قناة السويس الجديدة وغلق كوبري السلام وصعوبة مرور البضائع للبر الغربي أسباب رئيسية
شهد ميناء شرق بورسعيد خلال الفترة الماضية اضطراباً في حركة السفن الوافدة إليه، وقالت مصادر إن خطوطاً ملاحية أوقفت بالفعل التعامل مع الميناء.
وأرجعت المصادر أسباب ذهاب الخطوط الملاحية للتعامل مع موانئ منافسة بحوض البحر المتوسط كـ “بيريه” في اليونان و”حيفا” بإسرائيل والاسكندرونة التركي، إلي غلق كوبري السلام علاوة علي التطويرات التي تتم بمرفق قناة السويس.
وقال محمد عشري المدير المالي بشركة كوسكو دوم وكيل الخط الملاحي الصيني “تشاينا أوشن شيبينج كومباني – COSCO”، إن السبب الرئيسي لهروب الخطوط الملاحية من شرق التفريعة هو غلق كوبري السلام وصعوبة مرور البضائع من شرق القناة إلي ميناء بورسعيد – غرب.
وقال عشري إن البضائع يجب أن تمر أعلي الكوبري إلا أنه متوقف عن العمل، والسبيل الوحيد لنقل البضائع والحاويات هو المعديات التي لا تسعف أيا من الناقل أو المستورد لتكدس الشاحنات في طوابير انتظاراً لدورها في العبور.
ويساهم “COSCO” بنسبة 20% من أسهم شركة قناة السويس لتداول الحاويات صاحبة امتياز تشغيل وإدارة محطة الحاويات الأولي بشرق التفريعة، إلا أن سفنه لا تتعامل تقريباً مع محطة شرق التفريعة وتفضل إدارة الخط
الصيني التعامل مع ميناء “بيريه” اليوناني الذي يمتلك COSCO منه 100%، وفقا لـ”عشري”.
أضاف عشري، أن الخط الصيني يواجه بعض الصعوبات الجمركية متمثلة في الروتين الحكومي وصعوبة تحويل الأرباح بالعملة الأجنبية لخارج مصر.
يري المدير المالي لـ”كوسكو دوم” إن تأخر تنفيذ القناة الجانبية لميناء شرق بورسعيد لا يعد معوقا رئيسيا، مشيرا إلي أن خط COSCO لا يواجه أي صعوبات في مصر سوي التعاملات الجمركية والروتين الحكومي.
ومن جانبه قال المهندس عبدالخالق عياد رئيس مجلس إدارة شركة قناة السويس لتداول الحاويات “SCCT” العاملة بميناء شرق بورسعيد، إن تطوير وتكريك المجري الملاحي لقناة السويس وحفر القناة الجديدة أثر بالسلب قليلاً علي انتظار السفن خارج قناة السويس وبالتالي أثر ذلك علي دخول السفن لميناء شرق بورسعيد.
أكد عياد أن هناك خطوطاً ملاحية تركت التعامل مع المحطة بشرق التفريعة، موضحاً أنها لم تتفاوض مع الشركة ولكن أرسلت خطابات بترك الميناء.
وذكر عياد أن أي تفكير علي المدي القصير فيما يحدث في قناة السويس من تطوير واعتماده كزريعة من قبل الخطوط الملاحية يعتبر غير عادل علي الإطلاق، مشيرا إلي أن مصر ستشهد نقلة كبيرة بعد افتتاح قناة السويس الجديدة.
وقال إن تنفيذ القناة الجانبية لشرق التفريعة يعتبر من أهم المشروعات التي يجب البدء فيها لتطوير وزيادة حجم أعمال ميناء شرق بورسعيد.
وأكد أن الحكومة مقتنعة تماما بضرورة حفر القناة الجانبية لميناء شرق بورسعيد، مضيفا أن وزارة المهندس هاني ضاحي تراها أولوية خلال الوقت الحالي، وكشف عن مفاوضات مع وزارة النقل لسرعة إتمام الاتفاق الخاص بنسبة كل
جهة في تمويل القناة.
وأضاف عياد أن SCCT ستخاطب الحكومة لاستغلال معدات الحفر وآلات التكريك والتعميق الموجودة حاليا بمقر حفر قناة السويس الجديدة لحفر القناة الجانبية لميناء شرق بورسعيد.
وحسب آخر دراسة تم إجراؤها بوزارة النقل عن المشروع، فإن القناة الجانبية ستقوم بمضاعفة إيرادات هيئة موانئ بورسعيد بعد تنفيذها مباشرة، خاصة أن تنفيذها يمكن أن يستغرق مدة لا تزيد علي 4 أشهر، من خلال استغلال
الشركات التي تقوم حاليا بحفر قناة السويس الجديدة.
ويري اللواء سامي سليمان الرئيس الأسبق للهيئة العامة لميناء دمياط، أن تأخر تنفيذ القناة الجانبية لميناء شرق التفريعة يعتبر عائقا أمام زيادة حجم تداول الحاويات بالميناء علاوة علي وقف تعامل بعض الخطوط الملاحية مع الميناء.
وأضاف أن إغلاق كوبري السلام يعد من أحد الأسباب الرئيسية لتكدس الحاويات علي شاحنات خارج الميناء في انتظار المعديات، إلا أن ذلك بسبب الظرف الأمني الذي تمر به البلاد، ولا يمكن السماح بفتح الكوبري إلا بعد استصدار
الموافقات الأمنية اللازمة من الجهات المختصة.