التباطؤ فى مجموعة البريكس يحرم الاقتصاد العالمى من أهم محركات النمو
سجّلت الأسواق الناشئة فى الربع الأول من العام الجارى أضعف أداء لها منذ الأزمة الاقتصادية فى 2008، وشهية الصين للخامات المعدنية وغيرها من الموارد فى طريقها إلى التراجع، والاقتصاد البرازيلى القابل للنمو فى حالة ركود، وتقع روسيا فى أزمة على خلفية الوضع فى أوكرانيا، ويعانى العديد من الدول الصغيرة أيضاً انخفاض النمو وهروب رأس المال إلى الخارج.
وذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز، أن القلق يأتى من انتشار المشاكل إلى دول العالم المتقدم، وأن التراجع لم يعد وارداً فى اقتصادات الأسواق الناشئة فقط.
وأضافت أن الاقتصاد العالمى استمد قواه من البلدان النامية لأكثر من عقد من الزمان، باستثناء فترة الأزمة المالية العالمية، ولكن أصبح محرك النمو داخل دول البريكس – البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا – فى الوقت الراهن عبئاً على العالم.
وأفاد آدم سلاتر، الخبير الاقتصادى فى أكسفورد إيكونوميكس، شركة أبحاث، بأن هذا التباطؤ فى الأسواق الناشئة قد يخلق حالة من الركود للاقتصاد العالمى.
وأضاف أن بلدان البريكس تسيطر على نحو خمس الناتج المحلى الإجمالى العالمى فى الوقت الذى تعانى فيه دولتان من الركود وأخرى من التباطؤ الحاد.
وأوضحت الصحيفة، أن التجارة بمثابة الآلية التى من خلالها أحالت الطلب القوى على الاقتصادات الأخرى، بما فى ذلك أوروبا والولايات المتحدة، ولكن وفقاً لتحليل أجرته أكسفورد إيكونوميكس، تراجع الطلب على الواردات فى الربع الأول من العام الجارى، وتحولت الأسواق الناشئة من المساهمين فى نمو التجارة العالمية إلى المعّوقين لها للمرة الأولى منذ عام 2009.
وأشارت أكسفورد إيكونوميكس، إلى أن حجم التحول صارخ، حيث خفّضت أكبر 17 دولة ضمن الاقتصادات النامية قيّم التجارة العالمية بنسبة 0.9 نقطة مئوية فى الربع الأول من العام الجارى، بانخفاض حاد عن متوسط 2.5 نقطة مئوية اضافتها إلى نمو التجارة سنوياً بين عامى 2000 و2014 عندما كانت حصتها من إجمالى التجارة العالمية 43.3%.
وأكدّ سلاتر، تحول الأسواق الناشئة من كونها الداعم الرئيسى لنمو التجارة العالمية، وأن التباطؤ فى الصين والأسواق الناشئة الأخرى يمثل صدمة سلبية كبيرة للنمو العالمي.
وقال بانو باويجا، مسئول استراتيجية الأسواق الناشئة لدى يو بى إس، «انخفض النمو فى هذه الأسواق بالفعل إلى ما متوسط 3.5% خلال الربع الأول من العام الجارى، وهو أدنى مستوى له منذ بداية الأزمة، وإذا استمر تعثر اقتصادات الأسواق الناشئة، فإن التأثير على العالم المتقدم سيكون عميقا».
وارتفعت مساهمة هذه الدول فى النمو العالمى، وبشكل خاص فى مجال التجارة، وحظيت بلدان البريكس بنسبة 15% من إجمالى التجارة العالمية بين عامى 2000 و2014، وساهمت فى 23% من النمو خلال الفترة نفسها، ولكن هذه المساهمة الضخمة يتم فقدانها حالياً بشكل تام.
وأوضح تشوى كيونغ هوان، وزير مالية كوريا الجنوبية لصحيفة الفاينانشيال تايمز، أن واضعى السياسة بدأوا فى دق ناقوس الخطر.
وأضاف أن التباطؤ فى النمو العالمي، فى وقت التراخى النقدى لم يسبق له مثيل، حيث يشكل تحدياً مماثلاً فى التعقيد لتلك التى واجهناها خلال الأزمة المالية العالمية.
وانتقد هوان، الاقتصادات الرائدة لعدم بذلها جهوداً كافية لتحفيز النمو، وحذّر من أن الاقتصادات المتقدمة سوف ترى مرة أخرى آثاراً سلبية غير مباشرة من الأسواق الناشئة إذا لم تفعل المزيد لتفادى تلك العقبات.