فادى الجندى: يجب زيادة دعم رواد الأعمال لأكثر من مليون جنيه
عند ظهور المشاكل المجتمعية، تظهر الأفكار الابداعية لحلها والقضاء عليها، وهو ما يقوم به رواد الأعمال فى مصر، إذ يسعون لحل المشكلات المجتمعية أكثر من سعيهم للخروج للعالمية.
قال فادى الجندى، مدير شركة “نور” لخدمات الإنترنت والمالكة لحاضنة ريادة الأعمال “نور كيوب”، إن مصر تزخر بشباب مبدع، مضيفاً أن ميزة التكنولوجيا وتطبيقات المحمول هى انتشارها عالمياً وعدم ارتباطها بحدود بلد بعينه.
ويستطيع رواد الأعمال تطوير الفكرة لتناسب المجتمع المصري.
وأشار الجندى، إلى أن البيئة فى مصر قد لا تساعد رائد الأعمال فى الابتكار والخروج للعالمية.. فبيئة ريادة الأعمال فى مصر تحتاج إلى سن تشريعات وقوانين تسهل ممارستهم للنشاط.
والمنافسة خارج مصر أكبر بكثير من المنافسة محلياً، مضيفاً أن المستثمرين يبدأون فى ضخ استثماراتهم فى المشروعات عند التأكد من أن الشركة وصلت لأكبر عدد من العملاء، وبدأت أولى خطوات نجاحها.
وقال الجندى، إنه من المفترض أن تسعى حاضنات الأعمال فى مصر لزيادة الدعم المالى لشركات ريادة الأعمال بأكثر من مليون جنيه، معللاً ذلك بأن الدعم المقدم لرواد الأعمال لا يكفى لبدء واستمرارية المشروع.
وتحدث محمد ناجى، مؤسس شركة “المقر” المتخصصة فى توفير المكاتب الإدارية للشركات الناشئة، مؤكداً أن مصر تمتلك مواهب شبابية مبتكرة، تسعى للوصول إلى العالمية، مشيراً إلى أن غالبية التطبيقات التى يتم تأسيسها فى مصر هى فى الأصل أطلقت لحل مشاكل مجتمعية.. فلا تستطيع الخروج للمجتمعات الأخري، إذ إن المجتمعات الأوروبية أو العربية لا تعانى من المشكلات التى تعانى منها مصر.
وأكد أن احتياجات المجتمع المصرى تختلف تماماً عن احتياجات أى مجتمع آخر. فالمجتمعات الأوروبية تطلق تطبيقات من أجل الرفاهية، مثل “واتس آب”.. فهو تطبيق خاص بالدردشة، ولا يعالج أى مشاكل مجتمعية، عكس تطبيق “بيقولك” فى مصر، لأنه فى المقام الأول تطبيق لحل مشكلة مجتمعية.
وحول تقليد وتمصير التطبيقات العالمية، أوضح ناجي، أن معظم الأفكار ليست مصرية 100%، ولكنها فى الوقت نفسه ليست مقلدة. فرواد الأعمال فى مصر يسعون لحل مشكلة خاصة بالمجتمع. فيدخلون تعديلات على التطبيق العالمى ويضيفون النكهة المصرية عليه حتى يرتبط بالمجتمع والمستخدم المصري، ويستطيع ترويجه.
أضاف أن “أوبر” و”إيزى تاكسى” من ضمن التطبيقات العالمية التى تحل مشكلة اجتماعية، وفى المقابل ظهر تطبيق “رايح” المصري، وهو شبيه لهما، ولكنه يختلف فى عدة أشياء تميزه عن غيره من التطبيقات. فـ”رايح” يساعد على تنمية وتوسيع دائرة المعارف الاجتماعية لعملائه. كما أنه يحد من شدة زحام السيارات فى الشارع عن طريق استخدام سيارة واحدة لأكثر من فرد.
وأشار ناجى إلى أن قطاع ريادة الأعمال فى مصر يعتمد على شغف، رائد الأعمال بفكرته. فغالبية رواد الأعمال لم يدرسوا إدارة الأعمال، وهو ما يضطرهم للوقوع فى أخطاء متعلقة بإدارة الأعمال.
وأضاف أنه يجب تبنى رواد الأعمال منذ الصغر وتهيئة البيئة المناسبة لهم، والسعى لإرسال بعثات خاصة لهم خارج مصر، ليتعلموا المزيد عن المجالات المختلفة، وتطبيقها فى مصر عند عودتهم، مشيراً إلى أن هذه البعثات ستفيدهم فى إقامة مشاريعهم ونجاحها.. كما ستفيد فى تقدم قطاع ريادة الأعمال فى مصر.
وقال إن حاضنات الأعمال فى مصر تقدمت بشكل كبير.. كما يسعون للتعاون مع بعضهم البعض، لتحقيق أكبر استفادة ممكنه لرواد الأعمال، موضحاً أن قطاع ريادة الأعمال انتشر بصورة كبيرة خلال هذه الفترة، متوقعاً أن تتم “فلترة” هذا القطاع خلال السنوات القليلة المقبلة.. ومعظم الشباب أدرك أن أفكاره إبداعية، ولكن ليست جميعها قابلة للتنفيذ. كما أدرك أن هذا يحتاج إلى جهد ووقت كبير، حتى يعطى النتائج المرجوة. وجودة الأفكار والمنتجات المقدمة خلال السنوات القادمة ستكون أفضل وأعلى.
أكد ناجي، أن الشريحة التى يستهدفها رائد الأعمال لتقديم خدمته هى نسبة ضئيلة مقارنة بعدد سكان مصر. كما أن جمع المعلومات عن المشروع قبل بدايته صعب.. لذلك يقوم المستثمر بدعم الشركة بعدما يتأكد من نجاحها وانتشارها بين أكبر شريحة من العملاء، على العكس خارج مصر.. فرائد الأعمال لديه خبرة فى كيفية تسويق فكرته، ويقوم المستثمر بضخ التكاليف المناسبة لإقامة المشروع واستمراريته.
وأكد ناجى أن ضآلة حجم الاستثمارات التى يجرى ضخها، يضطر رائد الأعمال المصرى لعدم التفكير فى الخروج إلى العالمية، والتفكير فى نمو شركته أولاً فى مصر، والسعى نحو استمراريتها على حسب التكاليف المتاحة له فقط.