك وحتى الوقت الحالى، مؤكداً أنه ليس من العدل تحميل السيسى المسئولية، لأن التنمية فى مثل تلك المناطق تحتاج إلى سنوات عديدة ومراحل مختلفة.
وأضاف، أن الحكم على كل من «مبارك» أو «مرسى» بالبراءة ليس من اختصاص الأحزاب، بل يرجع إلى القضاء.
وأكد أبوالغار، أن موقف الحزب من مقتل شيماء الصباغ كان واضحاً، حيث تم إرسال خطاب إلى الرئاسة يطالب بالتحقيق فى مقتل شيماء، ورئاسة الجمهورية تجاوبت، وأقالت وزير الداخلية.
ولفت إلى أن هناك علاقة وثيقة تربطه برجل الأعمال المصرى المهندس نجيب ساويرس وجميع أفراد عائلته منذ زمن بعيد، ولكن لم يشاركه فى تأسيس أو تمويل الحزب على الإطلاق، قائلاً: «سبق أن عرض ساويرس إمداد الحزب بتمويل، ولكن لم نوافق على ذلك.. وفى الوقت ذاته لا توجد أى خلافات بيننا فى الفترة الراهنة».
وقال إن أزمة سد النهضة معقدة، وتحتاج إلى واحد من ثلاثة حلول، تتمثل فى وجود قوة عسكرية جابرة، أو قدرة سياسة خارجية، أو الضغط على البنوك والشركات المساهمة فى تمويل السد بمصر حتى يمكن التغلب على تلك الأزمة فى فترة زمنية قصيرة.
وعن تقييم أبوالغار لأداء حكومة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الحالى، قال إنها حكومة نشطة تعمل بشكل مستمر وبمجهود رائع، ولكن «محلب» لا يمتلك قدرة اتخاذ القرارات السياسية التى عادة ما تصدر من رئاسة الجمهورية.
أكد أبوالغار، أن الحكومة نجحت فى تحقيق أهدافها السياسية من القمة الاقتصادية التى عقدت فى مارس الماضى بمدينة شرم الشيخ، بشكل غير طبيعى، مشيراً إلى أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من الدكتور حازم الببلاوى يؤكد فيه مدى نجاح المؤتمر واعتراف العالم بشرعية النظام الحالى، والعديد من الإيجابيات التى حققها المؤتمر أبرزها توقيع اتفاقية الطاقة مع شركتى سيمنس وجنرال إلكتريك.
وإختتم أبوالغار حواره، برسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلاً «نجحت فى تكوين علاقات خارجية بشكل متميز مع دول أفريقية ومع الصين وعدد من دول الخليج.. ولابد من أن تهتم بدراسات جدوى حقيقية للمشاريع التى سيتم تنفيذها داخل البلاد، لإنقاذ الاقتصاد أهمها مشروع قناة السويس والقاهرة الجديدة».