الحكومات تعاني جراء ارتفاع تكلفة توفير الدواء للمرضى
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار على نحو مستدام، يعتقد بيتر ميخائيل، رئيس قسم الأسهم في شركة اليانز تراست، أنه لا يوجد سوى قطاع الرعاية الصحية.
وذكرت التيليجراف أنه في العالم المتقدم، يتزايد الطلب على الرعاية الصحية بدافع من التركيبة السكانية.
وأضاف ميخائيل، أنه مع تقدمنا في العمر، فنحن جميعاً بحاجة إلى مزيد من الأدوية والأجهزة الطبية للحفاظ على صحتنا وعلاج الأمراض الخطيرة مثل الزهايمر والسرطان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الطبقة المتوسطة المزدهرة في اقتصادات الأسواق الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل، رفعت الطلب على رعاية صحية أفضل في هذه المناطق أيضاً.
وتشير أنماط الحياة المستقرة على نحو متزايد، في بلدان الأسواق الناشئة، وكذلك في الغرب، إلى أننا سوف ننفق المزيد من المال على كل الأدوية لمساعدة المصابين بداء السكري والمضاعفات التي أنشأتها السمنة.
ولكن هل سوق الرعاية الصحية رهان في اتجاه واحد؟ يجيب ميخائيل، بأنه “حين يتم إنشاء الطلب من قبل التحولات الديموغرافية فإن تكلفة علاج عدد أكبر من الناس مع مزيد من الأدوية، آخذ في الارتفاع كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي”.
وهو ما يفسر تطلع الحكومات إلى السيطرة على التكاليف عن طريق خلق الكفاءات واستخدام النظم التي تجعل الأدوية أرخص.
وفي هذه البيئة، لن تزدهر الشركات التي لا تدعو للابتكار وتجعل منتجاتها متاحة بأكبر قدر من الكفاءة.
وأكدّ ميخائيل، على أن الاستثمار الجيد في قطاع الرعاية الصحية يتم من خلال التركيز على الشركات التي تعمل في عدة مجالات. وتمّثلت توصياته فى إلزام الشركات بالابتكار فضلاً عن توفير الأدوية التي يتم توزيعها على نطاق واسع.
وعلى سبيل المثال، تستثمر شركة اليانز تراست، في شركة نوفو نورديسك، إحدى الشركات الدانمركية، وإحدى أكبر الشركات الرائدة في رعاية مرضى السكري، حيث تقوم الشركة بتوزيع منتجات الأنسولين في جميع أنحاء العالم، ولكنها أيضاً تتطور باستمرار.
ومؤخراً، حصلت نوفو نورديسك، على موافقة الجهة المنظمة للأدوية فى الولايات المتحدة، لإنتاج دواء سيكسندا، لعلاج السمنة فى الوقت الذى تعمل فيه أيضاً على إعادة تقديم الأنسولين طويل المفعول الجديد وإطلاقه عام 2016.
وترى اليانز أن الشركات التي تعمل على تحسين حياة الناس سوف تؤدى في نهاية المطاف أداء جيداً للمستثمرين، لأنها لن تقع تحت طائلة القضايا التنظيمية، وسوف تولد النقدية من خلال الطلب على منتجاتها، وأن الأسواق الناشئة هي المستقبل لشركات الأدوية الكبرى.
وعلى الرغم من أن قطاع الرعاية الصحية له مخاطره، فالأدوية تفقد حماية براءات الاختراع وعدم إمكانية استبدالها بمنتجات جديدة، وتحاول الحكومات خفض ميزانيات أدويتها المتصاعدة، إلا أن القطاع مستقر نسبياً، وسوف يكون الناس دائماً بحاجة إلى الأدوية للتعافى والعيش بشكل جيد.